المشاريع الزراعية الكبرى .... خطوة للامام وخطوتان للخلف

وزادت المشاكل المالية للحكومة "عجز الموازنة" من تراجع وتيرة العمل في المشاريع بل تجاوزت الامور الى مراحل الايقاف المؤقت ولربما الدائم.

فالمشروع الاستثماري الزراعي الاردني في السودان راوح كثيرا بين المد والجزر ولا نتائج متحققة بالقريب العاجل باستثناء ما قامت بة شركة البشائر التابعة للقوات المسلحة وكذلك هو الحال لشركة التسويق الزراعي والمطار الزراعي في الاغوار.

فالمطار الزراعي غاب الحديث عنه مؤخرا على الاطلاق وكذلك الحال لشركة التسويق ويعتقد مختصون ان الازمة المالية العالمية وانعكاساتها على الصعيد المحلي من تفاقم عجز الموازنة ساهم في تغيير ترتيب الاولويات لدى الحكومة.

الوثيقة الزراعية حددت التحديات الزراعية في جزئية التسويق وبحسبها فان اهم النقاط تتمثل ببطء إجراءات تأسيس شركة لتسويق المنتجات الزراعية مع التأكيد على ضرورة تطبيق إجراءات حماية المنتج المحلي من المنافسة وأهمية مراقبة النشاط التصديري في ضوء واقع الإنتاج المحلي واحتياجات السوق المحلي.

ويؤكد مختصون ان شركة التسويق الزراعي هي الحل الوحيد لمعالجة مشاكل التسويق الزراعي وان قامت فان 80% من مشاكل التسويق ستندثر".

ومن ضمن مشاكل التسويق بحسب "الوثيقة" الافتقار إلى نظام الزراعات التعاقدية وافتقار بعض المحافظات إلى أسواق مركزية تنظم العملية التسويقية كمحافظات جرش والبلقاء ومعان والمفرق بالاضافة الى عدم توفر بنية تحتية مناسبة لعملية التسويق الزراعي كالتبريد والتخزين والتدريج وعدم توفر مصانع بعدد كاف لتصنيع الفائض من المنتجات الزراعية.

كما ان ارتفاع أسعار عبوات البولسترين وعدم وجود مصانع محلية لصناعة العبوات الكرتونية أو البلاستيكية بالأحجام المناسبة من المشاكل التسويقية بحسب الوثيقة.

واكدت الوثيقة ان تباين الآراء حول تطبيق القواعد الفنية والمواصفات للمحاصيل والخضروات والفاكهة المصدرة يعد من التحديات وكذلك المعوقات المرتبطة بإنتاج وتسويق زيت الزيتون والمتمثلة بارتفاع كلفة العصر والقطاف.

واوضحت ان هناك مشاكل تسويقية متمثلة في تحكم مصانع الألبان بأسعار الحليب واستيراد الدواجن والأغنام وأهمية تنظيم العملية التسويقية بما يضمن عدم الإضرار بمربي الماشية في الأردن والمنتجات المحلية. بالاضافة الى ضعف إجراءات الرقابة الأمنية في الأسواق المركزية للحد من الأعمال التي تربك أعمال السوق وعدم وجود خطة وطنية للشحن الجوي تواكب طموحات تطور الصادرات الزراعية وعدم إقرار النظام المعدل لأسواق الجملة والبطء بالإجراءات الجمركية في نقاط الحدود.

اما الأهداف التي حددتها الوثيقة لمعالجة التحديات والمشاكل التسويقية فتمثلت باستقرار الأسعار وتحسين طرق تشكيلها وخفض هوامش التسويق وتوفير البيئة المناسبة لعمل القطاع الخاص وربط الإنتاج بالطلب في الأسواق وإقامة مشروعات إنتاج وتسويق ذات حجوم اقتصادية مناسبة وتحسين القدرة التنافسية السعرية والنوعية للمنتجات.

كما شملت الاهداف ضرورة قيام زراعات تصديرية متخصصة تحقق التكامل بين الإنتاج والتسويق وزيادة الصادرات للأسواق التقليدية والأسواق المتطلبة للمنتجات ذات القيمة العالية وحماية المنتج المحلي من المنافسة غير العادلة من قبل المستوردات وإشراك القطاع الخاص في التسويق وفي جهود التنمية واستراتيجيات تحقيق الأهداف والإجراءات المطلوبة تنفيذ إجراءات البيئة المساندة وتنفيذ مشاريع تنمية قطاع التسويق

ولا يزال المشروع الزراعي الاردني في السودان غير مستثمر حيث تقدر الارض التي منحتها السودان للاردن بحوالي 125 الف دونم استغلت شركة البشائر التابعة للقوات المسلحة الاردنية قرابة الـ 38 الف دونم فقط.

يذكر ان الاتفاقية التي وقعت بين السودان والاردن بدأت في العام 1998 تم بموجبها تأجير ارض للجانب الأردني لغايات الاستثمار الزراعي تقدر مساحتها الاجمالية بحوالي 250 ألف دونم لمدة (70) عاماً قابلة للتجديد وتم في عام 2003 تنفيذ دراسة جدوى فنية واقتصادية للمشروع من قبل المنظمة العربية للتنمية الزراعية تنتهي بنهاية العام الحالي .

وبموجب الاتفاق مع السودان يطبق القانون الاردني على الاراضي المخصصة للاردن , بما يراعي مصالح المستثمرين من حيث الاجراءات والحقوق وان ارض المشروع تعتبر ملكا للاردن وانتاجها ملكا للمستثمر الاردني فضلا عن اعفائها من الضرائب والرسوم.

وتحتاج المملكة لزراعة 2 مليون دونم القمح ومثلها من الشعير لسد احتياجاتها, في حين تبلغ مساحة الأراضي الصالحة لزراعة القمح والشعير زراعة بعلية حوالي مليون دونم. العرب اليوم