• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

حفارة الطماطم تقضي على آلاف الدونمات وترفع ثمن كيلو البندورة إلى دينار

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-09-19
1960
حفارة الطماطم تقضي على آلاف الدونمات وترفع ثمن كيلو البندورة إلى دينار

أدى انتشار حشرة صانعة أنفاق البندورة في المناطق الزراعية المرتفعة كالمفرق والقويرة وزيزيا وضبعة والجيزة الى تدمير محصول البندورة بنسب وصلت الى حوالي 90% ملحقة خسائر كبيرة بالمزارعين.

 وقال مزارعون إنهم "لم يتركوا نوعا من المبيدات إلا وقاموا باستخدامه من دون فائدة"، الأمر الذي أدى الى ارتفاع أسعار البندورة في الأسواق، حيث وصل سعر الكيلو الواحد الى دينار.
 
وقال المزارع أبو محمود إن الحشرة الغريبة أتت على كامل محصول البندورة الذي زرعه والمقدر بـ80 دونما وألحقت به خسارة تجاوزت المائة ألف دينار، مما اضطره الى اقتلاعها وزراعة البصل مكانها.
 
وأضاف أبو محمود إن هذه الحشرة هي أخطر حشرة عرفها خلال حياته الزراعية الطويلة، مشيرا الى أنه استخدم جميع أنواع المبيدات إلا أن جهوده لم تفلح نهائيا.
 
وأوضح أن الثمار التي يقوم بإرسالها الى السوق لا تباع لأن الدود يكون قد تكاثر داخلها.
 
وبين أبو محمود أن مهندسي وزارة الزراعة أكدوا أن الحشرة اتت من خارج البلاد وأن مكافحتها صعبة للغاية كونها تحتمي داخل أنفاق تصنعها في أوراق النباتات والسيقان والثمار.
 
ويشاركه الرأي المزارع محمد عبداللطيف الذي أكد أن "الوضع كارثي" كون خسارته تجاوزت الربع مليون دينار، حيث قامت الحشرة بتدمير ما يقارب من 200 دونم من البندورة ولم تبقِ منها شيئا.
 
ويضيف عبداللطيف "لم أرَ بحياتي شيئا كهذا، فخلال أيام تصبح المزرعة كالأرض المحروقة، رغم أنني قمت برش مبيدات متنوعة بكلفة تجاوزت 10 آلاف دينار، مشيرا الى أنها ذهبت كلها أدراج الرياح من دون فائدة مما زاد من حجم الخسارة".
 
وأكد المزارع محمد صياح أن الحشرة دمرت ما نسبته 80 % من محاصيل البندورة لديهم وفي بعض المناطق وصلت النسبة الى %100 وذلك لتزامن انتشارها مع انتشار مرض فيروسي يؤدي الى تجعد واصفرار أوراق البندورة.
 
وأضاف صياح أن هذه الحشرة جديدة ولم نعرفها من قبل، مما أسهم في انتشارها بشكل سريع، وذلك لعدم معرفتنا بأساليب مكافحتها ووزع مختصون من وزارة الزراعة علينا مصائد ووصفوا لنا مبيدات إلا أنها عديمة الجدوى.
 
وأكد صياح أن الخسائر تجاوزت مئات الآلاف من الدنانير لأن تكلفة زراعة الدونم الواحد تتجاوز الـ800 دينار، مشيرا الى أن بعض الأراضي لم يُجنَ منها ولو ثمرة واحدة لأن هذه الحشرة سريعة التكاثر والانتشار.
 
من جهتهم بيّن مختصون زراعيون أن الحشرة معروفة وتتكاثر ضمن ظروف جوية معينة وهي سريعة التكاثر إن لم تجد مكافحة سريعة، مشيرين الى أن مكافحة هذه الحشرة تعتبر بالغة الصعوبة كونها تحتمي داخل أنفاق تصنعها في النباتات وخاصة الثمار وقد تحتمي الفراشات في التربة وتنتقل من مكان لآخر بسرعة كبيرة مسببة أضرارا فادحة بالمحاصيل الزراعية.
 
وأضاف المختصون أن الحشرة سجلت أول ظهور لها في الأردن في مناطق الأغوار الشمالية قبل سنتين، إلا أن الأمور كانت تحت المراقبة والسيطرة بحيث لم تنتشر آنذاك على نطاق واسع، مرجحين فرضية أن الحشرة قدمت من دول الجوار.
 
وأوضح المختصون أنه وبالرغم من ظهور هذه الحشرة من جديد إلا أنها لم تصل الى مرحلة الوباء ويمكن السيطرة عليها من خلال اتباع الأساليب العلمية الحديثة في المكافحة، داعين المزارعين الى عدم التنويع برش المبيدات، الأمر الذي سيعمل على إفراز أجيال جديدة من الحشرة تكون لديها القدرة على مقاومة هذه المبيدات، مما سيعمل على استفحال المشكلة أكثر مما هي عليه الآن.
 
من جهته، قال مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية ونقل التكنولوجيا الدكتور فيصل عواودة إن الأمراض الحشرية عادة ما تنتقل من مزرعة لأخرى، مما يتطلب معه استخدام المبيدات المناسبة في الأوقات المناسبة وبشكل جماعي وتحت إشراف مختصين زراعيين حتى نضمن أعلى نسبة من النجاح والى أن تتم السيطرة على كامل المرض".
 
وأضاف عواودة أن مكافحة أية آفات تحتاج الى تغيير في استخدام المبيدات او طرق المكافحة حتى لا تتولد أي أجيال مقاومة لهذه المبيدات، مشيرا الى أن معرفة المرض بشكل محدد يشكل عامل نجاح كبير في مكافحته، لأن الأعراض غالبا ما تتشابه بين الأمراض، مما يجعل المزارعين يعتمدون على خبراتهم في استخدام المبيدات والتنويع فيها، وبالتالي يكلفهم ذلك مبالغ طائلة وقد لا تجدي نفعا.
 
ودعا عواودة المزارعين الى مراجعة أقرب مديرية زراعة أو مركز بحوث زراعية أو استشارة مهندسين زراعيين مختصين لمعرفة المرض ومعرفة أساليب المكافحة وأنواع المبيدات الأنسب لكل مرض، مؤكدا عدم وجود حشرة تستحيل مكافحتها.
 
أما بالنسبة لحفارة أنفاق البندورة فيؤكد الدكتور عواودة أن هذه الحشرة تنشط ليلا وبالتالي يجب على المزارعين العمل على رش محاصيلهم ليلا باستخدام الأنوار الكاشفة التي تجذب هذه الحشرة، مشيرا الى أن الرش نهارا لا يأتي بالنتائج المرجوة.
 
وأوضح انه بالرغم من أن المبيدات الخاصة بمكافحة هذه الحشرة باهظة الثمن، إلا أن هناك مبيدات خاصة للقضاء على هذه الحشرة من خلال استخدام المصائد الفرمونية التي تعتبر أقل كلفة من المبيدات.
 
وبين عواودة أن المركز الوطني ومن خلال باحثيه ومختصيه قام بحملات إرشادية في مختلف مناطق المملكة لنشر الوعي بين المزارعين حول الأمراض التي تصيب محاصيلهم وطرق مكافحتها والمبيدات الأنسب لمكافحتها، لأن معرفة المرض هو الأساس في أي عملية مكافحة.
 
المهندس الزراعي محمد الصالحي أكد أن فرق وزارة الزراعة قامت بتوزيع مصائد فرمونية على المزارعين في مناطق المفرق والتي تعمل على اصطياد ذكور الحشرة وبالتالي كسر سلسلة التكاثر لديها، مشيرا الى أن هذه المصائد لا تعتبر وسيلة مكافحة بقدر ما تعطي مؤشرات ودلائل على حجم المشكلة والوقت المناسب للبدء بالمكافحة الكيميائية.
 
وأضاف الصالحي أن الحشرة موجودة في مزارع المفرق والإصابة تتفاوت من مزرعة لأخرى وهي تنتشر بشكل سريع مع غياب استخدام المبيدات التي تقضي عليها، مشيرا الى أن ما يتم عمله الآن بين أوساط المزارعين هو رش المبيدات الكيميائية بشكل مكثف مع التنويع في أنواع المبيدات المستخدمة.
 
"توتا ابسولوتا" .. الحشرة الكارثة
 
تعتبر "توتا ابسولوتا" او حفارة الطماطم كما تعرف في اوساط المزارعين في المغرب العربي من اكثر الآفات فتكا بالمحاصيل وذلك لصعوبة مكافحتها كيميائيا وسرعة تكاثرها وانتشارها بحيث قد تقضي على آلاف الدونمات من المحاصيل في فترة قصيرة لا تتجاوز الثلاثة أيام.
 
وبحسب مختصين فإن هذه الدودة تؤثر بشكل ملحوظ على محاصيل البندورة والباذنجان والذرة والفلفل و تسبب اليرقة نتيجة تغذيتها أنفاقا وممرات في الاوراق والقمم النامية والبراعم وثمار الطماطم غير الناضجة والناضجة.
 
وتستطيع التوتا ابسولوتا تقليل الانتاج بنسبة 80-100% من المحاصيل وقد ظهرت لأول مرة في أميركا اللاتينية وانتقلت الى اسبانيا ومنها الى دول المغرب العربي وصولا الى دول الشام ومنها الاردن وقد ظهرت في قطاع غزة واسرائيل قبل سنتين تقريبا. ويضيف المختصون ان كلفة العلاج الكيميائي تعتبر بحد ذاتها خسارة كبيرة، فعدى عن أن أثمان المبيدات مرتفعة فإن المزارعين يقومون بالتنويع في انواع المبيدات وتكرار الرش لعدة مرات أملا ان يجدوا نوعا معينا قد يقضي عليها، مشيرين الى ان هذا الأسلوب في المكافحة قد يكسب الحشرة مناعة ضد المبيدات الكيميائية.
 
ويشيرون الى ان الحل الأنجع لمكافحة هذه الحشرة هو العلاج البيولوجي بواسطة الفخاخ البيولوجية التي تعمل على اصطياد هذه الحشرة وتكسر سلسلة التكاثر لديها مما يقلل من حجم انتشارها بالرغم من انها غالية الثمن وباهظة التكاليف كما انها لا تعطي نتائج كافية للقضاء عليها الا انها تبقى الحل الأفضل لمكافحتها.
 
وبيّن المختصون أن الحشرة عبارة عن فراشة تمر عبر مراحل نموها من بيضة الى يرقة ومن ثم فراشة مكتملة النمو سريعة الانتقال والتكاثر حيث تصيب جميع أجزاء البندورة، وخصوصا الثمار إذ تضع بيضاً وبرازاً كالدقيق وتحدث ثقوباً في ثمرة البندورة وتنتقل من منطقة لأخرى ولها حوالي 12 جيلا سنويا تضع خلال كل جيل بيوضا تصل الى 250 بيضة للفراشة الواحدة.
 
واكتسبت حشرة التوتا ابسولوتا مقاومة لفعل مبيدات الحشرات التي استعملت عليها سابقا وكذلك المبيدات الجهازية سجلت، كما ان الأنفاق التي تسببها اليرقة تحميها من بعض المواد الكيمياوية، لذا فإن الاستعمال المفرط للمبيدات سبب اضافة لظهور المقاومة عند الحشرة قتلا للأعداء الحيوية من المفترسات والطفيليات، وتلويث البيئة، مما أدى الى تقليص استعمالها والبحث عن بدائل تحمي المنتج وصحة المستهلك والبيئة. الغد
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

مذبلة19-09-2010

العب غيرها معالي الوزير وين سلطة الغلابة ومذبلة الطفرانين
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.