البشير يصل القاهرة في أول زيارة لدولة عربية بعد مذكرة الجنائية

وكان الرئيس مبارك في مقدمة مستقبلي البشير عند وصوله لمطار القاهرة ولم يدلي اي من الرئيسين بأي حديث إلى الصحافة وانصرفا الى القصر الرئاسي بمصر الجديدة حيث عقدا اجتماعا مشتركا لبحث الوضع في دارفور وتداعيات قرار محكمة الجنايات الدولية.

وتعتبر زيارة البشير إلى القاهرة هي الأولى له لبلد عربي منذ صدور مذكرة الاعتقال والتي يمكن أن تكون مقدمة لمشاركته في القمة العربية التي تنعقد الأسبوع المقبل في الدوحة.

وتعد زيارة البشير للقاهرة الثانية التي يقوم بها خارج السودان منذ اصدرت المحكمة الجنائية الدولية في الرابع من مارس/آذار الجاري مذكرة توقيف بحقه بعد ان وجهت اليه اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور الذي يشهد حربا اهلية منذ ست سنوات.

وذكرت الأنباء، ان زيارة البشير لمصر كانت مقررة قبل زيارته الى اريتريا ولكن كان الرئيس مبارك حينها خارج البلاد حيث كان في زيارة الى سلطنة عمان ، واشارت المراسلة الى ان الزيارة لن تستغرق سوى بضع ساعات قليلة يتشاور خلالها الرئيسيين لبعض المقترحات للخروج من الازمة الحالية.

وكانت مصر قد أعربت فور صدور مذكرة التوقيف الدولية عن "انزعاجها الشديد" لقرار المحكمة الجنائية الدولية، وحذر وزير الخارجية أبو الغيط من التداعيات السلبية المحتملة لمثل هذا القرار على استقرار الأوضاع فى السودان.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس البشير في الرابع من مارس/آذار بتهمة ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور؛ وهو ما ردت عليه الخرطوم بطرد 13 منظمة غير دولية غير حكومية كانت من كبريات المنظمات التي تعمل في دارفور، متهمة إياها بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وبالتجسس لصالحها؛ وهو ما قوبل أيضاً بتحذيرات دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية بالإقليم جراء طرد المنظمات، وتحميل البشير وحكومته مسئولية حدوث حالات وفاة.

مصر أولى بالسودان

على صعيد آخر، أكد الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري أن استقبال مصر للرئيس السوداني عمر البشير :" يعكس رسالة مفادها أن مصر أولى بالسودان من أي طرف آخر في مثل هذه الظروف الصعبة ".

وتابع في اتصال مع قناة "الجزيرة" الإخبارية :" مصر أدركت أن مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال البشير ليست محاولة للنيل منه شخصيا ، لكنها محاولة لتحطيم دولة السودان" .

وأضاف: "مهما كانت أخطاء السودان وظروفه فرد الفعل الدولي غير مناسب، ويعكس سياسية الكيل بمكيالين ، حيث يتم ملاحقة رئيس السودان العربي ، ويتجاهلون المجرمين في اسرائيل ".

وشدد الفقي على أن مصر تبذل جهودا مستمرة من أجل تجاوز الأزمة ، وسبق أن اطلقت مبادرة للقوى المعنية للخروج من الأزمة ، الا انها قوبلت بهجوم شديد من الفصائل السودانية ، وهذا حقهم فهم لم يشتركوا في المفاوضات ".

وعن قرار البشير طرد منظمات الاغاثة الدولية ، قال الدكتور الفقي :" هذا قرار غير صائب، ويزيد اللهيب ويعطي ذريعة لمن يريدوا توريط السودان ".

واشنطن تعلن عدم التزامها باعتقاله

في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لا تخضع "لواجب قانوني" يملي عليها اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير- الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وجاء الإعلان الأمريكي الثلاثاء على لسان "روبرت وود" المتحدث باسم الخارجية- في معرض رده على سؤال حول المحكمة الجنائية الدولية التي أسست بموجب معاهدة روما عام 1998 وعارضتها بشدة إدارة الرئيس جورج بوش خلال إطلاقها عام 2002.

وقال وود للصحفيين إننا "قلنا ونقول مجدداً إن الذين يرتكبون أعمال عنف يجب أن يحاسبوا على أعمالهم... لكننا لسنا أعضاء في معاهدة روما".

ووقعت أكثر من 100 دولة من بينها معظم الديموقراطيات الغربية على معاهدة روما، ووافقت على سلطة المحكمة الجنائية الدولية بوصفها أول محكمة دائمة حول جرائم الحرب وضد الإنسانية .