• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

سرقة «الكوابل» تحرم مناطق واسعة من الخدمة وتتسبب بخسائر بالملايين

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-10-18
1545
سرقة «الكوابل» تحرم مناطق واسعة من الخدمة وتتسبب بخسائر بالملايين

تتعرض الشبكة الكهربائية في المملكة الى اعتداءات وقرصنة بشرية ألحقت أضرارا بالشبكات والمحولات وتشكل تهديدا للمنظومة الكهربائية وتلحق أضرارا مادية بالمشتركين وممتلكاتهم الكهربائية جراء الانقطاعات المفاجئة والمتكررة ، كما تتسبب بخسائر للشركات تقدر بملايين الدنانير.

 وتفاقمت ظاهرة الاعتداء على موجودات شركات الكهرباء المساهمة العامة بخاصة شركة الكهرباء الاردنية كبرى شركات القطاع ، وشملت هذه الاعتداءات سرقة التيار الكهربائي باشكال مختلفة وفي معظم المناطق ، وتطورت الاعتداءات على موجودات وخدمات شركات الكهرباء وشملت سرقة أسلاك نقل الطاقة الكهربائية بأنواعها.
 
واللافت ان السرقة طالت محولات الطاقة في مناطق بعيدة نسبيا ، الامر الذي يؤثر على وصول خدمات الطاقة الكهربائية للمواطنين ، ويتطلب إعادة التيار الكهربائي للمشتركين فترة زمنية لحين تركيب محولات بديلة.
 
الأمن العام
 
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الامن العام المقدم محمد الخطيب انه بلغ عدد سرقات الكوابل الكهربائية المكتشفة 74 والمجهولة 8 وذلك خلال عام 2007 ، وفي عام 2008 بلغ عدد المكتشفة 80 والمجهولة 16 وفي عام 2009 بلغ عدد المكتشفة 19 والمجهولة 5.
 
وبيّن أن سرقات كوابل الهواتف بلغ المكتشف منها 60 والمجهول 12 وذلك خلال عام 2007 ، وفي عام 2008 بلغ عدد المكتشف 70 والمجهول 19 وفي عام 2009 بلغ المكتشف 43 والمجهول ,30
 
وبالنسبة لسرقة كوابل المياه أوضح الخطيب أن عدد المكتشف منها بلغ 38 والمجهول 3 وذلك خلال عام 2007 ، وفي عام 2008 بلغ عدد المكتشف 10 والمجهول 11 وفي عام 2009 بلغ المكتشف 5 والمجهول 3.
 
أما بالنسبة لعام 2010 وحتى الان فقد بلغ عدد سرقات كوابل الهاتف المكتشفة 115 والمجهولة 66 ، وسرقات كوابل الكهرباء المكتشفة 8 والمجهولة 1 ، وبالنسبة لسرقة كوابل ومعدات المياه فقد بلغ المكتشف منها 7 والمجهول 3.
 
وعرض الخطيب جهود أجهزة الأمن العام في هذه القضايا ، حيث تعمل على استقبال أي شكوى والتعامل معها بسرعة عالية جداً وهناك ضباط ارتباط من الشرطة واجبه التنسيق المباشر مع شركات المياه والكهرباء لمتابعة القضايا ، وتقوم مديرية الأمن العام من خلال الإدارات المتخصصة بتسيير دوريات آلية وراجلة في كافة المواقع التي يمكن الوصول إليها لغايات منع المعتدين من الوصول إلى هذه البنى التحتية.
 
وأهاب الخطيب بالمواطنين ضرورة الإبلاغ عن أي شخص يقوم بمثل هذه السرقات حماية لمكسبات المجتمع.
 
الحمصي: اعتداءات محترفين
 
من جهته قال رئيس دائرة الطوارئ في شركة الكهرباء الاردنية المهندس زياد الحمصي لـ"الدستور" ان حجم ظاهرة الاعتداءات على موجودات شركة الكهرباء الاردنية وخدماتها تجاوزت عمليات قطع الاسلاك الكهربائية والمحطات وبعض المحولات ، الامر الذي يتطلب جهودا كبيرة لردع المعتدين على أموال عامة وعلى سلامة وإدامة إيصال التيار الكهربائي للمشتركين في المملكة.
 
وأضاف المهندس الحمصي ان من يقوم بمثل هذه الاعتداءات أناس محترفون يعرفون كيف يتعاملون مع الطاقة الكهربائية ومخاطر الاقتراب منها ، مشيرا الى ان خطوط الطاقة الكهربائية تمتد الى كافة المناطق من مدن ومحافظات وقرى وأرياف وبادية ، وان الشركة تمتلك نحو 3500 محطة من احجام مختلفة وانه لا سبيل لوضع حراسة على كافة هذه المحطات.
 
وفي جهد مشترك يتم عقد اجتماعات رفيعة المستوى لمواجهة هذه الظاهرة تضم ممثلين عن وزارة الداخلية وهيئة تنظيم قطاع الطاقة والشركات ، ويتوقع مسؤولون ان يتم اتخاذ اجراءات صارمة بحق المعتدين على الطاقة والكهربائية ومستلزماتها.
 
وأكد مصدر مسؤول في احدى شركات الكهرباء ان خسائر الشركات جراء الاعتداءات والتيار الكهربائي والاسلاك ومحطات ومحولات الطاقة كبيرة وتقدر بملايين الدنانير ، الامر الذي يتطلب بذل جهود كبيرة للحد منها.
 
7ر3 مليون دينار ذمم مستحقة على أبناء وادي الاردن
 
في وادي الاردن سجلت شركة توزيع كهرباء وادي الاردن والشرقية فاقدا كهربائيا على امتداد الوادي بنسبة تجاوزت الـ %70 ، ما شكل عجزا كبيرا في حجم الطاقة الكهربائية التي يحتاجها أبناء الوادي بالطرق الرسمية والمشروعة وبحسب العدادات الكهربائية.
 
وعلمت "الدستور" أن نسب الفاقد في الوادي تتراوح ما بين %40 - %85 في بعض المناطق وبمعدل وسطي يصل الى 70%.
 
كما أثبتت سجلات الشركة في ديرعلا وجود 3,7 مليون دينار ذمما مستحقة على أبناء الوادي كأثمان استهلاك كهرباء منها 1,3 مليون دينار ديونا متعثرة يصعب تحصيلها لاسباب عديدة.
 
وقال المدير التنفيذي بالوكالة لشركة توزيع كهرباء وادي الاردن والشرقية المهندس محمد الريالات ان ظاهرة الاعتداء على التيار الكهربائي في جميع مناطق وادي الاردن وبنسب متفاوتة أصبحت تهدد المنظومة الكهربائية وذات تأثير سلبي على النظام الكهربائي في الوادي بشكل عام فيما يتعلق بالمحولات والشبكات الكهربائية مما تسبب في عطب وإتلاف عشرات المحولات ولوحات التوزيع نتيجة لزيادة الاحمال عليها.
 
وقال الريالات ان موضوع استجرار الكهرباء بالطرق غير المشروعة (السرقات الكهربائية) لا يدخل في حسابات الشركة عند تصميم الشبكات الكهربائية والمحولات ، ما أدى الى زيادة الاحمال على المحولات والشبكات وبالتالي إضعاف الفولتية الكهربائية وزيادة معدل الانقطاعات المتكررة في جميع مناطق الوادي.
 
وبين ان الشركة غير ملزمة وليس بمقدورها رفع طاقة الشبكات والمحولات بما يتلاءم والتعديات غير المشروعة على الطاقة الكهربائية ، فهي تضع ضمن خطط التصميم عدد المساكن والمصانع والمزارع والمحال التجارية التي تحتاج للكهرباء في أي منطقة وتضع تصاميمها على هذا الاساس ولايوجد بند خاص بالسرقات مما يؤكد تجاوز الكثيرين على حقوق الاخرين وإلحاق خسائر جسيمة بمؤسستهم الوطنية.
 
وقال ان بعض الاعتداءات تشكل خطورة على حياة فنيي الشركة عند إزالتها كرمي الاسلاك النحاسية المربوطة بملعقة طعام على الخطوط وكذلك تشكل خطورة على حياة المستفيدين من تلك الخطوط وعطب أجهزتهم الكهربائية حيث تعرض أحد فنيي الشركة لصعقة كهربائية الاسبوع الماضي عند محاولته إزالة أحد هذه الاعتداءات.
 
واضاف المهندس الريالات إنه ونتيجة للعبث بالمنشآت الكهربائية والمحولات والخطوط اضطرت الشركة خلال الشهرين الماضيين الى استبدال 6 محولات وعطب 5 لوحات توزيع و9 قواطع كهربائية في لوحات التوزيع واستبدال 3000 متر كوابل نحاسية بدل سرقات أو إتلاف.
 
وحول آلية معالجة الاعتداءات قال الريالات "لقد قام مدير عام الشركة بمخاطبة وزير الداخلية والحكام الاداريين في المنطقة والاجهزة الامنية لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف مثل هذه الاعتداءات غير المبررة على الشبكات الكهربائية وذلك للتنسيق والتعاون لوضع حل شمولي لضبط الاعتداءات لتتمكن الشركة من القيام بخدمة مشتركيها بالتيار الكهربائي بعيدا عن التذبذب او الانقطاعات المفاجئة.
 
وناشد الريالات أبناء الوادي التعاون مع الشركة في جميع المناطق لتجاوز هذا الاسلوب غير الحضاري المتمثل بالعبث بالمنشآت الوطنية وإلحاق أضرار بالشركة والمواطنين في ان واحد ، مناشدا إياهم تسديد الذمم المستحقة عليهم للشركة والبالغة 3,7 مليون دينار لتعزيز دور الشركة في تقديم الخدمات الكهربائية لهم.
 
قرى كاملة في جرش محرومة من الاتصالات
 
وحرمت سرقة الكوابل في عدد من مناطق محافظة جرش قرى كاملة من خدمة الاتصالات الارضية والانترنت ، فيما تعرضت العديد من المزارع الى أعمال سرقة كوابل الكهرباء قدرت خسائرها من قبل أصحابها بعشرات الالاف من الدنانير.
 
وشوهدت العديد من أعمدة الهواتف الارضية مقطوعة وتتدلى منها بقايا الكوابل فيما قص البعض منها لغايات استخدامه للوقود.
 
وشكا مواطنون ومؤسسات من عدم توفر الخدمة الهاتفية في مناطق محمية غابات دبين والمجدل والجزازة ومخيم الاميرة بسمة الكشفي الدائم في دبين وهمتا وعليمون ودير عجلون ، مشيرين الى أنهم محرومون من هذه الخدمة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
 
وقال رئيس بلدية برما المحامي عقاب البرماوي ان غالبية قرى القضاء اذا استثني منها مركز القضاء بلدة برما معزولة عن خدمة الاتصالات الارضية والانترنت الذي اصبح واحدا من الضرورات التي يحتاجها الطلبة لا سيما طلبة الجامعات.
 
وقال "مع الاسف الشديد فان المزارع تعرضت لاعمال سرقة كوابل الكهرباء منها" ، وأكد أن مزرعته الخاصة تعرضت لمثل هذا الاعتداء وتقدر قيمة الكوابل بخمسة الاف دينار ، لافتا الى أن الحال ذاته حصل في مزارع مجاورة له في المنطقة.
 
وأكد رئيس البلدية أن شركة الاتصالات الاردنية عملت أكثر من مرة على إعادة ربط المناطق بهذه الخدمة الا ان تكرار تعرضها للسرقة دفع بالشركة الى التوقف عن اعادة مد تلك الكوابل منذ فترة طويلة.
 
وقال مواطنون ان الكوابل الخاصة بالاتصالات الارضية عادة ما تتعرض للقطع ، مشيرين الى ان البعض من الباحثين عن مادة النحاس والمتوفرة بمثل هذه الكوابل يقومون بسحبها وقطع الاعمدة بالمناشير للحصول على الكوابل ومثلها كوابل الكهرباء التي عادة ما تشكل خطورة بالغة على حياة الاشخاص الذين يقومون بهذا العمل.
 
وأكدوا ان المناطق والقرى المحيطة بمحمية غابات دبين مقطوعة عن الاتصالات منذ بضع سنوات للسبب ذاته ، مؤكدين ان عمليات اصلاح اعطال الشبكة واعادة مد الكوابل تمت غير مرة الا انها وبعد فترة وجيزة تعود للفصل بسبب التجاوزات التي تحدث عليها ، مناشدين الجهات ذات العلاقة وضع حد لهذه التجاوزات التي من شأنها فصل المنطقة هاتفيا عن باقي المناطق الاخرى.
 
وتساءل مواطنون في هذه المناطق عن سبب دفع الاشتراكات الشهرية التي تتقاضاها الاتصالات دون وجود خدمة ، مطالبين باعادة هذه الخدمة ووضع محطات انذار على الشبكة وهي من السهولة بمكان على حد تعبير البعض منهم لاشعار المناوبين بالمراكز الرئيسية عن وجود اعتداء عليها ، الامر الذي من خلاله يتمكنون من القبض على الفاعلين.
 
10913 حالة عبث بالكهرباء في البلقاء عام 2009
 
وتتسبب الكثير من الاعتداءات على شبكة الكهرباء في البلقاء بقطع التيار الكهربائي عن العديد من المناطق وتضرر مصالح المواطنين الى جانب ما تشكله من ارباكات للورش الفنية التابعة لشركة الكهرباء في التعجيل لاصلاح هذه الاضرار واعادة التيار الكهربائي.
 
وتشير مصادر شركة الكهرباء الى بعض الحوادث التي تتسبب في انقطاع التيار الكهربائي نتيجة الاحمال الزائدة وعبث الاطفال في إلقاء بعض الاجسام غير العازلة والطائرات الورقية خاصة في فصل الصيف والايام التي تشهد ارتفاعا غير عادي على درجات الحرارة والرياح الشديدة ، وبالمقابل يحمل الكثير من المواطنين الشركة مسؤولية عدم المتابعة والتحرك السريع لمعالجة أي اختلالات تتعرض لها مولدات واعمدة الكهرباء مما يتسبب في انقطاعات مفاجئة للتيار الكهربائي او تذبذب في مرور التيار داخل البيوت ، الامر الذي يؤدي الى تلف بعض الاجهزة الكهربائية وتكليف المشتركين خسائر مادية باهظة وفق ما اكده المواطن كمال هاشم العبدالله قطيشات.
 
وبين الناطق الاعلامي في شركة الكهرياء الاردنية المهندس زياد الحمصي ان عدد المشتركين في محافظة البلقاء بلغ 58,509 الف مشترك ، موضحا ان الشركة تقوم باستمرار بالكشف على عدادات المشركين لضبط المخالفات غير المشروعة. وأشار الى ان الشركة ضبطت خلال عام 2009 حوالي 10913 حالة عبث ومخالفة تشكل حوالى %18 من عدد المشتركين كما ضبطت خلال العام الحالي حوالي 603 حالات تشكل 7,4% من عدد المشتركين ، محذرا من أي مخالفات في هذا الجانب. الدستور
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.