• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

طالبات جامعيات يقعن ضحية الادمان على المخدرات

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2011-01-01
2019
طالبات جامعيات يقعن ضحية الادمان على المخدرات

لم تمض أشهر قليلة على التحاق الطالبة علياء (18 عاما) بجامعة رسمية، وهذا ليس اسمها الحقيقي، سوى أشهر قليلة على مقاعد الدرس، حتى بدأت تظهر عليها علامات شرود الذهن وعدم التركيز، أثناء المحاضرات، ما دفع زميلاتها وزملاءها إلى التساؤل عما هي عليه من حال، قبل أن يبلغوا بذلك إدارة الكلية، التي اكتشف أنها "مدمنة مخدرات".

كانت الفتاة القادمة من قرية بعيدة عن العاصمة عمان، ضحية لآفة يقول طلبة من الجامعات الرسمية والخاصة، إنها أصبحت اليوم "في متناول اليد داخل جامعاتهم"، مطالبين باتخاذ إجراءات صارمة من قبل الجامعات لمعالجتها.
 
وعلى الرغم من صعوبة موقف علياء بخاصة عند إبلاغ ذويها عما هي عليه، وفق تعبير زميلتها رند، وهذا أيضا ليس اسما حقيقيا لزميلة علياء، إلا أن إدارة الكلية قررت التعاطي مع حالتها، والتفاهم مع أهلها لعلاجها، على الرغم من اعتبار ما ارتكبته "جريمة" بالمعنى القانوني، لكنها في الوقت ذاته، ضحية لفتيات أوقعنها في شرك الإدمان.
 
تقول رند ل"الغد" "لم نلاحظ في البداية أية علامات غريبة على علياء، التي أصبحت فيما بعد تعاني من شرود الذهن، وعدم التركيز في المحاضرات"، مضيفة أن زميلتها "أدمنت المخدرات بواسطة زميلة تقيم معها في السكن الجامعي"، وإثر ذلك، أقدمت إدارة الكلية على إحالة علياء إلى مركز علاج المدمنين، لتنتظم فيه لمدة محددة قبل عودتها إلى حياتها الطبيعية، وفق رند.
 
ولا يقتصر الأمر لدى طلبة الجامعات والمدارس على تعاطي المواد المخدرة بل يتجاوزه إلى تعاطي مواد طيارة، تصنف كمواد مخدرة، باتت رائجة بين الشباب، وفق دراسات اجتماعية، فالحدث حمزة (17 عاما) وقع ضحية هذه المواد، وتوفي جراء جرعة زائدة من مادتي "الآغو والتنر"، بعد تركه مدرسته وارتباطه برفاق سوء دفعوه إلى تعاطيها، بحجة أنها تمنحهم النشوة.
 
يقول طالب السنة الثالثة في إحدى الجامعات الرسمية محمد عبدالرحيم "باتت المخدرات سلعة يتداولها الطلبة تحت مسميات مختلفة ومنها الصليبا والبرازيلي ونانسي، والعدس"، وتتفق معه، الطالبة في إحدى الجامعات الخاصة ناديا حسون، مطالبة إدارات الجامعات بتشديد رقابتها لاجتثاث هذه الآفة.
 
وكانت مديرية مكافحة المخدرات التابعة لمديرية الأمن العام، طالبت جميع الشركات والمصانع المنتجة للمواد الطيارة بإضافة مواد منفرة لها، حتى لا تجذب الأحداث والمراهقين.
 
وسجلت المملكة العام 2009 أكثر من 3000 قضية مخدرات، في حين بلغ المضبوط منها العام 2008 نحو 2110، وفق أرقام رسمية تقول إن "المملكة سجلت منذ مطلع العام 2010 وحتى أواخر نيسان (ابريل) الماضي 1144 قضية مخدرات"، ما يشير إلى تزايد المضبوط منها سنويا، في وقت أطلقت فيه الحكومة العام 2009 استراتيجية وطنية لمكافحة المخدرات، لوقاية الشباب منها.
 
وتقول دراسات رسمية إن تعاطي الحبوب المخدرة "يشمل مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية"، كما أن الفئات المنتجة في المجتمع الأردني، تعد من أكثر الفئات المقبلة على إدمان المخدرات، بما فيها الحبوب، لا سيما الفئة العمرية 18-45 عاما.
 
إلى ذلك، يؤكد رجال أمن جامعيون أنهم يضبطون باستمرار، طلبة جامعات يتعاطون مواد مخدرة وطيارة داخل أسوار الجامعات.
 
ويبينون لـ"الغد" أن "الإجراء القانوني بحق هؤلاء يتمثل بإحالتهم إلى مكاتب التحقيق في عمادة شؤون الطلبة التي تتعاون مع الأجهزة الأمنية لمكافحة هذه الآفة".
 
ويقول رجل أمن جامعي، طلب عدم ذكر اسمه إنه ضبط طلبة "يتعاطون هذه المواد في سياراتهم داخل حرم الجامعة، وأغلبهم من عائلات محترمة".
 
وكان المركز الوطني لحقوق الإنسان، الممول حكوميا، ذكر في تقريره له أن العام 2009 شهد انخفاضا في عدد الطلبة المضبوطين في جرائم المخدرات مقارنة بالعام 2008، لافتا إلى تسجيل 336 حالة تعاط وحيازة للمخدرات بين طلبة التعليم العالي العام 2009 مقارنة بـ 429 حالة العام الذي سبقه.
 
بيد أن مدير إدارة مكافحة المخدرات العقيد مهند العطار يقول إن "العام 2008 شهد ضبط 249 طالبا جامعيا بقضايا تعاط في أماكن إقامتهم منهم 208 أردنيين و41 غير أردني".
 
وحسب دراسات متخصصة، فإن مادة الكحول تعد الأكثر انتشارا بين المدمنين الذكور، تليها الحبوب المخدرةفـ "الأفيونيات"؛ كالهيروين والمواد الطيارة، في حين تقبل الفتيات "المدمنات" على الحبوب المخدرة، أكثر من إقبالهن على الكحول أو الهيروين.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.