• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

صعوبات التعلم .. الاعاقة المجهولة!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2011-02-23
2212
صعوبات التعلم .. الاعاقة المجهولة!

اسلوب المعلم يلعب دورا مهما في تقليل الحالة

يظهر جليا عندما يكون مستواهم اقل من قدراتهم العقلية
علاقة التلميذ بالمعلم تلعب دورا مهما
 
ياسمين الخطيب
 
الاعاقة المجهولة، عبارة اطلقها المختصون في التربية الخاصة (Special Educatin) على صعوبات التعلم (Learning Disabilites)، ويعود السبب في هذه التسمية الى انها لا تظهر على الفرد، شأنها شأن اي اعاقة اخرى بل انها تختبئ داخل الفرد.
واختلف العلماء في القدم على اختيار تسمية لفئة صعوبات التعلم وظهرت لديهم الحاجة في اختيار اسم محدد لهذه الفئة نتيجة المعاناة التي واجهوها من خلال تعليمهم لمجموعة من الاطفال اضافة للفشل الذي وقعوا به في ايصال المعلومة.
وظهرت في بادئ الامر مصطلحات عدة منها مصطلح الخلل الوظيفي الدماغي الطفيف والاصابة الدماغاية وقد لاقت هذه المصطلحات الكثير من النقد واهمها انها ركزت على الخلل في الدماغ وتجاهلت الاسباب الاخرى ناهيك عن التسمية التي ستبقى عالقة بالفرد طوال حياته. 
واقترح العلماء مسمى «الصعوبات التعلمية» الذي لاقى قبولا عند الاهالي. وصعوبات التعلم تعني وجود عجزاو تأخر في واحدة او اكثر من عمليات النطق، اللغة، القراءة، التهجئة، الكتابة او الحساب نتيجة خلل محتمل في وظيفة الدماغ او اضطراب انفعالي او سلوكي وليست نتيجة لتخلف عقلي او اعاقة حسية. كما استبعدت كلا من الاعاقة السمعية والبصرية والعقلية والحركية والاضطراب الانفعالي من مفهوم صعوبات التعلم «مبدأ الاستبعاد» وقد تجتمع الصعوبة التعلمية مع اي من هذه الاعاقات،
وقد يكون لسبب المعدودية التي تفرضها الاعاقة على الفرد فتحد من قدرته على تلقي العلوم الكافية ويؤدي هذا الى تدني التحصيل في مادة او اكثر وقد يحصل تباين في مادتين او اكثر. فأعتُبر التباين المحك الذي بموجبه يتحدد اذا كان الطالب يعاني من صعوبة تعليمية ام لا ويكون ذلك المحك هو التباين الشديد بين الاداء المتوقع والتحصيل في واحدة او اكثر من المجالات النمائية التالية: التعبير الشفوي، التعبير الكتابي، الفهم المرتكز على الاصغاء، الفهم القرائي، المهارات الاساسية في القراءة، العمليات الرياضية، الاستدلال الرياضي، التهجئة والاستيعاب السمعي.. 
وينبغي ان يكون التباين بين التحصيل والقدرة الكامنة كبيرا حتى نستطيع وصفه بالحاد ويقاس التباين باستخدام اختبارات الذكاء مثل «بينيه» او اختبارات التحصيل مثل «وكسلر الفردي». يعاني الاطفال ذوي الصعوبات التعلمية المحددة من قصور في واحدة او اكثر من العمليات النفسية الاساسية وهي «الانتباه، التذكر، الادراك، التفكير».
ومن محكات التعرف الى الاطفال ذوي الصعوبات التعلمية ايضا التوجيه التربوي، فتدني التحصيل هو الذي يحدد التعرف الى الصعوبة التعلمية ويظهر بشكل اكبر من الخلل في وظيفة النظام العصبي فيكون مستوى تعليمهم اقل من قدراتهم العقلية فلا بد انهم بحاجة الى اسلوب تعليمي متميز واثارة اثناء اعطاء المادة وبشكل ممتع لكي لا يشعر بالملل واضفاء جو من المرح بالاضافة الى استخدام الوسائل العلمية على الالوان وينسوا المادة العلمية اضافة الى اسلوب المعلم او المعلمة في شرح المادة العلمية ويجب ان يحاول المعلم الوصول الى قلب الطفل اولا لان الطفل اذا احب المعلم فانه سيحب مادته وسينتظرها من يوم الى اخر وايضا يدخل ضمن هذا السياق طريقة اللباس وخصوصا للمعلمات فلا تفرط بالتزيين وارتداء الالوان الفاقعة والرسومات الملفتة للاطفال لانها قد تكون طريقا لانشغال الطفل وينبغي ان لا نطيل في الشرح ونركزعلى اول ١٥ دقيقة من بداية الحصة في اعطاء شيء جديد ثم اكمال باقي الوقت بالنشاطات الفردية والجماعية والاسئلة المثيرة وقد يحتاج العلم الى سرد قصة قصيرة تفي بالغرض وتوصل هدف للاطفال بمتناول الموضوع وان يتعامل المعلم برفق فلا يظهر القسوة لكي لا يكرهه الاطفال فيتعامل باللين ولكن مع ضبط الصف والاطفال لكي لا يتسيبوا .
والمحك الثالث هو العمليات النفسية الاساسية فعلى الرغم من اهمية التوجه التربوي لصعوبات التعلم الا ان الدماغ مرتبط بالتعلم فالقاون التربوي الخاص بالافراد ذوي التعلم «IDEA» يشير الى ان تدني التحصيل يكون نتيجة الاضراب داخلي في احدى العمليات النفسية الاساسية. وكما ذكرت فاننا نحدد الصعوبات التعلمية لاطفال العمر المدرسي من خلال تدني تحصيلهم الاكاديمي اما الاطفال ما قبل المدرسة فتكمن اجراءات تحديد الصعوبة التعلمية على ملاحظة تأخرهم النمائي. اما بالنسبة للقدرات العقلية لذوي الصعوبات التعلمية فهي طبيعية وكاللعاديين وتبدأ من ٨٥ فما فوق وقد يكون من الموهوبين والمتفوقين.
وهناك عدة اسباب لصعوبات التعلم وتتنوع بين الاسباب النفسية ودورها في الادراك الحسي والذاكرة والاهمال التربوي والاسباب العصية والعوامل الاسرية والعوامل الوراثية والمرضية كالحساسية والتهابات الاذن الوسطى والاسباب السلوكية مثل الاندفاعية وفرط النشاط ولم يتوصل العلم لغاية الان لاسباب قطعية لصعوبات التعلم وانحصر الدور الطبي في الوقاية وهناك عدد من العوامل تصاحب الصعوبة التعلمية وهي:
العوامل الفيزيولوجية:
- العامل الجيني: من اكثرها انتشارا الديسلكيا «صعوبة القراءة» فاذا عانى منها احد الوالدين فحدوثها عند اطفالهم يزداد بوضوح.
- عوامل الولادة وما قبلها وما بعدها وتاريخ الميلاد وتمثل سوء التغذية للام الحامل والعامل الرايزسي والامراض التي تتعرض لها والتعرض للحوادث او الاشعة وضرب الرأس اثناء الولادة الناجمة عن آلة الشفط والخداج او نقص الاكسجين لتأخر الولادة والولادة القيصيرية. 
 
العوامل المتعلقة بالدماغ:
- العوامل النفسية ويعانون من اضطراب في وظائف العوامل النفسية الاساسية وهي الادراك الحسي والتذكر والصياغة المفاهيمية.
- العوامل الكيميائية العضوية مثل سوء التغذية والغذاء. - العوامل البيئية، فالبيئة تؤثر في الفرد بشكل كبير فكلما كانت البيئة المحيطة بالفرد ملائمة له كانت فرصة تعلمه اكثر. وتعد اللغة مظهرا مهما   من مظاهر بيئة الطفل لما لها من دور في التفكير والتعلم فعدم كفاية البيئة اللغوية والذخيرة خلال مراحل النمو المبكر فيواجهون مشكلة مهمة قد تؤدي الى اضطرابات وصعوبات في اللغة.
- العوامل التربوية: تلعب البيئة الصفية دورا كبيرا في تطوير قدرات الطفل وينبغي ان تكون متكافئة فيما بينها من معلم وبيئة مهيئة ووسائل تعليمية توضح الفكرة واسلوب تعليمي سلسل لايصال المعلومة. ويتميز الاطفال ذوي صعوبات التعلم بصفات عدة منها:
- الاندفاعية٠ وغالبا ما يتسرع هؤلاء الاطفال في اجاباتهم مما يوقعهم في الخطأ.
- يواجهون صعوبة في مهام الذاكرة مقارنة مع اقرانه.
- العدوانية تجاه الاخرين.
- صعوبة في الانتباه الانتقائي الاداري لمدة كافية للتعلم.
- الانسحاب الاجتماعي. وتظهر لديهم مظاهر ضعف التركيز وهي:
- صعوبة اتمام نشاط معين واكماله.
- صعوبة المثابرة والتواصل لوقت مستمر.
- صعوبة تذكر ما يطلب منه.
- الانتقال من نشاط لاخر دون اكمال الاول.
- عند تعلم الكتابة يقوم الطفل بالامحاء اكثر من مرة.
- يُميلون خطهم فلا يكون على نفس الخط.
- النشاط الزائد والخمول الزائد.
- يفشل في مهارة الاغلاق فلا يستطيع اتمام الكلمة بعدما خزنت بالذاكرة كأن يكمل الحروف الناقصة.
واخيرا،،،   ولما لهذا الموضوع من اهمية سوف نقوم بنشر حلقات متتالية عن الصعوبات التعلمية حتى نعطي هذا الموضوع حقه ونفيد القارئ بالمعلومة القيمة والموسعة والشاملة.

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.