• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

حكومة البخيت برسم الإقالة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2011-06-13
1430
حكومة البخيت برسم الإقالة

 يبدو أنّ الحكومة "البخيتية الثانية" أصبحت فاقدةً لكل مقومات الاستمرار في إدارة دفة الإصلاح في البلاد خلال الفترة القادمة، وباتت تلتقط أنفاسها الأخيرة في ظل "تسريبات" قوية تشير إلى تقديم البخيت استقالته، تحت وطأة حراك واسع في الشارع الأردني أصبحت أحد مطالبه الأساسية (إسقاط الحكومة) وغدا شعار المظاهرات والمسيرات والاعتصامات. فيما باتت الحكومة عاجزة عن الحراك أو التواصل مع الأردنيين بعد ما لقيته الحكومة ورموزها من "قلة قيمة"، كان آخرها حين قلب مجموعة من شباب الطفيلة "ظهر المجن" للبخيت ومنعوه من الوصول إلى مبنى المحافظة في خطوة غير مسبوقة للاعتراض على الحكومة وسياساتها.

لم يتوقف حراك ابناء الطفيلة عند هذا الحد بل انطلقوا هم وأهل الجنوب في "جمعة الحشد" مطالبين ب "إسقاط البخيت" رافعين شعار "يا بخيت ارتاح ارتاح ... ما انتا قادر ع الاصلاح"،وزادوا على ذلك بأن قرؤوا سورة الفاتحة على ما أسموه جنازة الحكومة والفساد.

يؤكد بسام البدارين في "القدس العربي" على أنّ استقالة رئيس الوزراء باتت استحقاقاً أدبياً من خلال ما  يتناقله صحافيون "عن أركان السلطة التشريعية مثل المصري ورئيس مجلس النواب فيصل الفايز قولهم ان على البخيت الإستقالة الآن ما دامت لجنة التحقيق قد حملته ضمنيا المسؤولية"، ويرى البدارين أنّ هذا الأمر بات مفهوماً "من البيّنات التي عرضها رئيس لجنة التحقيق النائب المخضرم خليل عطية الذي صرح بأن بعض من أدانتهم لجنته يجلسون على مقاعد الإدارة اليوم"، بحسب البدارين.

ويرى البدارين أنّه "بهذا المعنى تتكاثر النصائح التي يتلقاها البخيت بالاستقالة والانسحاب من المشهد فيما من الصعب توقع أن تتولى وزارته إدارة الخطط الإصلاحية التنفيذية التي قررتها اللجان الاستشارية وسط مؤشرات الاتهام والإدانة في قضية الكازينو كما ألمح رئيس البرلمان الفايز"، والحديث للبدارين.

ويخلص البدارين إلى نتيجة مفادها "أن وثيقة الحوار الوطني قد يكون مصيرها الرف الإحتياطي وهو نفس مصير وثيقة الأجندة الوطنية" ولا مفرّ من هذه النتيجة السلبية إلاّ أن "يتدخل القصر الملكي بطبيعة الحال ويوفر الحماية والغطاء اللازمين لما أنتجته لجنة الحوار الوطني

فيما يصف الكاتب "ماهر أبو طير" الحالة التي وصلت إليها الحكومة والسياسيين في الأردن بـ (قلة الهيبة)، ويرى أبو طير أنّ "معظم السياسيين اليوم، لا هيبة لهم، ولا عليهم، لأنهم انغمسوا في صراعات كثيرة، وفي علاقات صغيرة وآثمة، وندر أن تجد سياسياً اليوم، يحافظ على أي هيبة له شخصية أو من منطلق موقعه، فتجد السياسي يتصرف باعتباره مجرد لاعب صغير، في ملعب اصغر".

ويؤكد أبو طير على أنّ "كل شيء يصغر يوماً بعد آخر، والمعايير تغيرت في البلد، وأنموذج السياسي، الذي يحافظ على سمعته ووجوده في موقعه أو بعد خروجه يكاد ينتهي"، بل يزيد على ذلك بالقول "ولا يسلم اليوم من لغو الكلام من السياسيين إلا من احترم نفسه، وجلس في بيته، وهم قلة للأسف"، ويختم حديثه بالقول "كل ما نراه اليوم هو «قلة هيبة» باختصار!!.".

لا يقف الكاتب "محمد أبو رمّان" عند حد إسقاط الحكومة الحالية بل يلتقط الشعار الذي وضعه "محمّد سنيد" على صفحته على الفيس بوك  "تسقط الحكومة القادمة" ،ويصف أبو رمّان هذا الشعار بأنّه "ربما يكون من أذكى "الرسائل السياسية" المختصرة، التي تتجاوز اللغة المباشرة إلى إسقاطات مهمة عن طبيعة المرحلة وأهداف الحراك السياسي". وينتقد أبو رمّان "الرهانات الرسمية " التي يصفها بأنّها "ما تزال قابعة داخل الصندوق التقليدي، ولم تستطع الخروج قليلاً لرؤية العالم والتحولات، وكأنّ "الفهلوة" التقليدية قادرة على منع قطار التغيير أو حرف مساره كاملاً!" على حد وصفه.

أمّا د.رحيّل غرايبة فيرى أنّ "القوائم السوداء" معدة لمن يتساقطون في ربيع الثورات العربية ولا تكون مواقفهم منسجمة مع آمال الناس وطموحاتها "فالسجلات مفتوحة، وترصد المواقف والكلمات" على حد تعبير الغرايبة. بل أكثر من ذلك يؤكد أنّ "التاريخ لا يرحم ولا يجامل ولا يداهن، فالقوائم السوداء مشرعة أبوابها، والأقلام مسنونة، لا ترهبها البلطجة ولا تخدعها المواقف المتذاكية".

ويؤكد الغرايبة على أنّ "الحقيقة لا تتغير بالتلاعب بالعبارات وتدبيج الأكاذيب ونسخ الروايات الخادعة والمضللة، فالحقيقة واضحة بيّنة قويّة شفافة، أقوى دلالةً وظهوراً من الشمس في رابعة النهار، وأخيراً فهي لا تقبل الأعذار والتبريرات"، على حد وصفه.

في ظل المعطيات السابقة هل أصبحت حكومة الإصلاح السلحفائية "فاقدة" لهيبتها السياسية والشعبية و"فاقدةً" لمبرر استمرارها في إدارة الشأن الداخلي، فيما لم تعد تمتلك أيّة أعذار في إبطاء الإصلاح ومحاربة الفساد محاربة جديّة؟ أم أنها أضحت فاقدة لشرعية تحمّل المسؤولية الإصلاحية والعبور بالوطن إلى برّ الأمان في هذه الأيام العجاف التي تمر بها المنطقة بأجمعها؟، أم لعلّها أصبحت الحلقة الأضعف في المشهد السياسي الأردني وحقيقٌ بها أن ترحل غير مأسوفٍ عليها كاستحقاقٍ أدبيّ لكل مسلسلات الفشل والإخفاق التي شهدتها خلال الشهور القليلة الماضية التي تسلّمت فيها مقاليد الأمور دون أيّ إنجاز يذكر، وأن تقدّم "استقالتها" قرباناً على مذبح "الرؤية الملكية للإصلاح" التي ارتآها جلالة الملك عبد الله الثاني في كتاب التكليف السامي للحكومة وفي خطابه الأخير بمناسبة الاستقلال!!.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.