• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

لن تأتي الفتنة من معان

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2011-06-23
1318
لن تأتي الفتنة من معان

 ناقلت بعض وسائل الإعلام أن هناك من يتوعد قريبا بتنفيذ مسيرات تصعيديه في معان في سياق مظاهر التعبير عن المواقف والآراء إزاء الأحوال السائدة ويقف أهالي المدينة ورجالاتها الأشراف هذه الأيام صفا واحدا لحماية مدينتهم من بواعث فتن دامية تقف على الأبواب يجرجرها أرباب الحقد والتطرف الذين ظنوا أنهم وجدوا فيها ضالتهم واعتقدوا ان المدينة مصابة  بداء فقدان المناعة الوطنية قبل أن يقرئوا جيدا ما هي معان ومن هم أهلها  فتداعوا عليها كما تتداعى الأكلة على قصعتها لإثارة الفوضى والحض على  التخريب والعنف ،واستعجلوا الرهان على أنهم سيبداؤا مشوار إشعال  نيران زعزعة الأمن وإراقة الدم الأردني من هناك تحت عناوين غير منضبطة تحمل معاني حق لا يراد بها إلا باطل يقتنع بها البسطاء والضعاف والمستغفلين ، لكن على هؤلاء أن يدركوا جيدا أن ثابت الكرم والمرؤة وصلابة الموقف في المدينة قديم ولا يمكن لحاقد وسفيه أن يغرر بأهلها لأنهم دائما مفتاحا  للإصلاح والخير وليسوا محراكا للشر، وقد سجل ممثليهم سبق الحضور إلى الديوان الملكي  العامر للتعبير عن صدق انتمائهم أثناء محاولة إحداث الفتنة على دوار الداخلية ،وها نحن نرى المثقفون يرفعون آرائهم ومطالبهم للديوان الملكي والحكومة عبر الطرق الحضارية  وبأسلوب سلمي فريد يعكس الخلق المعاني الأصيل.  

 
ينقل ابن معان الأستاذ الدكتور سعد أبو ديه في كتابه (معان دراسة في الموقع ) ما كتبه  الرحالة ( داوتي ) في نهاية منتصف القرن الثامن عشر واصفا أهل معان بأنهم طيبون ويمتازون بالسلامة والوداعة ولا يدفعون الخاوة ولم يشاركوا بشن الهجمات لنهب قوافل الحجاج وهي الظاهرة التي كانت سائدة آنذاك ،بل كانوا يوفرون الحماية للقوافل دون مقابل على غير العادة المتبعة ولا يشترون البضائع والممتلكات المنهوبة ،وكان الناهبون يضطرون للسفر إلى أصقاع بعيده لبيعها كما ذكر الرحالة العالم الفرنسي( فولنه)، ويضيف الدكتور أبو ديه أنهم لم يعتنقوا الفكر الوهابي المتطرف عندما اجتاح البلاد في تلك الفترة .وتبدو معان الآن كما هي عليه دائما  آمنة مطمئنة في ظل مجتمعها المحافظ المتمسك بالفضيلة وتكاد المدينة تخلو من الجريمة ومظاهر الشذوذ والانحراف ومعدلات الجرائم فيها تنحدر إلى مستوياتها الدنيا حسب المعايير العالمية للإحصاء الجنائي وقد شاهدنا مسيرة شعبية حاشدة نهاية العام الماضي قمعت محاولات نشر آفة المخدرات بين الشباب وهذا ما سيفوت فرصة العبث بسلامة المدينة  وأمنها .
 
خاب إذن ظن الجبناء والمراهنون فلا يمكن لهذه الأصالة وهذا الخلق الرفيع أن ينقلب بفعل الدسائس إلى خبث يلوث نقاء المدينة وصفاء تاريخها العريق ،وأحداث 1989 كانت عرضية وليست علامة فارقة في جبين أهالي معان ليعول عليها أعداء الأردن للترويج للفتنة التي يجري الإعداد لها وإثارتها على قدم وساق ويجاهد المتآمرون لكسب الوقت لان الفرصة سنحت في هذه المرحلة بالذات وقبل أن تشرف الأوضاع  العربية المضطربة على الانتهاء وتعود إلى الاستقرار

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.