الشريط الاخباري
- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
خدعة التصعيد لتعطيل مفاوضات السلام..العرب بين "قنبلتين" إسرائيلية وفارسية!
الدلائل والشواهد جميعها تؤكد أن التصعيد المتزايد بين إيران وإسرائيل ماهو إلا خدعة لإلهاء المجتمع الدولي والعرب وخاصة أمريكا في ظل رئيس وصفه البعض بالرئيس السوبر والذي يؤكد في غالبية خطاباته على حل الدولتين، حتى أن الصحف الإسرائيلية نفسها نشرت الخلافات بين نتنياهو وبين الإدارة الأمريكية- ويرى محللون أن الهدف من هذه الضجة ماهو إلا محاولة من إسرائيل لتعطيل مفاوضات السلام على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، خاصة بعد أن كشفت مصادر مقربة من نتنياهو بأن أجندته لا تحتوى على حل الدولتين أو انهاء قضية الجولان.
ومن جانبها وصفت صحيفة "التايمز" البريطانية التصعيد المتبادل بين "إسرائيل" وإيران بأنه مجرد خدعة. وتحت عنوان "لعبة الحشود الخادعة في إيران وإسرائيل" قالت الصحيفة إن إيران أطلقت صواريخ متوسطة المدى إظهارا لقدرتها على ضرب أهداف في "إسرائيل"، وقبل ذلك نفذت "إسرائيل" مناورات واسعة النطاق بدت وكأنها تدريب على ضرب أهداف إيرانية.
وأضافت التايمز تقول "ولكن المظاهر قد تكون خادعة, فعلى الجانب الإيراني تم الكشف عن جانب مضحك من الخدعة إذ أتضح أن صورة إطلاق 4 صواريخ والتي ظهرت في صدر الصفحات الأولى للصحف في العالم كانت زائفة".
وعلى الجانب الآخر, كما تقول الصحيفة, تتطلب أي عملية إسرائيلية ضد إيران مساعدة أمريكية فعالة على الأرض وهو أمر لا تريده واشنطن في المستقبل القريب.
وكان الأدميرال الأمريكي مايكل مولين رئيس الأركان المشتركة قد قال في الأسبوع الماضي إن هجوما إسرائيليا على إيران سيفتح جبهة ثالثة بعد العراق وأفغانستان على الجيش الأمريكي, ودأب وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس على التحذير من مخاطر مثل هذا الهجوم.
وتختم الصحيفة قائلة ومن ثم فان التصعيد الحالي مجرد خدعة وخدعة مضادة.
وتأكيدا لما نشرته التايمز, أشارت مصادر صحفية أخرى إلى أن حجم التبادل التجاري مع إيران ارتفع بصورة غير مسبوقة في عهد الرئيس جورج بوش, كما أن الرئيس الإيراني استبعد بدوره حدوث مواجهة مع الغرب في الوقت القريب.
العرب محصورون بين قنبلتين
وقال د. أمين ساعاتي في مقال له: بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في الأسبوع الماضي والذي بشّر فيه الأمة الإيرانية أن إيران انتهت من بناء سبعة آلاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، فإن إيران ـ في تقدير خبراء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ـ تقترب كثيراً من صناعة القنبلة النووية، ولقد أكد الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن البرنامج النووي الإيراني خطير على دول المنطقة وخاصة على دول الخليج التي تقترب مدنها من مفاعل بوشهر أكثر من قرب طهران من المفاعل، وأكد أبو شادي أن إيران على أعتاب إنتاج قنبلة نووية في خلال عام أو عامين، وإنها استغلت عامل الوقت لإنجاز أهم مراحل تصنيع القنبلة النووية، وأنها استثمرت الوقت بالمماطلة مع المجتمع الدولي خلال الفترة الماضية ما سمح لها بإقامة أكبر عدد من أجهزة الطرد المركزي، أكثر من هذا فإن أبو شادي يتوقع أن إيران أنتجت بالفعل كمية اليورانيوم اللازمة لإنتاج القنبلة النووية الفارسية لكنه قال إن بعض المشكلات الفنية والتكنولوجية تحول بين إيران وبين التوصل في الوقت الراهن إلى إنتاج القنبلة النووية، وإنها لذلك تحتاج إلى نحو عام أو عامين.
الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ظل حتى الأسبوع الماضي يردد أن البرنامج النووي الإيراني (السلمي!) يتقدم ولا يمكن لكائن من كان أن يوقف الأمة الإيرانية من إنتاج الوقود النووي، وأضاف في خطاب له أمام مغتربين إيرانيين يزورون بلادهم أنهم طالبوه بوقاحة أن يغلق المختبرات النووية، ورد على وقاحتهم بعنف أن الأمة الإيرانية ماضية دون تردد في مشاريعها النووية، وأعلن نجاد إن بلاده تطور صاروخاً قادراً على حمل قمر اصطناعي أكثر وزناً من الذي وضعه الصاروخ (سفير- 2) الذي يبلغ مداه نحو 250 كيلو متراً في المدار في شباط (فبراير) الماضي، وقال نجاد إن إيران ستعمل على بناء صاروخ يصل مداه إلى 700- 1500 كيلو متراً.
والواقع إن مثل هذا الاهتمام في مجال الأقمار الاصطناعية مع تطور موازى للصواريخ يعد استكمالا لمنظومة مشروع بناء مظلة نووية متكاملة.
والمتابع لموقف الغرب إزاء الملف النووي الإيراني يلاحظ أن رتم التحرك الغربي نحو الملف النووي الإيراني بدأ يتسارع في الآونة الأخيرة للحيلولة دون تحقيق مزيد من التقدم الإيراني نحو إنتاج القنبلة النووية، وهناك اجتماع وشيك دعت إليه ست دول غربية ووافقت إيران على حضوره، وينتظر أن يعقد في الأيام القليلة المقبلة، وستكون نتائج هذا الاجتماع على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للملف النووي الإيراني.
وواضح أن الغرب بات يستشعر الخطر من الملف النووي الإيراني، وبدأ يتحرك برتم أسرع نحو إيران .. إلاّ أن الموقف بالنسبة للعرب أصبح خطيراً للغاية، إذ إن وصول الإيرانيين إلى صناعة القنبلة النووية.. يعنى أن العرب وقعوا طائعين مختارين بين قنبلتين.. القنبلة الذرية الإسرائيلية والقنبلة النووية الفارسية، ولذلك فإن العرب في حاجة ماسة إلى التحرك باتجاه المجتمع الدولي، وأيضاً التحرك باتجاه الحكومة الإيرانية ومواجهتها بوعودها التي سبق أن قطعتها على نفسها.
أمّا الحل العملي بالنسبة للعرب هو الإفاقة من الطيبة الزايدة والعودة إلى تطوير الملفات النووية وشحذ كل الإمكانات اللازمة للدخول في سباق إنتاج السلاح النووي، وربما يعترض البعض على مثل هذه 11 دعوة ولا سيما إن العرب التزموا (حرفياً) بعملية السلام التي تمنع العرب (ولا أحد غير العرب) من امتلاك أو تطوير الأسلحة النووية وتسمح لإسرائيل بامتلاك ما شاء لها من السلاح الذري، ولكن ما يجب أن نقوله الآن أنه إذا جاز لإسرائيل ثم إيران تصنيع القنابل الذرية والنووية، فلماذا يحرم العرب من امتلاك مثل هذه الأسلحة للدفاع عن النفس بعد أن أصبحت الدول العربية محاطة شمالاً بالسلاح الذري الإسرائيلي، وشرقاً بالسلاح النووي الإيراني!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل كانت إيران تضحك على العرب حينما هدهدتهم وأقنعتهم أن مشاريعها النووية للأغراض السلمية، وأنها لا تستهدفهم ولا تضمر لهم إلاّ الخير والأمن والسلام، والسؤال الأهم لماذا أبدى العرب سذاجة متناهية أو لنقل طيبة أكثر من اللازم في التعامل مع ملف إيران النووي، ولماذا لم يطلب العرب من إيران ضمانات غير مشكوك في صحتها أنها لا تسعى إلى صناعة قنبلة نووية تهدد جيرانها وإن مفاعلاتها النووية هي بالفعل للأغراض السلمية.
يبدو في الأفق أن إيران نجحت في ممارسة سياسة التضليل حتى توصلت إلى مرحلة يصعب فيها نفي عدم تقدم إيران باتجاه تصنيع قنبلة نووية، بمعنى أن العرب ـ للأسف الشديد ـ انطلت عليهم الأكاذيب وشربوا المقلب حتى أصبحوا مكبلين بالقنبلتين.. القنبلة الإسرائيلية من جهة، والقنبلة الفارسية من جهة أخرى، ويوم كانت القنبلة الذرية الإسرائيلية لوحدها تتهدد العرب فإن العرب (ولا أحد غير العرب) دفعوا الثمن غالياً وقدموا الكثير من التنازلات لإسرائيل حتى وقعوا على اتفاقية للسلام الدائم والشامل على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية وبالذات القرارين 242 و338، وما زال العرب يكرون خلف سراب السلام، بينما القنابل الذرية ثم النووية تحاط بهم من الشمال والشرق.
وإذا صحت التقارير التي تؤكد أن هناك تعاونا سريا بين إسرائيل وإيران، وإن إيران لم ولن تصطدم عسكرياً مع إسرائيل، فإن اهتمام إيران بتصنيع القنبلة النووية لن يكون إلاّ باتجاه النظام العربي الذي يختلف أيديولوجياً مع النظام الإيراني، وواضح من السياسة التي تنتهجها حكومة الملالي في الآونة الأخيرة بأنها تهتم كثيراً بنشر الأيديولوجية أكثر من اهتمامها ببناء العلاقات السياسية والاقتصادية.
والمتابع للسياسة الإيرانية في السنتين الأخيرتين يلاحظ أن إيران دخلت سورية ولبنان ثم العراق وفلسطين واليمن حتى طالت المغرب، وذلك إيماناً منها أن النظام العربي وليس إسرائيل هو الذي يقف حجر عثرة أمام أطماعها الأيديولوجية التي تستهدف تكوين المثلث الشيعي.

الأكثر قراءة