ديجيتاليون!!

 ديجيتاليون إصطلاح عرفته الحكومات الأردنية فقط ، أطلق على الوزراء الهابطين على الحكومات من كافة اصقاع الأرض ، إسمهم دال عليهم ، ويعني انهم رقميوّن مجردين من المعارف المتصلة بالعلوم الإنسانية والإجتماعية ، وبعيدين كل البعد عن الواقع ، شأنهم شأن الآلات الحاسبة او الآلة لدى البقالات بمعنى 1 +1=2 .

الحياة بنظرهم ارقام مجردة ، بعيداً عن القيّم المعنوية للأشياء ، وحتى مظهرهم يوحي بأنهم مفصومين عن المجتمع المحيط بهم بشكل كلي ، ولا يتشاركون معه أي صفة .

في الدول الديموقراطية لايمكن لأمثالهم تبوىء منصباً رفيعاً او غليظاً ، قبل بلوغ الأربعين إلا في حالات شاذة لما لعامل الخبرة من أهمية ، والشاذ لدينا الأساس ، لأن الثقة للجمهور يمنحها من يشاء ، لم ولن يكونوا خياراً ولا "فقوساً" شعبياً يوماً ما !

يجهلون الطوبوغرافيا والديموغرافيا والجغرافيا الطبيعية والسياسية والإجتماعية ، ولم تلفح جباههم شمس الصحراء ، ولم تحني ظهورهم قمم الجبال ، ولم يتذوقوا حرّ الأغوار ،ولم يعفر وجهوهم غبار الوطن ، ولم يسكنوا بيوت الشعر ، والخيام والأزقة والحارات ، ولم يؤمن أي منهم يوماً قوت يومه ، ولدوا وبأفواههم ملاعق من ذهب ، والحياة بنظرهم لاتعني أكثر من رقم .

هؤلاء الديجيتاليون لا يقتربون من الناس ولا يشتمون عبق تراب الوطن ، خوفاً من الفيروس الوطني ، لا يؤمنون بما تنتج الأرض ، لم يمتطي أحداً منهم ظهر حمار او حصان إلا لهواً ، ويتعففون عن الأكل بأيديهم ، يعشقون السفر وحياة البطر .

آحدهم تربع على كرسي المالية والعمل وإسمه بمعنى السلامة لكنه افرغ الخزانة ، وأهلك الضمان ، ولم يترك للعمال أي أمان ، وأفُلَ الى قاع الأزمان . nملكيون أكثر من الملك ، يدعون العفة والشرف ، وجيوبهم إمتلأت بالقرّف ، مسؤولين عن معظم المصائب الدنيوية ، والطامة الكبرى ان لازال بيننا من يعتقد ان لديهم المصباح السحري للحل ، وأوهموا أصحاب القرار ان لامثيل لهم .