صراع النفوذ في الأردن قصة البرميل المسحور للكاتب الصيني هوانغ روين

  فايزشبيكات الدعجة

يحكى أن فلاحا صنع برميلا خشبيا في مزرعته ،وما لبث أن اكتشف ان هذا البرميل سحري .فكان إذا ما قذف فيه حبة كستناء مثلا قفز منه إحدى وثمانون حبه بدلا منها فورا وهكذا الأمر بالنسبة لأي شيء آخر يرمى فيه.
سر الفلاح كثيرا لهذا الذي سيغنيه مدى الحياة ،لكن أنباء برميل الفلاح السحري قد تناهت إلى مالك الأرض،فقال لقد تم العثور على هذا البرميل  في ارضي فهو لي واغتصب البرميل من الفلاح .ولم يمض وقت طويل حتى علم حاكم المقاطعة بأمر البرميل السحري .
فزمجر قائلا عثر على البرميل في ارض تقع تحت إمرتي ولهذا فان ملكية هذا البرميل ينبغي أن تعود لي،وأرسل جنده إلى مالك الأرض واستولى على البرميل ،وتناهت أنباء البرميل السحري إلى مسامع السلطان الذي قال إن كل ذرة من تراب هذه الأرض هي ملك لي ولذا فلا داعي للقول إن هذا البرميل السحري لي ،وأمر حاكم المقاطعة أن يحضر له هذا الكنز الثمين حالا.
أرسل الحاكم البرميل إلى السلطان الذي جنا من ورائه ربحا كبيرا وأصبح لديه جبلا من المجوهرات.
خشي السلطان أن يتعرض البرميل هذا للسرقة ودفعه خوفه وفضوله إلى محاولة اكتشاف سر هذا البرميل فقفز إلى داخله وتفحصه جيدا فوجده خاليا تماما ،وعندما خرج السلطان من البرميل حدث ما لم يكن في الحسبان ،خرج سلطان آخر وراءه ثم ثالث فرابع حتى بلغوا واحدا وثمانين سلطانا ،كانوا نسخة طبق الأصل عن بعضهم .وادعى كل منهم انه السلطان الحقيقي للبلاد .وتسابقوا إلى القصر للاستئثار بالسلطة والجواري  والمحظيات ,واصدر كل واحد منهم أوامره إلى الشعب .ولكن أنى لشعب واحد أن يقسم ولاءه لأكثر من سلطان ،فكان من الطبيعي أن تنشب بينهم الحروب والصراعات .شكل كل منهم جيشا وساق الشعب بعصاه .فاحتلت المزارع والمدن .وعمت الفوضى ،وساد الخراب في البلاد .
لم يحتمل أي من السلاطين الأخر لأنهم كانوا من جبلة واحده .ضرب الفلاح الطيب كفا بكف وعض أصابعه ندما على ما كان وقال إن الصراع على النفوذ لا يبقي ولا يذر ،وان المرء ليقاتل حتى شبحه من اجل السلطان ،فليتني لم اصنع ما صنعت أبدا.