- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
دبلوماسي عربي : درعا لن تكون "بنغازي سوريا
بدأت الدول العربية المعادية للنظام السوري بشار الاسد محاولات لدفع الغرب قيادة الازمة السورية على غرار ما فعل في ليبيا وذلك حسب دبلوماسي عربي 'بارز' نقلت عنه صحيفتي 'اندبندنت' و 'ديلي تلغراف' يوم الخميس.
وجاءت مناشدة الدول العربية هذه في الوقت الذي تصاعدت فيه المقاومة السورية للنظام وهجماتها على دمشق وضربت مواقع عسكرية بالصواريخ تديرها المخابرات العسكرية، في وقت اشارت فيه تقارير الى زيادة تنظيم جيش سورية الحر نفسه في مجموعات من المنشقين تعمل على الحدود اللبنانية مع سورية وتقوم بالتسلل لسورية منها. وبحسب هذا الدبلوماسي فانه ما تحتاجه الازمة السورية هي 'كابتن للفريق' لتنسيق الحركات ولممارسة الضغط على سورية والدول الاوروبية هي الوحيدة القادرة على فعل هذا.
واضاف ان الولايات المتحدة منشغلة بمشاكلها الداخلية فيما يعاني قادة الدول العربية من تضخم الذات وتساءل كيف يتم تشكيل سياسة اقليمية والقادة لا يتحدثون مع بعضهم البعض. وفي حالة تدخل الدول الاوروبية فان اعباءها تزيد خاصة انها مشغولة بالوضع الاقتصادي ومنطقة اليورو المهددة بعد الازمة في اليونان وايطاليا وحديث عن مشاكل اقتصادية في بريطانيا.
ويرى الدبلوماسي ان نقطة التحول المهمة في الملف السوري ستحدث حالة نجاح القوى المعادية لنظام الرئيس بشار الاسد بانشاء منطقة آمنة على غرار ما فعلت المعارضة الليبية في بنغازي ، ويعتقد الدبلوماسي ان هناك امكانية لحدوث هذا في الشمال مع الحدود مع تركيا وليس في مدينة درعا التي انطلقت منها الانتفاضة على الحدود الجنوبية مع الاردن.
وفي حالة وجود هذه المنطقة فان الغرب سيتمكن من فرض منطقة حظر جوي. وفي اطار اخر اوردت صحيفة 'ديلي تلغراف' نفس التصريحات للدبلوماسي العربي وقالت ان المناشدة جاءت لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وقالت ان هذه المناشدة جاءت من دولة عربية التي يمثلها الدبلوماسي حيث نقلت عنه قوله ان 'الغرب يجب ان يقود وعلى المجتمع الدولي ان يناقش ما يجب فعله عندما ينفجر الوضع في سورية' ، مشيرا الى ان تضارب الاراء بين الدول العربية يجعل من التوصل لحل امرا عسيرا حيث قال 'لو تركتم الامر لنا فان الكثير من المخادعات ستحصل وان اردتم كابتن فريق عليكم ان تذهبوا للغرب' حسب زعم 'المصدر'.
وكانت الدول العربية قد اتفقت على تعليق عضوية سورية في الجامعة ودعت في اجتماع الرباط على مستوى وزراء الخارجية النظام السوري ان يسمح بدخول بعثة مراقبين عرب وممثلين عن منظمات حقوق انسان.
وتقول 'ديلي تلغراف' ان التدخل العسكري ليس مطروحا الان نظرا للمخاوف من ان يؤدي الى ما تقول فتح باب المشاكل في المنطقة 'صندوق باندورا' ولكنها لم تستبعده حالة استخدم النظام الطائرات لقصف المتظاهرين.
كاميرون او ساركوزي
وعمن ستكون له مهمة مراقبة فرض الحظر الجوي قال المصدر العربي هذا 'اما الامم المتحدة او الناتو'. وزعمت الصحيفة انه يوجد دعم في العالم العربي لفكرة ان يقود كاميرون او نيكولاي ساركوزي مجموعة اتصال تخدم كمنبر يسمح للدول الغربية والعربية المهتمة بالوضع في سورية كي تتقابل وتناقش خيارات الفعل. كما ان الصحيفة تواصل القول ان 'البعض في العالم العربي يعتقد بقدرة بريطانيا وفرنسا على تقديم قيادة جيدة ضد سورية احسن من امريكا بسبب قربهما من المنطقة، خاصة ان الرئيس الامريكي باراك اوباما منشغل بالحملة الانتخابية لعام 2012.
سيرحل
ومع ان الجامعة العربية شددت من لهجتها ضد النظام السوري الا ان قلقا في داخل 'المجتمع الدولي' حول ما يجب عمله في مرحلة ما بعد الاسد، خاصة ان هناك اجماعا على ان الاسد سيجبر على الخروج من السلطة عاجلا ام اجلا. فنظامه بات بدون اصدقاء وبدأت دول جارة تدعو الى رحيله خاصة تركيا وتصريحات الملك الاردني التي المحت الى نفس الطلب. وفرضت دول غربية عقوبات شديدة على النظام وهددت تركيا بفرض عقوبات وكذا الدول العربية مما سيضرب الاقتصاد السوري مما سيعجل بنهاية النظام. فيما قررت فرنسا سحب سفيرها من دمشق، وتظل فكرة التدخل الغربي محفوفة بالمخاطر خاصة ان روسيا والصين تحاولان قدر الامكان منع تكرار الدرس الروسي، فقد اعتبر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين التدخل بانه فضيحة للمجتمع الدولي وشعرت موسكو وبكين بانه تم خداعهما. ولكن قد يتغير موقف البلدين وحتى ايران لو ايقنت هذه الدول ان النظام لم يعد امامه امكانية للاستمرار في السلطة.
تركيا والمنطقة العازلة
ومع استمرار التصعيد ودخول البلاد الى وضع يشبه الحرب الاهلية فان بوادر عن عمليات لم يتم التحقق منها حيث اعلن جيش سورية الحر عن ضربه مواقع عسكرية في حرستا. وكانت تركيا قد شاركت في اجتماع الجامعة العربية ممثلة بوزير خارجيتها احمد داود اوغلو، وترى صحف بريطانية ان انقرة في وضع مناسب كي تعلن عن منطقة عازلة على الحدود مع سورية ومن اجل ان تعمل منها المعارضة. ومن اهم المشاكل التي تواجه الوضع السوري هي ان المعارضة نفسها غير متفقة على اجندة واحدة وتتكون من عدة جماعات منقسمة بين الداخل والخارج وبناء على الخطوط الايديولوجية.
ولاحظت صحيفة 'نيويورك تايمز' ان خلافا بين المعارضة في الخارج التي تطالب بدعم دولي والمعارضة الداخلية حيث نقلت عن لؤي حسين قوله ان 'سورية ربحت الجولة' معلقا على اجتماع الرباط حيث قال انه تم تجنب نقل الازمة للمستوى الدولي وقال انه من خلال ارسال مراقبين عرب فالمعارضة ستكون قادرة على ممارسة الضغط على النظام وكشف زيفه وكذبه.
جيش سورية الحر في وادي خالد
وعلى الجانب الميداني التقت صحيفة 'الغارديان' مع جنود منشقين يعملون في جيش سورية الحر في وادي خالد في لبنان قرب الحدود مع سورية ونقلت عن منشق اسمه احمد العربي كان حتى وقت قريب يعمل كابتن في الجيش ان المقاتلين يستغلون انشغال الجنود على الجانب الاخر ويدخلون لتنفيذ عمليات.
وقال العربي ان هناك فرصة حقيقية للتخلص من النظام مشيرا الى انشقاق 70 جنديا من الجيش النظامي و 13 من القوات الخاصة خلال الايام الماضية.
وتعلق الصحيفة ان التحالف غير المنظم بين المنشقين عن الجيش اعلن الان عن نفسه كحركة مقاومة وطنية. واكد العربي ان من نفذوا عمليات يوم الاربعاء هم عناصر من جيش سورية. واضاف العربي ان 'معظم الذين جاءوا الى وادي خالد في لبنان، عادوا الان لكي يقوموا بعمليات وتنظيمها ، النظام يواجه مشكلة'.
وعندما سئل عن مصدر السلاح، تردد العربي في الاجابة مع انه اكد ان لا دولة منخرطة في دعمهم وحرف الحديث لوصف عمليات اختراق الجيش السوري التي يقوم بها المقاتلون.
واكد العربي ان هناك اعدادا كبيرة من الجنود والضباط ممن لم يعودوا يصدقون الرواية الرسمية ويعرفون ما يجري لكنهم خائفون ولا يدرون ما سيفعلون، وقال ان هناك عددا كبيرا من الجنود داخل الجيش يمكنهم ان يفيدوا جيشه. وقال العربي وهو من حمص انه يقوم برحلات الى المدينة وان عناصره يعرفون عناصر العقيد رياض الاسعد الذي يعمل من جنوب تركيا ويزعم انه قام بانشاء قاعدة في مدينة ادلب. ومع ذلك يقول العربي انه في حالة فرضت الامم المتحدة منطقة حظر جوي فان النظام سينتهي في 24 ساعة لان هناك الالاف من الجنود الخائفين للتحرك قبل ان يتأكدوا من سلامتهم.
وفي تعليق على ظهور جيش سورية الحر وتجرؤه على استهداف النظام نقلت 'لوس انجليس تايمز' عن فواز جرجس من مدرسة لندن للاقتصاد قوله ان هذا تطور خطير لاننا نشاهد بروز مقاومة مسلحة فعالة قد تدخل المنطقة في صراع. واضاف جرجس انه لو تحولت العمليات الى تمرد كامل فانها ستطيل امد الصراع ولن يحصل اي تغيير في السلطة الا بعد سنة او سنتين، خاصة ان النظام لا زال يتمتع بدعم قوي وجيشه مجهز باحدث الاسلحة. كما انها نقلت عن العقيد المنشق مالك الكردي في جنوب تركيا ان عدد المنشقين في الايام الاخيرة زاد كنتيجة لقرار الجامعة يوم السبت. واكد ان المقاتلين يضغطون من اجل منطقة حظر جوي او عازلة. (القدس العربي)
