نخوة مواطن تدفعه للسجن أو دفع 70 ألف دينار

وتفاصيل الحكاية كما رواها كنعان وبالوثائق إلى الرأي أنه بتاريخ (10/ 9/ 2006 وعند الساعة (8) صباحا سمع صراخا يقول أمي تحترق انجدونا وركضت إلى مكان مصدر الصوت وكان قد سبقني إلى حيث المنزل المحترق (رجال الدفاع المدني والأمن) الذين اخذوا السيدة المحترقة وهي عراقية الجنسية إلى مستشفى الجامعة الأردنية ...الأقرب إلى منطقة أبو نصير وأخذت أنا طفلي السيدة وهما (ولد وبنت) وكانا منهارين وخائفين ويبكيان من هول منظر أمهما وهي تحترق أمامها .

وتابع كنعان: بعد ذلك أخذت الطفلين واستضفتهما بمنزل أختي الأرملة لان الواجب الإنساني يحتم على أي أردني أن يهب لنجدة غيره عندما يراه واقعا في مشكلة..وبعد تامين الطفلين لحقت بالإسعاف إلى حيث المستشفى الذي أسعفت إليه جارتنا وكانت في حالة خطرة جدا كما أبلغت من الإسعاف بالمستشفى .

وقال وعندما لحظني موظف الاستقبال أستفسرُ عن السيدة سألني إن كنت أعرفها وأجبته أنها جارتي وان أبناءها لدى اختي الأرملة الآن فطلب مني أن اتعرف عليها واخذ مني بطاقتي (الهوية الشخصية) وملء استمارة واخذ بياناتي من البطاقة على أساس أنها حالة قضائية (...) وانتهى الأمر عند هذا الحد.

و استرسل في السرد: بعد أسبوع من الحادثة حضر أقارب السيدة واخذوا الأولاد من بيت أختي ومن ثم سافرت أنا لأداء مناسك العمرة وانقطعت الصلات بهذه العائلة وخاصة بعد أن تركت العائلة المنزل الذي حدثت به حادثة الحريق وانقطعت أخبارها تماما .

وقال وبعد مرور ثلاث سنوات على الحادثة جاءني تبليغ من مركز امن أبو نصير من مستشفى الجامعة الأردنية يطلبني بسداد مبلغ (69138 دينارا) مقابل فزعتي وعملي الإنساني اتجاه السيدة العراقية (...) وقال ولما راجعت المحاسبة بالمستشفى فاجأني هول الكارثة بان علي أن ادفع جميع ذمم السيدة العراقية وهي حوالي ( 70) ألف دينار عن علاج ومدة إقامة ناهزت (8) اشهر توفيت بعدها علما أن العلاقات مع هذه العائلة انقطعت بعد أسبوع من حادثة الحريق .

وقال: لم تبلغني محاسبة المستشفى عن الذمم وتراكمها طيلة فترة وجود السيدة بالمستشفى(...) ولما سألت عن جثة السيدة ومصيرها بلغت أنها سلمت إلى مندوب السفارة العراقية بعمان / وذلك وفق وثائق رسمية ولم تقم سفارة بلدها بدفع قرش واحد عن كل تلك الإجراءات وبلغت من الدائرة المالية باني ملزم بالمبلغ وعلي التسديد أو السجن(...) وقال فاخترت السجن لان المبلغ لن يتوفر معي طيلة حياتي .

ويختم أكرم كنعان الذي ترك عمله ويسكن بالإيجار ولا يملك تامينا صحيا حكايته ويقول هذا هو ثمن الشهامة اتجاه أسرة عربية وجدت بالأردن الملاذ الآمن إن درت عليه الخراب والضرر والويل وبسببها سوف ادخل السجن واخسر بيتي وزوجة وطفلة عمرها عام (واحد) لذنب لم اقترفه (...) ويسأل كنعان هل هذا هو جزاء الإحسان ..؟؟ وفي اتصال متكرر مع السفارة العراقية بعمان للاستفسار عن استلام مندوب السفارة لجثمان العراقية (سهام مالك صادق الهوندي) رفضت الإجابة وقال الشخص الذي على الجهة الأخرى بأن ليس لديه صلاحيات بالإجابة ولا يعرف هذه المواطنة علما أنه وكما تشير الوثائق أن السفارة العراقية قد استلمت الجثمان ودفنته بمعرفتهم وفق ملف المريضة (رقم 1/712702) من جانبه أكد مدير عام المستشفى الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة مطالبة المستشفى لـ(الكفيل) محمد كنعان مشيرا أنه تبرع حين نقل السيدة إلى المستشفى بأن يكفلها ووقع على موافقته لإدخالها للمستشفى.

وقال القضاة إن هناك نصا واضحا بالقانون لدى المستشفى يلزم الكفيل بالمسؤولية إلا في حال استبدل كفالته بأحد أقاربها غير إن الكفيل لم يفعل طيلة فترة وجود المريضة بالمستشفى (8) اشهر علما إن ابنتها الكبرى وأقاربها كانوا آنذاك موجودين بالبلد ويراجعون المستشفى.

وبين القضاة إن فاتورة الحساب والبالغة نحو (70) آلاف دينار يجب أن تسدد من قبل الكفيل لان هذه أموال عامة لا يجوز الإعفاء بها(...) ولا يوجد لدى المستشفى ومديره العام أو إدارة الجامعة صلاحيات بالإعفاء من هذه الأموال إلا بقرار من مجلس الوزراء صاحب الأهلية بذلك.

وقال إن تسليم جثمان السيدة إلى مندوب السفارة العراقية هو إجراء أخلاقي حيث لا يجوز حجز الجثمان لأكثر من يومين رغم إن السفارة لم تعترف بالمبلغ أو توافق على دفعه ... رغم مطالبتنا لها بالتسديد.

وأوضح القضاة أن الدائرة المالية في المستشفى ستبقى تطالب السفارة العراقية والكفيل بالمبلغ بالطرق الودية والقضائية لحين تحصيل المبلغ وإيداعه خزينة الأموال العامة / الأميرية . منبر الرأي