• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

تونس تحتفل بالذكرى الأولى للثورة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-01-14
1044
تونس تحتفل بالذكرى الأولى للثورة

 بعد نحو عام من هروب  الرئيس السابق زين العابدين بن علي من تونس اقدم رجل في محافظة  قفصة على احراق نفسه على نفس طريقة الشاب محمد البوعزيزي  احتجاجا على اوضاعه الاجتماعية.

 
ويرسل ذلك اشارة قوية بأن الفقر والبطالة اللذين اطاحا ببن علي  لايزالا موجودين رغم التقدم الذي حققته البلاد في مجال الحريات.
 
وفارق يوم الاثنين الماضي عمار غرس الله وعمره 40 عاما الحياة  متأثرا بحروقه البليغة بعد ان سكب على نفسه البنزين امام محافظة قفصة  يوم 5 يناير كانون الثاني اثناء زيارة ثلاثة وزراء الى قفصة.
 
وتحتفل تونس التي اصبحت اول بلد عربي يطيح برئيسه قبل ان تنتقل  الشرارة الى مصر وليبيا واليمن وسوريا في اطار ما صبح يعرف بالربيع  العربي يوم السبت بالذكرى الاولى لتحررها من حكم الرئيس السابق بن علي بحضور قادة ومسؤولين من عدة بلدان.
 
واطاحت احتجاجات اجتماعية بدأت بحرق الشاب محمد البوعزيزي  نفسه في سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة شرطية عربة للخضار  بالرئيس السابق الذي فر مع عائلته في 14 يناير كانون الثاني الى  السعودية حيث يقيم الان.
 
وبينما يشير مراقبون الى ان تونس حققت تقدما ملحوظا في اتجاه منح  الحريات وحقوق الانسان فانها لاتزال تعاني من اوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة بارتفاع اعداد العاطلين عن العمل الى حدود 850 الفا  ارتفاعا من 600 الف قبل عام. وتجلت مظاهر استمرار الفقر في عدم  توقف الاعتصامات والمطالب الاجتماعية في اغلب مناطق البلاد.
 
وقال عاطل عن العمل في المتلوي اسمه عمر الغربي (30عاما  لرويترز"لم يتغير اي شيء..الفقر مازال كثيرا والاوضاع لم تتغير.. كنا  نعاني مع نظام بن علي واصبحنا نعاني اكثر..المقاهي مكتظة بالعاطلين  هناك حالة كبيرة من اليأس نحن نموت ببطء..تصوروا كثير منا هنا لايجد  ثمن السجائر اوالقهوة."
 
واضافة الى الاحتجاجات المطالبة بفرص العمل لم تتوقف  الاعتصامات داخل المصانع مما دفع عشرات المؤسسات الى مغادرة  البلاد. وقالت رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وداد بوشماي ان  120 مؤسسة اجنبية غادرت تونس بسبب الاعتصامات وان الاقتصاد  التونسي مهدد بالشلل اذا استمرت الاعتصامات.
 
وكانت شركة يازكي اليابانية المتخصصة في صناعة قطع السيارات  اخر شركة تغلق مصنع لها بقفصة نهاية الشهر الماضي لتضيف الفي  عاطل عن العمل. وقال سمير ديلو الناطق الرسمي باسم الحكومة ان  الاقتصاد التونسي تكبد خسائر قدرت بحوالي 5.2 مليار دينار في 2011 
بينما تراجع النمو الاقتصادي الى حوالي صفر بالمئة مقارنة بأكثر من  ثلاثة بالمئة في 2010 ولم يكن غرس الله هو فقط من احرق نفسه فقد  تلاه في نفس الاسبوع اثنان اخران واحد في بنزرت واخر في صفاقس  خلال اسبوع واحد.
 
لكن حكومة تونس الجديدة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية مع  حلفين علمانيين هما المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل تعهدت بتوفير  حوالي 100 الف فرصة عمل خلال العام المقبل وبالاستجابة لمطالب  الشعب واعطاء الاولوية للمناطق المحرومة.
 
ورغم تواصل المصاعب الاقتصادية فان مراقبين في الداخل والخارج  يشيدون بان تونس تحقق الانتقال الديمقراطي بشكل سلس.
 
وبعد أسابيع من اول انتخابات تاريخية حرة شارك فيها ملايين  التونسيين كونت تونس مجلسا تأسيسيا يضم علمانيين واسلاميين لكتابة  دستور جديد للبلاد. وتفخر تونس بعد رحيل بن علي انها اصبحت دولة  ديمقراطية وحرة ونموذج في الشرق الاوسط للتعايش بين الاسلاميين  والعلمانيين داخل الحكومة والمجلس التأسيسي رغم الانتقادات التي  تواجهها حركة النهضة في الداخل.
 
ويقول صالح عطية وهو كاتب ومحلل سياسي لرويترز"هناك مفارقة  في تونس بينما تعيش البلاد مرحلة من النضج السياسي وانجزت كثيرا في  مجال الحقوق والحريات فان الوضع الاقتصادي معقد للغاية ويتطلب  جهودا كثيرة لانقاذ البلاد".
 
ويضيف "ماحققته البلاد من انتخابات حرة وتعدد حقيقي ودور كبير  للمجتمع المدني والشارع الذي اصبح قوة ضغط يعتبر حلما لكن في مقابل  ذلك فان الاوضاع الاجتماعية لم تتغير والاقتصاد مستمر في الركود  والاسعار واصلت ارتفاعها مما يجعل الحكومة امام امتحان صعب."
 
وفي مجال الصحافة تحققت نقلة موضوعية واصبح الاعلام المحلي  يخوض في كل المواضيع دون محظورات رغم ان البعض يعيب عليه  نقص الحياد احيانا. ولم يعد الرئيس ورئيس الوزراء وكل المسؤولين  بمنأى عن النقد والتهكم وحتى الرسوم الكاريكتورية. وقال سمير ديلو  الناطق باسم الحكومة ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس  المجلس الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل وامبر قطر الشيخ حمد بن  خليفة ال ثاني سيشاركون في الذكرى الاولى لتحرر تونس من حكم بن 
علي. ووصل بالفعل اليوم امير قطر للعاصمة تونس. وستقام مراسم  الاحتفال الرسمية في قصر المؤتمرات بالعاصمة وسيحضرها ايضا  مسؤولون من المغرب ودولة الامارات والكويت والبحرين وفلسطين.
 
وفي شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي الذي شهد أكبر احتجاجات امام  مقر وزارة الداخلية انتهت بهرب بن علي في 14 يناير كانون الثاني  الماضي ستقام احتفالات شعبية.
 
ودعت وزارة الداخلية التونسيين الى الاحتفال بهذا الحدث في هدوء  وتسامح. وأقرت تونس 14 يناير كانون الثاني عيدا وطنيا للاحتفال بهذه  الذكرى وقبل يوم واحد من احياء الذكرى بدا الرئيس التونسي منصف  المرزوقي متفائلا حين قال لشعبه في حوار مع اذاعة شمس اف ام  التونسية "عليكم ان تفخروا بما قدمتم لبلدكم..وثقوا اننا سنتجاوز كل  الصعوبات ونصل الى بر الامان."

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.