(قيادات الإخوان) تعود من لندن وتبحث الحوار مع الإدارة الامريكية

 في اكثر من مناسبة يعيد الاسلاميون تأكيدهم انهم لم يغلقوا باب الحوار مع مؤسسة بحثية أو اهلية سواء محلية أو عربية أو اجنبية باستثناء الادارة الامريكية في العام 2003 وذلك كموقف احتجاجي لاحتلال العراق.

الا ان فتح ملف العلاقة بين الاسلاميين والامريكان بين فترة وأخرى يثير شهوة المراقبين من جهة لمعرفة طبيعة تلك العلاقة وربطها احيانا بصفقات بين الطرفين مع المراهنة ان الحوار بينهما لم يتوقف من سنوات مضت وبين الدولة من جهة اخرى التي يثير قلقها انفتاح الإسلاميين على أميركا والخشية من صفقة على حسابها.

ومن المنتظر ان تبحث المكاتب التنفيذية لجماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي الموقف من الحوار مع الادارة الامريكية خلال الايام القليلة المقبلة. ولعل هذا الملف هو الابرز الذي سيكون ايضا على طاولة القيادة الجديدة للاخوان التي سيتم الاعلان عنها بعد انتهاء شعبها من انتخاباتها الداخلية نهاية هذا الشهر.

وتحدثت تسريبات اعلامية تداولها صالون البيت الاخواني عن توجهات جديدة تدفع قيادة جماعة الاخوان المسلمين باعادة النظر بموقفها من الامريكان اي الادارة الرسمية بعد سنوات من القطيعة منذ احتلال العراق.

وتزامنت هذه التسريبات مع عودة قيادات من حركة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي بعد مشاركتها في ندوة بحثية في لندن دعا اليها مركز دراسات مختص بدراسة العلاقة بين المعارضة والحكومات.

وفيما لم تنكر قيادات الجماعة وجود محاولات جديدة غير مباشرة من الجانب الامريكي الرسمي لاستئناف حواره مع الاخوان بعد قطيعة دامت سنوات كون سبب القطيعة قد انتهى الا انها تؤكد بانه لا جديد على موقفها السابق من الحوار مع الادارة الامريكية حتى الآن الا ان هناك توجهات لاعادة النظر في هذا الموقف خلال الايام القليلة المقبلة.

ووجود هذه  الوساطات غير المباشرة لجماعة الاخوان المسلمين لاعادة النظر في موقفها من الحوار مع الادارة الامريكية التي اكدها الناطق باسمها جميل ابو بكر في تصريح له" تتحدث عن رغبة امريكية في اعادة الحوار رسميا مع الاخوان ورغم ان الأمر مفتوح بحسب ابو بكر الا ان قيادة الجماعة لم تتخذ قرارا جديدا بشانه بعد.

وهو  الرأي  ذاته الذي حمله القيادي الاسلامي د. نبيل الكوفحي بقوله "لا جديد حتى الآن في الموقف من الحوار مع الادارة الرسمية الامريكية وانهم حتى الآن ملتزمون بموقف الجماعة بعدم اجراء حوار مع الادارة الامريكية الرسمية رغم ان هناك دفع باتجاه اعادة النظر في الموقف من هذا الحوار ولا سيما امام معطيات وتطورات كثيرة .

ويبدو ان هناك مواقف سياسية كالاحتلال مثلا وفق رئيس مجلس شورى الجماعة د. عبد اللطيف عربيات تدفع لاتخاذ موقف من الحوار رغم ان الحوار بالنسبة للاسلاميين هو واجب ومفتوح على الجميع سوى الكيان الصهيوني.

واعربت قيادات الاخوان عن استغرابها من فتح ملف العلاقة بين الاسلاميين والامريكان بين الفترة والأخرى معتبرة ان اثارة هذا الموضوع يأتي للتاثير على مكانة الحركة الاسلامية.

ورغم انه لا يوجد اي تطور جديد على موقف الاخوان من الحوار مع الادارة الامريكية منذ احتلال العراق وفق رئيس اللجنة السياسية في حزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد يعتقد ان القيادة الجديدة للاخوان هي المعنية باتخذا قرار جديد من هذا الحوار.

ووسط تبريرات الجماعة التي تسوقها لضرورة اعادة النظر في موقفها من الحوار مع الامريكان الا ان المراقبين يجزمون ان الربيع العربي الذي رفع من رصيد الحركات الاسلامية في الاقطار العربية والخشية من وصولهم للسلطة وراء اخيتار هذا التوقيت لاعادة النظر مع الامريكان وهو ما يتطلب من الاسلاميين اعلان موقف واضح من تلك التسريبات لتجنب كثير من الاستفسارات سواء التي جاءت بحسن نية أو بسوء نية حول العلاقة بين الاسلاميين والامريكان.

هذه العلاقة التي شهدت منذ بداية التسعينيات حوارات متعددة شابها الكثير من المد والجزر وتزامنت مع احداث في المنطقة ارتبطت بالولايات المتحدة بصورة خاصة وعلى رأسها الملف العراقي منذ بداية الحصار وحتى سقوط بغداد واحتلال العراق اضافة إلى الموقف الامريكي غير المتوازن في القضية الفلسطينية.

ولعل ما سرّبه موقع "ويكيليكس" في فترة سابقة عن السفارة الأمريكية في عمّان حول لقاء جمع قيادات الجماعة ومسؤولية من السفارة  اثار وقتها حفيظة قيادات الجماعة واستنكارها لصحة هذه التسريبات لهو امر يجب ان يدفع قيادات الجماعة لحسم موقفها من العلاقة مع الادارة الامريكية.

وقالت القيادات في جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي التي عادت من لندن أمس بعد مشاركتها في ندوة بحثية دعا اليها مركز دراسات مختص بدراسة العلاقة بين المعارضة والحكومات انها استعرضت خلال الندوة طبيعة العلاقة بين المعارضة والحكومات ورؤيتها السابقه والمستقبلية لهذه العلاقة.

وشرحت خلال لقائها بمفكرين سياسيين بريطانيين على هامش مشاركتها في الندوة البحثية رؤيتها للمشروع الاصلاحي في الاردن.

وشارك في الندوة كل من رئيس مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين د. عبد اللطيف عربيات ورئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الاسلامي علي ابو السكر وكل من د. نبيل الكوفحي وفرج شلهوب وعاطف الجولاني وخالد حسنين واميمة الاخرس وتغيب رئيس الدائرة السياسية في الجماعة د. ارحيل غرايبة لظرف صحي فيما شاركت ممثله عن حزب الوسط الاسلامي نوال الفاعوري.

وقال عربيات بانهم شرحوا خلال الندوة انواع المعارضة واشكالها وطبيعة العلاقة بين الحكومات والمعارضة.

واشار الكوفحي ان المركز استضاف قبلهم ممثلين عن الديوان الملكي والحكومة والنواب فيما استضاف ممثلين عن حزب جبهة العمل الاسلامي والوسط الاسلامي على ان يستضيف في المرحلة الثالثة ممثلين عن احزاب المعارضة ثم يجمع مختلف الجهات التي استضافها في لقاء واحد يعقده بعمان.

وقال بانهم شرحوا خلال مشاركتهم وجهة نظرهم حول طبيعة العلاقة بين المعارضة والحكومات ورؤيتهم السابقة والمستقبلية فيما استعرضوا رؤيتهم للمشروع الاصلاحي الاردني خلال لقائهم مفكرين سياسيين على هامش مشاركتهم في الندوة.

واوضح ابو السكر انهم الى جانب استعراضهم لوجهة نظرهم من العلاقة بين المعارضة والحكومات خلال الندوة التي كانت بحضور السفير الاردني فانهم قاموا بزيارة تضامنية للشيخ رائد صلاح الذي يخضع للمحاكمة في بريطانيا مشيرا انه سيصدر قرار بشأنه الايام القليلة المقبلة وسط اجواء ايجابية.