أول حوار مع المصابتين بانفلونزا الخنازير

الأطباء والممرضون في المستشفى «يهجرون» الممرات الملاصقة لغرف العزل

 

 

كارمي: أعراض الإصابة ظهرت عليّ في واشنطن ودرجة حرارتي كانت مرتفعة

 

الطفلة هيا: صحتي في تحسن وأسأل الله سبحانه أن يعافيني من المرض

 

 

اكتشفت وزارة الصحة ثلاثة حالات جديدة مصابة بانفلونزا الخنازير فجر اليوم، ليرتفع بذلك عدد الإصابات إلى خمسة.

وأكدت أول مصابة بمرض "انفلونزا الخنازير" كارمي "17" سنة في حديث خاص لـ"السبيل"، أنها كانت تعاني من أعراض انفلونزا الخنازير في واشطن قبل مجيئها للأردن. وقالت لـ"السبيل": "ساورني الشك أنني مصابة بالوباء، لكن لم تتوفر لدي القناعة الأكيدة بذلك، ولم أقم بإجراء أي فحوصات في أمريكا". وأضافت: "عند وصولي مطار واشنطن بدأت مظاهر الإعياء تتضح على جسدي ووجهي، وعند وصولي إلى مطار الملكة علياء كانت درجة حرارتي مرتفعة جدا، ولم أستطع الجزم أنني أعاني من انفلونزا خنازير أم انفلونزا عادية".

 

 

وفي الأثناء، تمكنت "السبيل" من الدخول إلى قسم الحجر الصحي في مستشفى الأمير حمزة الذي ترقد فيه المصابتان لتلقي العلاج، حيث نجحت في مقابلة الفتاتين وعائلتيهما.

 

حديث كارمي لـ"السبيل" تناقض مع تصريحات وزارة الصحة، التي أكدت أن أول مصابتين لم يبد عليهن علامات المرض لدى وصولهن إلى المطار، وأنهن لم يكن يعانين من ارتفاع في درجة الحرارة آنذاك.

 

وشددت الوزارة في مؤتمر صحفي أمس على أن المرض الذي أصاب الفتاتين كان في فترة حضانة، لذا "لم تكتشفه الماسحات الحرارية في المطار، لأن الحرارة والأعراض لم تظهر عليهما".

 

كارمي شددت على أن الأجهزة المعنية لم تجر لها أي فحوصات عند قدومها لمطار الملكة علياء، لافتة إلى أنها لم تخضع لفحص الماسحات الحرارية المنصوبة بالقرب من ختم الجوازات.

 

وأشارت كارمي إلى أنها سافرت للدراسة في واشنطن ضمن برنامج عالمي لتبادل الطلاب المتفوقين في مرحلة الصف العاشر والأول ثانوي، مؤكدة أن 25 طالبا أردنيا التحقوا في البرنامج المذكور، وأنهم عادوا معها على نفس الطائرة.

 

وفي الأثناء، رصدت "السبيل" مظاهر "الهلع والخوف" التي كانت تلف الممرات والأروقة والكاونترات الملاصقة لغرفتي الحجر الصحي التي وضعت فيهما أول مصابتين، حيث لاحظت خلو جميع هذه الأماكن من الأطباء والممرضين والكوادر العاملة في المستشفى إضافة إلى المراجعين. كما رصدت "السبيل" العديد من الكمامات الطبية ملقاة على أرضيات الممرات، والمصاعد الكهربائية، وأدراج المستشفى في الطابقين الأول والثاني.

 

"السبيل" التقت والد الطفلة هيا 11 سنة التي اكتشف إصابتها بالمرض ليلة أمس، مؤكدة لـ"السبيل" أنها قدمت للأردن برفقة زوجها وأطفالها الثلاثة من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أنها تأكدت من إصابة ابنتها بالمرض نتيجة للأعراض التي بدأت تتضح على وجهها وجسدها صباح الاثنين الماضي، وهي ذات الأعراض المشابهة لأعراض انفلونزا الخنازير. وأكدت الوالدة أنها هرعت وزوجها لإدخال طفلتهما إلى المركز العربي لإجراء الفحوصات، وهناك تأكدت لهم الإصابة.

 

الوالدة الحزينة على ألم ابنتها قالت لـ"السبيل": "أملي بالله كبير، وأنا على يقين جازم أنها ستتعافى عما قريب، وستعود إلى بيتنا الهانئ، وإلى أخويها الصغيرين اللذين ينتظرانها في المنزل".

 

"السبيل" التقت أيضا الطفلة هيا وهي ترقد على سرير الشفاء وتجاذبت معها أطراف الحديث، قائلة ببراءة الطفولة وهي تلعب بـ"البلايستيشن": "صحتي هلأ أحسن، وبدعي الله سبحانه وتعالى إنه يشفيني".

 

وحثّ وزير الصحة الدكتور نايف الفايز مسافري طائرتي الملكية الأردنية ولوفتهانزا الألمانية اللتين قدمتا إلى المملكة من الولايات المتحدة الأميركية يومي الجمعة والأحد الماضيين إلى مراجعة المستشفيات، للتأكد من عدم إصابتهم بالمرض.

 

والرحلتان هما الأردنية رقم آر جي 268 ولوفتهانزا رقم 692، حيث حملت كل واحدة منهما حالة من الإصابتين بانفلونزا الخنازير اللتين أعلن عنهما مساء الاثنين.

 

وقال الفايز في مؤتمر صحافي عقده أمس الثلاثاء، إن طائرة لوفتهانزا هي طائرة ترانزيت والمعلومات حولها غير متوفرة كاملة حتى اللحظة، وإن الوزارة خاطبت الجهات المعنية لتحديد أسماء الركاب الذين وصلوا على متنها ودخلوا الأردن.وأضاف أن الوزارة طلبت عبر المدير الطبي في المطار كشف بأسماء القادمين عبر الرحلتين الجويتين للاتصال بهم، والتأكد من حالتهم الصحية، فيما إذا كانوا يعانون من أي أعراض للانفلونزا.

 

وأشار الوزير إلى أنه في حال ثبوت الفحص التأكيدي لأي إصابة بالمرض، فسيتم الإعلان عنها مباشرة وبشفافية مطلقة، موضحا أن الوزارة لن تبلغ عن أي حالة اشتباه إلا بعد ظهور نتائج الفحص المخبري التأكيدي، لتجنب إثارة الرعب والذعر بين المواطنين.

 

وأبدت المصابتان استجابة للعلاج، وفق الوزير الذي قال إن حالتهما الصحية لم تسؤ منذ إخضاعهما للعلاج بالكبسول (تامي فلو)، مشيرا إلى أن مدة العلاج خمسة أيام، يجرى بعدها فحص تأكيدي.

 

وأوضح الفايز أن أفراد أسر المريضتين والمخالطين لهما أخضعوا لعلاج مباشر بعد ثبوت حالة الإصابتين، إذ توجه فريق طبي متخصص فأجرى فحوصا لهم، فضلا عن متابعة أوضاعهم الصحية، كما خضعت الكوادر العاملة في المستشفى إلى علاج "تامي فلو".

 

وأوضح الوزير أن العدوى لا تنتقل من شخص مصاب إلى آخر إلا عبر رذاذ العطس أو السعال عن قرب.

 

وقال إن أعراض الانفلونزا تشمل ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق 38 درجة مئوية، إضافة إلى سعال وألم في المفاصل، وقشعريرة وسيلان في الأنف، واحتقان في الحلق، وإسهال وقيء وصداع، مشددا على أهمية أن تتزامن الأعراض مع القدوم من دولة موبوءة أو مخالطة أحد القادمين من تلك الدول. ودعا الوزير المواطنين الذين يشعرون بأعراض الانفلونزا وخالطوا أشخاصا قادمين من دول موبوءة بالمرض إلى مراجعة مراكز الصحة والمستشفيات، موضحا أن العلاج متوفر وبكميات كافية، أما اللقاح فإنه قيد الدراسة والتصنيع عالميا ومن المتوقع الانتهاء من تصنيعه أواخر أيلول المقبل. وحددت الوزارة إضافة إلى الخط الساخن رقم 0979036023 أرقام مدير الرعاية الصحية الأولية الدكتور عادل البلبيسي 0799050230، ومدير الأمراض السارية الدكتور بسام الحجاوي 0799050455 لتلقي استفسارات المواطنين.

 

 

عمان نت