مئات «السلفيين الجهاديين» ينتخبون مجلس شورى .. والطحاوي أبرز قادته

 ن التيار السلفي الجهادي بادر أخيرا إلى تشكيل مجلس شورى يضم (10) من القيادات الجهادية التي تم اختيارها عبر صندوق الاقتراع، وهو ما اعتبره مراقبون لشؤون التيارات الإسلامية، خطوة باتجاه نبذ السلفيين لأعمال العنف على الأرض الأردنية والاتجاه إلى العمل السلمي المنظم.

وأضافت أن "مئات من الكوادر الجهادية انتخبت في جلسة غير معلنة جرت أخيرا في منطقة الضليل بمدينة الزرقاء 10 من القيادات، ليشكلوا نواة المجلس الجديد".

وعرف منهم منظر التيار السلفي في شمال المملكة عبد شحادة المعروف بـ "أبو محمد الطحاوي"، ومحمد الشلبي المعروف بـ"أبو سياف"، والقيادي الشاب في التيار لقمان ريالات.

وفي أول تعليق لها على تشكيل المجلس، رفضت قيادات جهادية الخوض في التفاصيل المتعلقة بالمبادرة الجديدة، وذلك بعد حدوث انشطارات طولية بين فريق يتبنى الخيار السلمي وتمثله القيادات الجهادية المعروفة (تيار أبو محمد المقدسي) وآخر يغلب عليه العنصر الشبابي يدعو إلى التمسك بالعمل المسلح (تيار أبو مصعب الزرقاوي).

هذه القيادات عزت تأجيل الإعلان عن المجلس، لحين الوصول إلى تفاهمات مع الفريق المستنكف عن حضور الاجتماعات. ورفض عضو المجلس الجديد الطحاوي التعليق على قرار "الجهاديين" تشكيل الكائن السياسي الجديد، وهو الموقف الذي التزم به القيادي أبو سياف.

القيادي البارز في التيار الدكتور منيف سمارة، الذي غاب عن اللقاء الشوروي الأول، اعتذر عن التعليق على التـشكيلة الجديدة. فيما قال قيادي آخر إن "مثل هذا المجلس لن يمثل جميع أعضاء التيار".

إلا أن مصدراً قيادياً في الجهاديين قال إن المجلس يهدف "إلى ترتيب أوراق التيار، وتنظيم عمله على الساحة المحلية".

واعتبر القيادي الذي رفض ذكر اسمه أن مثل هذه الخطوة إن كتب لها النجاح، ستؤكد نبذ التيار العمل المسلح في المجتمعات العربية الآمنة، وحصر القتال في الدول التي تتعرض لاحتلال أجنبي.

وكان القيادي البارز في التيار سعد الحنيطي، نفى في وقت سابق تصريحات كان أدلى بها تؤكد اتجاه التيار إلى إنشاء مجلس شوري سياسي.

الخبير في شؤون الحركات السلفية حسن أبو هنية، قال إن تشكيل السلفية الجهادية مجلسا شورويا "يؤكد تراجعها عن العمل المسلح، ومحاولتها الاقتراب من الخيار السياسي".

وأشار إلى أن غالبية القيادات الجهادية بدأت تعلن القبول بسلمية الدعوة وترفض العمل المسلح في الأردن، "دون التراجع عن البنية الأيديولوجية الصلبة المتعلقة بالعداء للأنظمة الحاكمة". لكن أبو هنية انتقد التعامل الأمني مع التيار.

واعتبر أن تشكيل المجلس خطوة قد تتبعها خطوات في طريق التوجه إلى العمل السياسي المنظم.