الفلافل....أصلها وفصلها

   بعد أن كانت في الماضي أساسا لطعام الفقراء، باتت الفلافل اليوم جزءاً لا يتجزأ من فواتح الشهية على موائد الأثرياء الذين تحتل الاطعمة الشعبية قوائم أطعمتهم بوجه عام كفاتح للشهية ..

قد يبدو للقارئ أن الحديث عن قرص الفلافل سطحي وغير ضروري،كونها أكلة شعبية منتشرة بكثرة في أغلب الدول العربية،ولا يخطر في البال أن لهذه الأكلة تاريخ، وتعتبر ثقافة حتى الآن لم يعرف بالتحديد لأي بلد تنتمي؟

تعتبر الفلافل من الأكلات الشعبية القديمة وهي طعام شائع في سوريا وتركيا والعراق وفلسطين والأردن ولبنان ومصر والجنوب العربي ،علما أن مقاديرها ومحتوياتها تختلف من منطقة لأخرى ومن محل لآخر ضمن المدينة الواحدة ولا تزال العديد من التعديلات والتطويرات تجري على شكل الأقراص أو حتى طريقة التقديم.

تسمياتها:

ولهذه الأقراص عدة تسميات تعرف فيها في كل بلد....... ففي بلاد الشام تعرف بالفلافل، وعند المصريين بالطعمية، أما في دول الجنوب العربي فتسمى "باقية".

آصولها:

البعض يعتقد أن موطنها الأصلي لبنان إلا أن باحثون ومؤرخون أعادوا تاريخها إلى ما قبل رسم الحدود اللبنانية بكثير مؤكدين أنها عرفت على يد قدماء المصريين ، ومن بعدهم انتقلت إلى أقباط مصر بعد دخول المسيحية، ثم بعد الفتح الإسلامي استمرت بين المسلمين والأقباط كطعام شعبي أصيل ورخيص ومغذ .. ثم انتقلت شمالا إلى سوريا وفلسطين قبل 4000 عام وأدخل الحمص كبديل للفول في إعدادها.

وقد ظهرت ادعاءات إسرائيلية مؤخرا تنسب جذور الفلافل إلى إسرائيل ...علما أن اليهود العرب لابد أن شاركوا في صنعها والاستمتاع بمذاقها ورخص ثمنها ونقلوها معهم إلى أرض فلسطين التي هاجر إليها اليهود في خمسينيات القرن الماضي ....في البدايات كان هؤلاء يعترفون أن الفلافل مصرية ولكنهم وبالتدريج كفوا عن ذكر مصرية الفلافل واكتفوا بوصفها على أنها طعام يهودي يؤكل في إسرائيل ويصدر إلى الخارج .

وقد فازت شركة إسرائيلية بجائزة في معرض مواد غذائية في ولاية نيوجرسي الأمريكية عن انتاجها الفلافل ووضعها في علب للتصدير على أساس أن الفلافل هى وجبة إسرائيلية الصنع، علما أنه لا يوجد في قواميس الطبخ والمأكولات في العالم ما يسمى بالمطبخ الإسرائيلي.

وقد اعترف أحد الأساتذة اليهود ( اميال ألكا لاي)وهو أستاذ الثقافة الشرقية بأن الفلافل في الثقافة الإسرائيلية هي نموذج للاستيلاء الكامل على أشياء الغير نسبة إلى تجاهل أصولها المصرية.

في أميركا:

مع ازدياد أعداد المهاجرين العرب إلى أمريكا،اصطحبوا معهم ثقافاتهم وعاداتهم وآكلاتهم ومطاعمهم ،ومن بين هذه الآكلات الفلافل التي لاقت إقبالا كبيرا من الجنسيات الأخرى الأمريكية والأوروبية على وجه الخصوص،على اعتبار أن وجبة الفلافل تعد من الأكلات الكاملة الغذاء كونها تحتوي على البقول والخضار.

كما توضع في قوائم المطاعم ضمن المقبلات.

ورغم اقبال اغلب الناس على الفلافل الساخنة ،إلا انها تباع في بعض المحلات والبقاليات الأمريكية باردة ،وتكون اكبر من حجمها العادي.

محتوياتها:

قرص دائري مكون من فول مطحون أو حمص أو كليهما بالإضافة للكزبرة الخضراء والثوم والبصل والبهارات والتوابل ..خصوصا الكزبرة اليابسة والفلفل الأسود.

كيفية صنعها:

تقلى حبات الفلافل يدويا باستعمال قوالب نحاسية أو حديدية ،

بحركات سريعة تصعب متابعتها حيث يضع صانعها العجينة في القالب المدور، ثم يلقيها في الزيت المغلي، ليتلقف قطعة أخرى من العجينة وهكذا إلى أن يمتلئ الإناء الزيتي بحبات الفلافل خلال ثوان قليلة، وعندما يبدأ شكلها في التحول إلى اللون البني يبدأ بانتشالها من الزيت ليضعها في طبق خاص ليبيعها للزبائن الذين يفضل غالبيتهم تناولها ساخنة مضافا لها السماق .

وتقدم الفلافل عادة محشوة داخل رغيف من الخبز مع إضافات أخرى تشمل الحمص والطحينة والليمون والسلطة والمخلل والسماق والملح وأحيانا السمسم.

فوائد الفلافل:

وللفلافل فوائد عديدة لا يمكن إحصائها حيث تحتوي حبة الفلافل الواحدة مع الطراطور مئتين وثماني وثمانين من السعرات الحرارية،

الدهون: ثمانية

الدهون المشبعة: واحد

الكاربوهيدرات: أثنين وأربعين

البروتينات :خمسة عشر

والكوليسترول صفر

مع العلم أنه لم يتم احتساب الزيت النباتي.