• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

قصص النكبة تختلف بتفاصيلها و تتشابه بخاتمتها..الالم والشوق (فيديو)

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-05-15
1280
قصص النكبة تختلف بتفاصيلها و تتشابه بخاتمتها..الالم والشوق (فيديو)

 كسنديانة تضرب بجذورها في عمق الزمن، تقف الغزاوية أم أحمد بثوبها الفلسطيني بجانب الإشارة الضوئية تلقط رزقها من خلال بيعها أعواد البخور، رافضة تلقي " الحسنة" رغم حاجتها لما تيسر من نقود كي تعود برغيف خبز لأطفال أنهكهم جوع يوم طويل.

64 عاما من الاحتلال والتشريد والسلب كانت كفيلة بتحويل أم أحمد وملايين الفلسطينيين إلى قصص وذكريات متنقلة تروي كيف أصبح الإنسان يحمل وطنا في قلبه تضيق به الضلوع بينما يتسع له الأمل.

"أعطل يوم في التاريخ" هو يوم النكبة بالنسبة للحاج لطفي الذي يسكن في مخيم الوحدات، يقول والحسرة لا تفارق صوته "أصعب شيء علي هو يوم النكبة لأني عشتها"، بينما يزيد الحاج ابو توفيق انه لو "نصب ملكا على ملوك العالم مقابل التخلي عن فلسطين" لن يقبل بذلك ولا حتى بالتفريط بذرة تراب من تراب البلد المغتصبة فلسطين.

الفلسطينيون ممن عايشوا النكبة يجدون في ذكراها متنفسا للحديث لوسائل الإعلام التي تتهافت على المخيمات لرصد قصص اللاجئين وحنينهم إلى العودة، بينما يرى بعض الشباب من جيل ما بعد النكبة في ذكراها فرصة لتسليط الضوء على الواقع المعيشي "المزري" الذي يعيشه اللاجئون في مخيمات الشتات حيث البطالة وضعف الحال كفيلين بالقضاء على الطموح.

ففي مخيم الشهيد عزمي المفتي للاجئين الفلسطينيين تختلف روايات اللجوء في حبكتها لكنها تتشابه في خاتمتها وهي "اللجوء و التشريد والحرمان"، فها هو السبعيني ابو عبد الله يستذكر كيف تحول بين ليلة وضحاها من فلاح يملك عشرات الدونمات إلى معدم ينتظر المعونة، يقول ان ذكرى يوم النكبة "يلوح بين عينيه كأنه الأمس" فمازال يستذكر شجر البرتقال والزيتون ومازالت رائحة الزعتر البري الذي ينبت في جبال طوباس تعبق في ذاكرته التي بدأت بالتلاشي.

وفي الزقاق الضيق القريب منزل "أبو عبد الله" يجالس جاره "أبو ايهاب" على مقعد أسمنتي منهمكا في حساب كمية المحصول التي باعها من الحمص الأخضر بعد أن ضمن أرضا لهذه الغاية، لم يتوقع "ابو ايهاب" يوما ً أن يعيش خارج المخيم سوى أن يعود الى فلسطين ـ كما يقول ـ ورغم أنه تعب من الحياة البائسة الا انه يعتبره من أفضل المخيمات لديه " كونه يحمل ذكريات الشباب وما ورثه عن ابيه من حب الوطن فلسطين الذي هجر منه وهو طفل صغير".

لا يكاد "أبو إيهاب" يذكر شيئا من فلسطين إلا انه رسم لها صورة من نسج خياله مستخدما حديث أبيه مدادا لريشته التي صورت وطنا "لا يباع ويشترى" كما يقول.

تعود ذكرى النكبة و ما زال ساكنو المخيمات يعانون من سوء البنية التحتية والخدمات المقدمة لهم، من حيث ضيق الأزقة والشوارع والممرات وانتشار القاذورات والحفر والقنوات التي تتجمع فيها المياه العادمة، بالإضافة لانتشار الشقوق والبالوعات المكشوفة ‏التي تشكل مصدرا للبعوض والذباب والجرذان.

كما تعود ذكرى النكبة الفلسطينية كل عام على أمل ان تنتهي هذه الذكرى بعودة الام فلسطين إلى اصحابها الشرعيين، وطرد الاحتلال الصهيوني الذي التهم 80 % من أرض فلسطين، وأعلن إقامة ما تسمى بـ"دولة إسرائيل" عام 1948، ليشرد ما يقارب المليون فلسطيني بعد احتلال مدنهم وقراهم وأراضيهم، ودفع بعضهم الى قطاع غزة والضفة الغربية ونهر الأردن، والى عدد من الأقطار العربية المجاورة مثل الأردن والعراق وسورية ولبنان.
 

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.