اختلاف الصديقين التاريخيين همام وابو فارس.. وجماعة الاخوان تعاني فوضى تنظيمية وغياب لبوصلة الاتجا

تصاعدت خلال الاسبوعين الماضيين وتائر الازمة الداخلية لدى جماعة الاخوان المسلمين حتى بلغت مستويات غير مسبوقة او معروفة في تاريخ هذه الجماعة التي طالما عرفت، على مدى الاعوام الكثيرة الماضية، كيف تداوي جراحها بسرعة، وتتجاوز ازماتها بسهولة وروحية اسرية· وقال مصدر اخواني موثوق  ان هذه الازمة التي بدأت منذ انتخابات مجلس شورى الجماعة الجديد في شهر شباط الماضي، قد دخلت في الآونة الاخيرة منعطفاً حرجاً وخطيراً يهدد بشل هذه الجماعة، وربما انقسامها فعلياً حتى لو بقيت متماسكة شكلياً وظاهرياً· واشار المصدر الى ان جناحي الحمائم والوسط قد استنكفا عن العمل في مؤسسات الجماعة القيادية، ورفضا بالمطلق كل عروض جناح الصقور ودعواته لهم بالمشاركة في هذه المؤسسات، وابرزها المكتب التنفيذي للجماعة، ورئاسة مجلسها الشوري· واعرب هذا المصدر عن استهجانه الشديد لحجم المناورات والاحابيل والتكتيكات غير المسبوقة، التي سادت انتخابات مجلس الشورى، والمراقب العام للجماعة، واختيار الاعضاء الخمسة المضافين لمجلس الشورى، وسوى ذلك من طرق التفافية بلغت حد الغرائب التي عبرت عن ذاتها باقدام جناحي الحمائم والوسط على ترشيح الصقوري محمد ابو فارس لرئاسة مجلس الشورى الجديد، وذلك نكاية بالمراقب العام الصقوري همام سعيد الذي ساءت علاقته بابو فارس، وباتت تهدد جناح الصقور بالتفكك، وهو ما يسعى اليه بلهفة الحمائميون والوسطيون· وكشف المصدر عن ان سبب تأجيل انتخاب رئيس لمجلس الشورى الى يوم الخميس الواقع في الرابع والعشرين من هذا الشهر، يعود الى وجود ابو فارس الاسبوع الماضي في تركيا، حيث تحظر اللوائح الداخلية للجماعة انتخاب اي قيادي ما دام غائباً·· مضيفاً (المصدر) ان جناح الصقور برئاسة همام قد رشحوا من جانبهم مراد العضايلة لرئاسة المجلس الشوري الجديد· ودلل المصدر على خطورة الازمة الاخوانية وعمقها بالاستشهاد بالتوزيع الجغرافي لاعضاء المكتب التنفيذي الجديد للجماعة الذي ظل مقتصراً على جناح الصقور، بعد ان رفض الحمائم والوسط المشاركة فيه، وقال ان الاعتبار الجهوي والجغرافي قد برز جلياً، ولاول مرة في تاريخ الجماعة، حيث تمثل الشمال بكل من زكي بن ارشيد، ونواف عبيدات، وتمثل الجنوب بكل من محمد الشحاحدة، واحمد الزرقان، فيما تمثل الوسط بالشاب زياد الخوالدة· اما الاردسطينيون، من اصول فلسطينية فقد نابوا – وفق اقوال المصدر – عن مختلف التضاريس الفلسطينية حيث ناب همام سعيد عن الضفة الغربية، وسعادة سعادات عن فلسطينيي عام 48، ومحمد عقل عن المخيمات، وسعود ابو محفوظ عن قطاع غزة· وحول بعض المناورات والملابسات الانتخابية التي شهدتها الجماعة هذه المرة، قال المصدر ان زكي بني ارشيد من جناح الصقور قد عقد صفقة مع الزميل فرج شلهوب من الفريق الخامس، من وراء ظهر جناحي الحمائم والوسط، تقضي بالتوافق على انتخاب اربعة من اعضاء مجلس الشورى المضافين الخمسة، وهو ما ادى بالفعل الى نجاح كل من مراد العضايلة، وسعود ابو محفوظ، ومحمد خليل عقل بخمسة وعشرين صوتاً من اصل 48، ونجاح حمزة منصور، واحمد الزرقان بثلاثة وعشرين صوتاً، واخفاق كل من ارحيل الغرايبة الذي نال 22 صوتاً، وعبد الحميد القضاة الذي نال 21 صوتاً، وعلي الصوا، ومحمد عواد الزيود اللذين نالا اقل من عشرين صوتاً· وكشف هذا المصدر الاخواني عن ان صوت محمد سعيد بكر، هو الذي ادى الى نجاح همام سعيد بمنصب المراقب العام بعدما نال في دورة الانتخاب الثانية 27 صوتاً، مقابل 25 صوتاً لمنافسه سالم الفلاحات الذي كان قد حصل في الدورة الاولى على 26 صوتاً، فيما حصل همام على 25 صوتاً فقط· ختاماً، اكد المصدر ان جناحي الحمائم والوسط يراهنان على حتمية الصدام بين قيادة الجماعة التي اصبحت صقورية بالكامل، وبين الجانب الامني والحكومي الذي يتابع عن كثب، ليس خطط ونشاطات الجماعة السياسية والشعبية فقط، بل صراعاتها ومحاورها وتخندقاتها التنظيمية الداخلية ايضاً، وذلك لصب الزيت على هذه الصراعات من جهة، ولمنع الجماعة من تصدير ازمتها الذاتية الى ساحة العمل العام، من جهة اخرى !!