• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

أطباق رمضان في الجزائر: بانوراما رباعية الألوان

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-08-13
2734
أطباق رمضان في الجزائر: بانوراما رباعية الألوان

 تنفرد مائدة رمضان في الجزائر بتشكيلات منوّعة من الأكلات التي يتفنن السكان المحليون في إعدادها، وتبعا للثراء والعراقة والخصوصيات التي تزخر بها الجزائر عبر جهاتها الأربع، تشكّل الأطباق الرمضانية هناك، بانوراما رباعية الألوان، تخطف فيها نجمات المائدة على غرار "شوربة الفريك، السفيرية، الحريرة والدوبارة" كل الأضواء فتكون فرصة .

"إيلاف" تجول بقراءها في مطابخ الجزائر، عبر هذه الومضة التعريفية بأشهر الأطباق المحلية لتكون فرصة يتعرف عليها السائح في الجزائر خلال الشهر الفضيل.

تتميّز العاصمة الجزائرية وضواحيها بتركيبة متكاملة من الأطباق الرمضانية الرافضة للزوال، والتي لا يزال سكان القصبة العثمانية وصويحباتها متمسكون بها، وتبرز الخالة "فطّة" إحدى الطاهيات المخضرمات في حاضرة باب الوادي، أطباقا أصيلة مثل: السفيرية، الشوربة البيضاء بالدجاج، أو نظيرتها الحمراء بالفريك والبوراك.
من جهتها، تلفت سعاد، نجية وفوزية إلى أنّ طبق "سكران طايح في الدروج " لا يزال متجذرا في القصبة، تماما مثل "المدربل" الذي يضرب بقدمه في التاريخ الجزائري سيما بين سكان العاصمة والحواضر الكبرى، في وقت لا يزال الالتصاق قائما بالبوراك والبريك وهي رقاقات عجين رفيعة يتم حشوها باللحم المفروم وكذا البصل وبعض التوابل، مع حضور أساسي لـ"خبز المطلوع وكذا الشعير".
بالمقابل، تشهد أكلة "المثوّم" نجومية متصاعدة، وهي طبخة يستخدم فيها اللحم المفروم، وقطع كثيرة من لحم الدجاج يكون بالمرق الأبيض، وهناك من يفضّل المثّوم باللحم وآخر بالدجاج، مع إضافة البطاطا وطعمه لذيذ جدا، وتجنح عائلات الوسط إلى تقديم الأطباق الشهيرة محليا كـ"الكبدة المشرملة"، "شطيطحة دجاج"، و"شطيطحة لحم" مصحوبين بالشوربة والسلطة، هذه الأخيرة حاضرة بما يسمى "الشليطة" التي تتكون من الفلفل المشوي والطماطم المشوية المدروستان بمهراس كبير من الخشب ويضاف إليه الزيت والملح ثم يؤكل مع الخبز الذي يطلق عليه باسم الكسرة.
كما تحفل مائدة رمضان بمأكولات أخرى مثل "زيتون الطاجين" و"الطاجين الحلو" هذا الأخير يتكون من الفواكه الجافة مثل المشمش والبرقوق والتفاح ويزيّن باللحم والمكسرات.
ليس بعيدا، تمتلك منطقة القبائل الكبرى أطباقها على منوال "التيكربابين" و"الحميز" وكذا إضافة إلى طاجين الزيتون المكّون من اللحم أو الدجاج والزيتون بالمرق الأحمر، بينما تتلألأ في سماء غرب الجزائر ومدائنها وهران، مستغانم وتلمسان "الحريرة" التي تصنع بحسب سامية إحدى المتمرسات، باستخدام توابل كثيرة كالكروية، إضافة إلى الدقيق والخميرة، كما تحضر "التشيشة" وهي عبارة عن شعير أو قمح مطحون، ويسجّل طبق "المعقودة" حضورا قويا هو الآخر.
من جانبها، تبرز سليمة، فائزة ووسيلة وغيرهنّ من فنانات الطبخ بحواضر قسنطينة، باتنة وعنابة، ألق طبق "الجاري" و"البريك" بالخضروات، إضافة إلى "الملوخية" و"القناوية" و"البربوشة"، في حين تحضر مدينة جيجل (400 كلم شرقي الجزائر) بأطباقها السمكية التي ترصّع البوراك والشوربة، وأخرى لا تقلّ شهية على غرار "الطبيقات"، "الكفتة" و"الروز بالحوت" .
وفي مقام خاص، يبرع طهاة جيجل في إعداد الطبقالتقليدي اللذيذ "السكسو لكحل بالحوت"، وهي أكلة سمكية مقتصدة على طول الخط، حيث يتم إنضاجها بتوظيف قليل من سمك السردين وكذا دقيق الشعير ويمكن أن يحضّر كذلك بدقيق القمح، ويتم مزجه في مرق بالخضر والسمك الذي يوضع في آخر الطهي فيفور السكسو وبعدها يسقى بالمرق .
كما يجري تقديم شوربة السمك بطريقة خاصة، إذ توضع دوائر الخبز المحمّص في صحن مع حبات من الثوم، وفي وسط صحن الخبز يتم خلط المايونيز مع الهريسة وتفرك شرائح الخبز بالثوم، وتعتبر شربة السمك الطبق الرئيسي على موائد رمضان لدى سكان جيجل .
بدورها، تمثل محافظات الجنوب لحنا رمضانيا خاصا من خلال لائحة أطباق تعدّ بلحوم الناقة كالشوربة الحمراء التي يضاف إليها دبس التمر ليضفي عليها نكهة تكسر حموضة الطماطم، ولعلّ الطبق الأشهر لدى سكان الصحراء هو "الدوبارة" البارزة في مدينة بسكرة (560 كلم جنوب) وهو طبق يطهى بتوظيف مكثف لتوابل رأس الحانوت المشهورة بتلك المنطقة.
ولا تستطيع عديد من الأسر الاستغناء عن أطباق "المرشومة"، "الرخسيسط و"المقدورة"، إضافة إلى الكسكسي المصنوع من العسل والبيض المسلوق الذي يتناوله السكان في السحور، كما يشتهر هناك الخبز المصنوع بفرن خاص تحت الرمال الصحراوية.
كما تحضّر نساء محافظة أدرار الجنوبيةأطباقا تقليدية بكثرة مثل "دشيشة الفريك"، وتهتم بنات حواء بإنضاج طبق " الحريرة " بالاعتماد على مادة "الزانبو" وهي عبارة عن مسحوق من "القمح المقلي".اللافت، أنّ المائدة الرمضانية في الجزائر أضحت تستوعب أكلات مشرقية كـ"الرقاق" و"البامية"، وأخرى غربية على غرار "الماسيدوان ".
حضور دائم لـ: الصامصة، المحنشة والقطايف
تشهد موائد الجزائريين في رمضان حضورا خاصا للحلويات المحضّرة بالمنازل على غرار "صامصة العجين باللوز"، "المحنشة"، "قلب اللوز"، "القطايف"، "القريوش" إضافة إلى البقلاوة المصنوعة من أنواع مختلفة من المكسّرات
و"الجوزية " المكّونة من أنواع مختلفة من المكسرات إضافة الى العسل الطبيعي إضافة إلى حلوى "المشبك".
وتشتهر منطقة بوفاريك (40 كلم غرب) بحلوى "الزلابية" الشهية التي تسقى مادتها الأولية بالعسل، وتمكث في براميل لمدة 24 ساعة قبل أن يتفنن صانعوها في إعدادها، وحافظت الزلابية على ذوق متميز على مرور السنين بفعل توريثها، ما يجعل عشاقها يقطعون مئات الكيلومترات في سبيل الظفر بها.
ويحضر في مائدة الجزائر الرمضانية، عصير الشربات بنكهته الطيبة وذوقه الذي لا يستطيع الصائمون مقاومته، علما أنّه يُصنع من عصير الليمون وأسيده الطبيعي إضافة الى نسبة قليلة من الحليب وماء الزهر.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.