• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

نخنوخ.. ملك البلطجة الذى أسقطه 'إخوان' مصر

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-10-15
1634
نخنوخ.. ملك البلطجة الذى أسقطه 'إخوان' مصر

 آلاء حمزة - "لا أعرف سر النفوذ الكبير لإمبراطور البلطجة، صبرى نخنوخ.. هل نفوذه راجع لعلاقته بالمجموعة السياسية والأمنية خلال العهد السابق؟ أم للاستفادة منه فى المعركة المستمرة ضد الإخوان والرئيس محمد مرسى..."، هذه التساؤلات التى يطرحها القيادى البارز فى جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد البلتاجى، عضو الهيئة التنفيذية لحزب الحرية والعدالة، تعكس المكانة التى يحظى بها صبرى نخنوخ (49 ‏سنة‏‏)، المتهم بإدارة جيش منظم من البلطجية فى مصر، ينتشرون فى جميع محافظات مصر، كما أشارت معلومات إلى دور هذه الميليشيا فى الأحداث الدموية المتتابعة منذ بداية ثورة 25 يناير، نهاية بالأحداث الدموية التى شهدها ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية.


تقول وزارة الداخلية عن "نخنوخ" إنه إمبراطورية البلطجية (الشبيحة) فى مصر، وأنه كان قبل إلقاء القبض عليه أكبر تهديد لأمن واستقرار المجتمع، بما لديه من ترسانات من الأسلحة النارية والذخائر التى يتم استخدامها فى تهديد وترويع المواطنين.

وقد أرجأت محكمة جنايات الإسكندرية نظر قضيته إلى جلسة الثالث من شهر نوفمبر (تشرين الثانى) المقبل لاستدعاء شهود الإثبات فى القضية التى تشغل الرأى العام فى مصر، لاسيما المشهد السياسى للأدوار التى كان يلعبها الرجل قبل اعتقاله.

سر نخنوخ


وألمح رئيس اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، مختار العشرى، إلى دور هذه "الميليشيا" المنظمة بتأكيده أن اللجنة تعكف حاليا على جمع الأدلة والبراهين لتحريك دعوى قضائية ضد من اعتدوا الجمعة على المتظاهرين في ميدان التحرير، وأن ما حدث كان مدبرًا لاستفزاز الإخوان وتشويه صورتهم لفتح الأبواب أمام اتهام الجماعة أن لديها مليشيات مسلحة، كما أشار إلى حصول اللجنة القانونية للحزب على معلومات وأدلة قاطعة "تدين مأجورين لارتكاب تلك الأحداث التى أسفرت عن إصابة ما يقرب من 150 متظاهرًا، وأن الحزب بصدد تحريك دعوى قضائية ضدهم".
وفى الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية، حيث قررت "السبيل" البحث فى المنطقة التى اختارها "نخنوخ" مقرا مركزيا لإدارة مملكته الإجرامية (بحسب الاتهامات الموجهة إليه) كان لابد من التوجه إلى منطقة العامرية، تحديدا شارع محمد رشيد، بحى "كينج مريوط"، حيث يقيم "نخنوخ"، قبل إلقاء القبض عليه، فى قصر ملحقة به مجموعات من الفيلات الفخمة، يحيط بها سور كبير، يعكس أهمية الشخصية التى تسكن هذا المجمع السكنى الغامض.

سجل إجرامى


تكشف المحاكمة الجارية حاليا للمتهم "نخنوخ"، الشهير باسم "المعلم"، عن سجل حافل، حيث جرى اتهامه بالمسئولية عن الأحداث الدموية التى شهدتها الفترة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير (مسرح البالون.. أحداث ماسبيرو.. شارع محمد محمود.. شارع مجلس الوزراء.. مذبحة بورسعيد)، فضلا عن عمليات تزوير الانتخابات المصرية خلال العهد السابق، التى كان يقوم بها فى ظل حماية أمنية وسياسية، كان يوفرهما له وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلى، المسجون حاليا على ذمة عدة قضايا.

مصدر أمنى مطلع قال لـ"السبيل"، إن "نخنوخ" يتهم بـ"ممارسة أعمال البلطجة وفرض السيطرة واستعراض القوة بقصد الترويع والتخويف وإلحاق الأذى المادى والمعنوى بالغير ومقاومة السلطات وإيواء الخارجين عن القانون والمسجلين إجرامياً بهدف استخدامهم فى أعمال البلطجة".

المصدر الأمنى أكد أن وزارة الداخلية فى عهد الرئيس مرسى، لو لم تقم بأى عمل سوى اعتقال ومحاكمة "نخنوخ" لكفاها، حيث يحتل ملف الأمن المرتبة الأولى على أجندة رئيس الجمهورية المنتخب، الدكتور محمد مرسى، خاصة مواجهة البلطجة والإجرام وإعادة الأمن.


ويفسر المصدر سر الزخم الذى تحظى به قضية "نخنوخ"، حيث تتشعب علاقاته فى الوسط الفنى والسياسي، عبر علاقات وجسور ممتدة بكبار المسئولين خلال العهد السابق، بعضها لأغراض سياسية، أو لصفقات بزنس كان يؤمنها للبعض الأخر.

صعود مشبوه


ولأن السفر من القاهرة إلى الإسكندرية يستغرق نحو ثلاث ساعات، فقد كانت الفرصة مواتية لمطالعة نص التحقيقات فى القضية والتى حصلنا عليها، فهى تكشف عن الكثير من الجوانب المظلمة فى حياة "صبرى حلمى نخنوخ حنا، بداية من أنه مسيحى الديانة، لم يتزوج رغم أن عمره قارب الـ50 عاما، وسبق اتهامه فى ثلاث عشرة قضية (مخدرات.. شيكات.. سلاح بدون ترخيص...).


ووفقا للتحقيقات فمسقط رأسه منطقة "بولاق أبو العلا"، الشعبية وسط القاهرة، وتختلف المعلومات حول وضع أسرته الاجتماعى، لكن أكثرها دقة يشير إلى أنه من أسرة ميسورة الحال، والده تاجر فى منطقة "السبتية"، المتاخمة لـ"بولاق".. وتقول المعلومات أيضا إن "نخنوخ" لم يكمل تعليمه الثانوى، حيث اشتغل لفترة بالتجارة مع والده، قبل أن يتجه إلى حياة الـ"كباريهات" فى شارع الهرم، تعرف خلالها على عالم "الفتوات" والبلطجة والمرافقين الشخصيين (البودى جاردات) للنجوم والفنانين.


نجح "نخنوخ" فى مد الجسور مع هذا العالم الغامض، وتداخل مع قياداتهم فى عمليات بيزنس ومجاملات، سرعان ما تحولت العلاقة إلى تبعية تنبهت لها العناصر الفاسدة فى جهاز الشرطة المصرى، قبل أن تتفتح الأبواب على مصاريعها أمام "نخنوخ" عندما بدأت علاقته بوزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلى قبل عامين تقريبا من الانتخابات البرلمانية عام 2000، وتوطدت بعد الدور الذى قام به نخنوخ (عبر رجاله من البلطجية والمسجلين خطر) فى حسم عدد كبير من الدوائر، لرجالات الحزب الوطنى (الحاكم)، آنذاك.


جريمة سياسية


غير أن الدور الأهم (بحسب المصدر الأمنى) يتمثل فى توظيف هذه الميليشيا، حسم عدد كبير من الدوائر الانتخابية للحزب الوطنى خلال الانتخابات البرلمانية عام 2005، عبر مساعدة جهاز مباحث أمن الدولة فى منع المعارضين للحزب، لاسيما عناصر الإخوان المسلمين من التصويت، ومن ثم فاز الحزب الوطنى بنسبة 75% من مقاعد البرلمان.


ولعبت هذه الميليشيا (بحسب الاتهامات الموجهة لنخنوخ) فى عمليات تخريب المنشآت العامة والسجون وأقسام الشرطة وشن حملات ترويعية والقيام بأعمال إجرامية منظمة التى استخدمها "الطرف الثالث"، لنشر الذعر بين المصريين بعد ثورة 25 يناير، ولاحقا التخطيط وتنفيذ أحداث كنيسة إمبابة التى راح ضحيتها أكثر من 25 شخصا، حيث ألمحت تحقيقات النيابة إلى تورط "نخنوخ "فى الأحداث بتحريض من أسرة الرئيس السابق، كونه كان مقربا منهم لاسيما نجلى الرئيس السابق (علاء وجمال مبارك).


يقول المصدر: تعرف "نخنوخ" على "العادلى" عبر اللواء بدر القاضى، القيادى السابق فى جهاز مباحث أمن الدولة، الأب الروحى لـ"العادلى" و"نخنوخ" معا، لكن بعد سنوات تعرض "العادلى" لحرج كبير، بسبب عمليات "نخنوخ" ورجاله المنتشرين فى مناطق القاهرة (السيدة زينب.. منطقة شبرا الخيمة.. وعزب: أم القرن.. الهجانة.. الجيشة.. أبو حشيش...)، ومناطق "الأصبجى.. صفط اللبن.. بولاق الدكرور.. الكنيسة.. العمرانية.. إمبابة" بمحافظة الجيزة، أما فى محافظة القليوبية فيتمركزون فى مناطق "أبو الغيط.. الجعافرة.. كوم السمن".


وقد دفعت هذه العمليات مدير مباحث القاهرة، اللواء إسماعيل الشاعر (تمت تبرئته مؤخرا فى محاكمة مبارك- العادلى)، للتهديد باعتقال "نخنوخ"، لكن تم فض الاشتباك بين الطرفين بإجبار "نخنوخ" على ترك القاهرة والإقامة فى الإسكندرية.

ترسانة أسلحة


ويوضح المصدر أن الأسلحة التى يقتنيها "نخنوخ"، تتنافى مع مزاعمه فى التحقيقات من أنه "برىء"، وبحسب الأمر الصادر من النائب العام المصرى، المستشار عبد المجيد محمود، بإحالة صبري نخنوخ إلى محكمة الجنايات فقد وجهت له اتهامات (اقتناء بنادق آلية ومسدسات وطبنجات متعددة الأنواع.. كميات كبيرة من الذخيرة الحية.. ملابس واقية من الرصاص.. صواعق كهربائية.. أسلحة بيضاء.. أجهزة اتصال لاسلكى.. لوحات معدنية من لوحات السيارات.. كمية من مخدر الحشيش".

تقع فيلا "نخنوخ" على مقربة من الشارع الرئيسى لحى كينج مريوط، يوجد فى المدخل الأمامى تمثالان بالحجم الطبيعى لأسدين باللون الأسود، لإضفاء نوع من العظمة على مالكها.. حديقة الفيلا يتوسطها حمام سباحة حوله عدد من أقفاص الحيوانات، أشهرها قفص للأسود، وأقفاص لحيوانات أخرى (خيول.. كلاب مفترسة.. نعام.. زرافة.. غوريلا...).

شاهد الإثبات الرئيس فى القضية، اللواء‏ ‏ناصر‏ ‏العبد، مدير‏ ‏مباحث‏ ‏الإسكندرية قال إن‏ "‏نخنوخ"‏ ‏يمتلك‏ ‏مجموعة‏ ‏شركات‏ ‏عقارية‏ ‏فى‏ العاصمة اللبنانية (‏بيروت)، وأن ثروته تقارب المليار جنيه مصري، حيث كان يحتفظ بمبالغ مالية ضخمة داخل حجرة يتولى حراستها عدد من رجاله، ومن أبرز ممتلكاته قطعة أرض بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى، بالإضافة إلى قصر فى كينج مريوط، وفيللات ببحيرة مريوط والساحل الشمالى وشرم الشيخ وبورتو السخنة، و26 شاليها إلى جانب قطع أراض فى برج العرب وعدد من المحافظات المصرية.

ترتيبات خاصة


فى أولى جلسات محاكمة "نخنوخ" كان لافتا للنظر أن يصطف بعض مطربو الغناء الشعبى فى مصر (سعد الصغير.. طارق الشيخ.. عماد بعرور...)، وسط عدد كبير من المؤيدين لدعم "نخنوخ" فى أولى جلسات محاكمته بمحكمة جنايات الإسكندرية، وكانت مصلحة الأمن العام فى مصر بالتعاون مع مديرة أمن الإسكندرية قد اتخذت إجراءات احترازية ضخمة، فى ظل التخوف من عملية تهريب أو اختطاف المتهم.


ويكشف اللواء "العبد" أن محاكمة "نخنوخ" تحظى باهتمام كبير من وزارة الداخلية، حيث تخصص الوزارة ومديرية أمن الإسكندرية العديد من التشكيلات، يتصدرها مجموعات قتالية مدربة ومسلحة بالأسلحة النارية وتشكيلات من القوات الخاصة التابعة لقطاع الأمن المركزى، التى تتولى تأمين جميع المداخل والبوابات الرئيسية لمجمع محاكم الإسكندرية، كما تتمركز عدد من المدرعات التابعة لوزارة الداخلية على طول الطريق من محبس "نخنوخ" بسجن "الغربانيات" بمنطقة برج العرب إلى مقر المحاكمة وسط الإسكندرية، تحسباً لحدوث أى محاولة لتهريب المتهم.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.