• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الأردن يخشى تسلل الحرب إلى حدوده من سوريا

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-10-24
1687
الأردن يخشى تسلل الحرب إلى حدوده من سوريا

 كتب كارين بروليارد وتايلور لاك في خدمة صحيفة الواشطن بوست الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط الأربعاء تقريرا عن خشية الأردن من تسلل الحرب في سوريا إلى حدوده.

وجاء ذلك على إثر إلقاء القبض على مجموعتين مسلحتين على الحدود قبل يومين والذي أسفر عن استشهاد جندي أردني.

وفيما يلي نص التقرير:

أضاءت الأنوار قطعة أرض خالية ذات ليلة باردة من ليالي شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وانطلق الندل يقدمون الفطائر إلى الرجال الملتحين المبتسمين، بينما كانت عبارات التكريم والتقدير تعلو من فوق خشبة المسرح، وكانت اللافتات الزينية تحمل صورة وجهين مألوفين هما: أسامة بن لادن والأردني أبو مصعب الزرقاوي (وهو أحد زعماء تنظيم القاعدة).

وفي هذا الحفل الذي عقد الأسبوع الماضي، تم تكريم رجل أقل شهرة، وهو عاطل عن العمل لديه ستة من الأبناء، إلا أن المشاركين في الحفل كانوا يعتبرونه بطلا، حيث حمل الرجل الذي يدعى ناصر الدلقموني بندقية "كلاشنيكوف" عبر الحدود إلى سوريا، ولقي مصرعه بينما كان يقاتل مع جماعة إسلامية مسلحة يشتبه في أن تكون على صلة بتنظيم القاعدة.

وذكر أبو محمد الطحاوي، وهو من كبار قادة الميليشيات الإسلامية شمال الأردن، أمام الحشد المتجمع في ذلك الحفل الذي أقيم في مدينة إربد الواقعة شمال العاصمة الأردنية عمان: "كان الدلقموني قدوة لجميع المسلمين. لو كان لدينا فقط بضعة رجال آخرين مثل ناصر الدلقموني، لما عاد لدينا بشار الأسد".

وذلك الخطاب وتلك الرحلات من نوعية الرحلة التي قام بها الدلقموني تدق أجراس الإنذار في الأردن، وكذلك بين حلفائه الغربيين الذين يتذرعون بالدور الذي يلعبه الإسلاميون والمقاتلون الأجانب باعتباره سببا لعدم تسليح الثوار في سوريا.

وقد قفزت تلك المخاوف إلى الواجهة يوم الأحد الماضي، عندما أعلن الأردن أنه ألقى القبض على 11 أردنيا كانوا يخططون لاستخدام أسلحة تم الحصول عليها في ساحات المعارك السورية للهجوم على السفارة الأميركية وأهداف أخرى في عمان.

وفي وقت لاحق، ذكر المسؤولون أن جنديا أردنيا قتل في تبادل لإطلاق النار مع مسلحين كانوا يحاولون دخول سوريا.

ويقول الطحاوي وأمثاله من دعاة الحرب الجهادية إن 150 أردنيا على الأقل يقاتلون في سوريا مع جبهة النصرة، وهي جماعة مسلحة لديها صلات بتنظيم القاعدة.

وقد تم إلقاء القبض على عناصر مسلحة أخرى من الإسلاميين المتشددين (الذين يعرفون هنا باسم الجهاديين السلفيين) في إطار المحاولات التي يقوم بها الأردن، بمساعدة أميركية، لتقوية الخط الحدودي القابل للاختراق الذي يمتد لمسافة 230 ميلا مع سوريا.

ولا تعتبر الأرقام ذات أهمية كبيرة، إلا أن الأردن بصفته جارا أضعف وأصغر حجما يخشى من احتمال أن تتسلل الحرب السورية عبر حدوده، كما يشعر بالقلق من أن يدفع تدفق عناصر المجاهدين على سوريا نظام الأسد إلى الانتقام من عمان.

وقد استقبل الأردن ما يزيد على 200 ألف لاجئ سوري، كما حث الملك عبد الله الثاني الأسد على التنحي، إلا أن الأردن ما زال يحتفظ بصلات رسمية مع دمشق، بينما يتطلع في قلق إلى نوعيات الضربات التي وجهتها سوريا عبر الحدود إلى تركيا شمالا والتي تتهم بالتنسيق لها في لبنان غربا.

ولكن الأمر الذي يعد مدعاة للمزيد من القلق بالنسبة للأردن هو أن الجهاديين الأردنيين أنفسهم قد ينقلبون على حكومتهم في وقت لاحق.

يقول محمود ارديسات، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في أكاديمية الملك عبد الله الثاني للدراسات الدفاعية: «من وحي التجربة العراقية والأفغانية، فقد ينقلب هؤلاء الأشخاص على الأردن".

لقد وقع هذا الأمر من قبل بالفعل، حيث أكد أبو مصعب الزرقاوي، وهو الإرهابي المولود في الأردن والذي قاد المتمردين التابعين لـ"القاعدة" في دولة العراق المجاورة، مسؤوليته عن التفجيرات التي وقعت في ثلاثة فنادق في العاصمة الأردنية عمان في عام 2005 والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 60 شخصا.

يذكر أن أبو مصعب الزرقاوي قد لقي مصرعه على أيدي القوات الأميركية في العام التالي.

ولكن التعامل مع الجهاديين السلفيين يعتبر مهمة دقيقة في بلد مثل الأردن منحهم وغيرهم من قوى المعارضة فضاء سياسيا واسعا منذ الاحتجاجات التي بدأت خلال ثورات الربيع العربي، فالسلفيون ينظمون باستمرار مظاهرات واجتماعات حاشدة، على غرار "مسيرة تشييع الشهداء" التي أقيمت في مدينة إربد، كما تحظى الانتفاضة السورية بتأييد واسع بين الأردنيين.

وخلافا لما حدث في العراق (حيث قاتل مئات الجهاديين الأردنيين ضد القوات الأميركية) يهدف الجهاديون هذه المرة إلى محاربة نظام يناصبه الأردن نفسه العداء.

يقول سميح المعايطة، المتحدث باسم الحكومة الأردنية: "نحن نحترم الحقوق الأساسية لكل مواطن بصرف النظر عن انتمائه الآيديولوجي، ولكن دخول بلد مجاور وزعزعة الاستقرار ليس من هذه الحقوق".

شكا السلفيون الأردنيون الذين يؤكدون أن غايتهم الرئيسية هي توحيد المسلمين في دولة إسلامية واحدة، في بعض المقابلات، مما وصفوه بحملات التضييق والاعتقالات التي تقوم بها السلطات الأردنية. يقول موسى عبد اللات، وهو محام من عمان يمثل السلفيين، إنه تم اعتقال العشرات من الأشخاص من دون توجيه تهم لهم.

يؤكد زعماء السلفيين أن عمليات الاعتقال قد كرست من قناعتهم بأن الأردن ما هي إلا دمية تحركها الولايات المتحدة الأميركية التي تعمل على دعم النظام السوري لمنع سيطرة الإسلاميين.

وفي بعض المقابلات التي تم إجراؤها قبل المخطط التفجيري المزعوم الذي تم الإعلان عنه يوم الأحد، أصر السلفيون الجهاديون على أن الرأي القائل بأنهم قد يقومون لاحقا بمهاجمة الأردن هو محض دعاية يغذيها نظام الأسد، ويؤمن بها الغرب، وتستغلها الحكومة الأردنية في اضطهاد الإسلاميين.

وقال القيادي الجهادي البارز سعد الحنيطي إن الجهاديين "لن يمثلوا أبدا تهديدا على الأردن.. الأمر كله مجرد أساليب للتخويف".

في هذه الأثناء، لا يبدي السلفيون ما يشير إلى تخليهم عما يسميه قادتهم دعوات تشجيعية، وليس تجنيدا، لمقاتلي جبهة النصرة الأردنيين. وفي شهر (شباط) الماضي، أصدر محمد الطحاوي فتوى يدعو فيها المسلمين لتقديم المساعدات المالية والعسكرية لإسقاط الأسد، الذي قال إن قوى خارجية "اشترته" لحماية أمن إسرائيل واستقرارها..

يؤكد الجهاديون على وجود وفرة من المتطوعين للجهاد في سوريا، ليس من بين الأشخاص المخضرمين الذين قاتلوا في العراق وأفغانستان، وإنما من جيل جديد من الجهاديين.

وأوضح مسؤول أمني أردني أن تدفق المقاتلين بأعداد محدودة، لكنها آخذة في التصاعد، دفع الأردن إلى تعزيز قواتها على الحدود، حيث جرى تعزيز قوات حرس الحدود بقوة عمل جديدة تتألف من نحو 150 جنديا أميركيا تعمل مع الأردن لمراقبة الأسلحة الكيماوية السورية ومساعدة اللاجئين. وأوضح المسؤول أنه لم يتم اعتراض أسلحة ثقيلة على طول الحدود، لكن ذلك مثار قلق.

ويقول المسؤول الأردني: "تشكل الحدود السورية - الأردنية في الوقت الراهن خط دفاعنا الأول والأخير".

وقال عن سوريا: "هناك سبب وجيه للقلق من أنهم إذا ظنوا أننا فشلنا في مهمتنا في تأمين الحدود، فسوف يفعلون الشيء نفسه، بشن هجوم لإثارة الشارع الأردني”.

ويقول الأردني الذي قدم نفسه باسم أبو وليد، وهو رجل طويل يبلغ من العمر 38 عاما يعمل مدرسا في مدرسة ابتدائية، إنه أراد قتال القوات الأميركية في العراق وأفغانستان، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الاعتقال والسجن، غير أنه مع احتدام الصراع في سوريا بعد 19 شهرا، بدت مذابح الأسد للمدنيين دعوة جديدة للسلاح وفرصة لخوض الجهاد دفاعا عن الإسلام.

وفي مقابلة شخصية معه في منزله في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينية خارج العاصمة عمان، قال "أبو وليد" إنه سافر هو وخمسة أردنيين في شهر (آب) الماضي عبر الحدود إلى مدينة درعا السورية، وإنهم انضموا إلى شباب آخرين من ليبيا واليمن وغيرهما من البلدان العربية للقتال إلى جانب كتائب "جبهة النصرة”. وأشار أبو وليد إلى أن هؤلاء الأفراد لم يكونوا مدربين على القتال، وأن العمليات التي كانوا يقومون بها كانت "فوضوية”.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

Alpha24-10-2012

حيهم النشامى، الله يعطيهم القوة
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.