• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

خمسة أسباب للتراجع عن قرار إلغاء التوقيت الشتوي

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-10-29
1681
خمسة أسباب للتراجع عن قرار إلغاء التوقيت الشتوي

  هاني الهنيدي - سؤال طغى على معظم لقاءات عيد الأضحى: ماذا كان وراء قرار تثبيت التوقيت الصيفي في الشتاء والصيف؟ كان هناك شبه إجماع بين الناس، الذين قلما يجتمعون على شيء هذه الايام، على الاستغراب والاستهجان لهذا القرار. فمن قائل أن "الفاضي بعمل قاضي" إلى المتفلسف الذي رأى أن الهدف الحقيقي هو إلهاء الناس. أما الشعور الغالب على الجميع فقد كان عدم الفهم أو التفهم. مهما كان السبب الحقيقي وراء هذا القرار فإنه، أي القرار، لا يبدو أنه سوف يؤدي إلى ما قصد مشرّعه.

أولا: كما بيّن العديد من الكتاب فإن توقيت شروق الشمس حسب القرار الجديد سوف يكون بين الساعة السابعة إلا عشرة دقائق صباحا يوم بدء تنفيذ القرار ليصل إلى الثامنة إلا ربعا في ذروة الشتاء. وسنجد أبناءنا وبناتنا ليس فقط يستيقظون للذهاب إلى المدرسة، ولكن أيضاً يقفون في الشوارع انتظارا للحافلات التي تحتاج إلى ساعتين من التجوال قبل الوصول إلى المدرسة، في ظلام دامس. سمعنا من قال إن هذه القضية يمكن حلها بسهولة بتأخير بداية الدوام المدرسي إلى التاسعة. ربما يكون هذا حلاً. ولكن عندها سنسمع شكوى مُرّة من الموظفين الذين بات عليهم أن يوصلوا أولادهم إلى المدرسة ساعة كاملة بعد بداية دوامهم هم في الساعة الثامنة. هل نعالج هذه المشكلة مرة أخرى بتأخير بداية الدوام الرسمي إلى التاسعة؟ هل نقص القدم لتتناسب مع الحذاء الضيق؟ إن تغيير الدوام في المؤسسات والمدارس هو اعتراف ضمني بخطأ قرار التوقيت الجديد. 

ثانياَ: شتاء الأردن يتصف بالبرودة الشديدة في الصباح. والجميع، وبخاصة من لا يملك وسائل التدفئة الحديثة وهم الأغلبية من أبناء شعبنا، ينتظر الشمس لتمنحهم بعض الدفء. إن تعريض أبنائنا لبرد الصباح في البيت وفي المدارس غير المهيأة للتعامل مع هذا البرد، يسبب هبوط المناعة وبخاصة عند الاطفال وقد يرفع فاتورة العلاج الصحي. وتشير تجارب الدول الأخرى إلى انتشار الاكتئاب وزيادة حالات الانتحار في دول الشمال حيث يترك الناس منازلهم في الظلام ويعودون إليها في الظلام. إن الأثر النفسي الإيجابي للاستيقاظ مع بداية ضوء الفجر ومغادرة المنزل في الصباح المنور هو نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى علينا، ولا سبب لتبديدها أو حرماننا منها. 

ثالثاً: هناك من قال أن الهدف هو تخفيف أزمة السير، ولا أدري كيف سيكون ذلك إلا إذا كان صاحب القرار يتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى تخفيض حجم قوة العمل أو عدد الراغبين في الدراسة بسببه. إن تقصير فترة الإعداد للخروج في الصباح ستؤدي بالضرورة إلى أن يترك الناس منازلهم في نفس الوقت تقريباً مما يساهم في زيادة الازدحام المروري. كما زعم آخرون بأن القرار سيؤدي إلى توفير الطاقة. عجباً، ألم تكن هذه الحجة هي ذاتها التي استعملت لتبرير استخدام توقيتين مختلفين للصيف والشتاء؟ يقيني أن الأثر سيكون العكس تماماً. فإن العائله تحتاج في الصباح البارد المظلم إلى أضعاف الطاقة التي تحتاجها في المساء. وبهذا يتوقع أن يزيد استهلاك الطاقة عن مستواه في السابق، وفي زمن أزمة الطاقة التي نعيشها.

رابعاً: تاريخيا وجغرافيا ينتمي الأردن إلى إقليم كان أغلبه قبل ما يقل عن مئة عام عبارة عن ولاية واحدة داخل دولة واحدة. فما الحكمة أن يتبنى الأردن توقيتاً منفصلا عن إقليمه وهل يعقل أن يغير المرء ساعته عند الذهاب من الرمثا إلى درعا، وعند الطيران لمدة أربعين دقيقة إلى بيروت أو الطيران لدقائق أكثر قليلاً إلى القاهره؟ إن الانتماء إلى الإقليم الجغرافي زمنياً في هذه المسألة هو قضية عملية حياتية مهمة لا يجوز الاستخفاف بها.

خامساً: إن أي قرار حكومي غير مفهوم من عموم الناس والذي يتخذ بدون مقدمات وقبل عطلة الصحف بساعات ليطبق في نفس يوم صدور هذه الصحف ، يعزز حالة عدم الثقة بقرارات السلطة التنفيذية ويشي بغياب المؤسسية في اتخاذ القرار. وسوف يكون لهذا أثر سلبي على قبول قرارات حكومية مستقبلية نعلم جميعا الحاجة إلى اتخاذها ومنها قرارات التصحيح الاقتصادي. فالقرار يبدو وكأنه لم يدرس من حيث أثره على حياة المواطن وعلى عمل المؤسسات العامة والخاصة. ورأى الناس في الارتباك الذي أصاب هذه المؤسسات وبخاصة الملكية الأردنية دليلاً على أن من اتخذ القرار لم يدرس تبعاته أو لم يعبأ بها. وقد تنسحب هذه القناعة على تقييم الناس لجل القرارات المستقبلية التي ستضطر الحكومة إلى اتخاذها فتزيد من مقاومتهم لها. 

وحيث أثق بحكمة وعقلانية الصديق الدكتور عبدالله النسور فإنني آمل منه أن يطلب من المعنيين إعادة دراسة هذا القرار بشكل كامل وسريع. ولا أرى غضاضة في التراجع عنه إذا كان في ذلك مصلحة للوطن والمواطن. فرئيس الوزراء يتمتع بالقدرة القيادية والعقلانية لاتخاذ القرار الصائب ولا تنقصه الشجاعة لذلك. وإذا ما ارتأى نتيجة الدراسة ضرورة توحيد التوقيت على مدار السنة، وقد لا اختلف معه في ذلك، فمن الأجدر اعتماد التوقيت الشتوي لأنه التوقيت الأصلي والمناسب لموقعنا الجغرافي في العالم.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

ابوزيد30-10-2012

اقول للاخ عبدالله اللي عمل في الخليج احنا هون في الاردن مش في الخليج الوضع الطبيعي في الوقت هو التوقيت الشتوي وليس الصيفي اذا نحن غيرنا من الواقع البيولوجي للانسان في الاردن اما في الخليج فهم طبعا سابقين بساعه حسب شروق الشمس هكذا اصبحنا سايقين اوروبا ساعتين
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

مواطن30-10-2012

إذا الحكومة مو قادرة تاخذ قرار في هيك موضوع، وترى أن ابقاء الوضع كما هو عليه هو الحل وبدون عمل أي دراسة أو حكة مخ، ماذايجب أن نتوقع منها في الأمور الحاسمة والحرجة، كيف سيكون تصرفها وكيف ستكون قراراتها
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

مواطن30-10-2012

إذا الحكومة مو قادرة تاخذ قرار في هيك موضوع، وترى أن ابقاء الوضع كما هو عليه هو الحل وبدون عمل أي دراسة أو حكة مخ، ماذايجب أن نتوقع منها في الأمور الحاسمة والحرجة، كيف سيكون تصرفها وكيف ستكون قراراتها
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

عبدالله29-10-2012

كل الاسباب بلا اي معنى للذي يفكر صحححححححححححح
انا عشت بالخليج وكان اللي يتعير بس اوقات الدوام للعمل والمدارس والجامعها اي الناس يأقلموا الوقت وليس الوقت يتاقلم معهم، وكلها اسباب معناها الكسل والجمود وقلة النشاط ، فعلا شعوب نايمة .
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.