• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

سوريا : الأردن اقترب كثيراً من فوهة البركان

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2013-04-05
1746
سوريا : الأردن اقترب كثيراً من فوهة البركان

  قالت صحيفة "الثورة" السورية، المؤيدة لنظام الرئيس بشار الاسد، إن "الأردن اقترب كثيراً من فوهة البركان رغم اعتماده سياسة الغموض المزدوج بتعامله مع الأحداث الدائرة في سورية".

وتطرقت الصحيفة في افتتاحيتها الى الدور الأردني في الأوضاع داخل سورية، مشيرة الى "تزايد التسريبات الأميركية عن الدور الأردني  (بشأن) تعاون المملكة مع الولايات المتحدة، وبالتحديد في تدريب الإرهابيين ومن ثم تسهيل دخولهم إلى سورية، وعن معسكرات التدريب الثابتة والمتنقلة داخل الأراضي الأردنية".

كما تناولت الصحيفة في افتتاحيتها التي حملت عنوان "الدور الأردني حين يذوب الثلج" زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للمنطقة، وقالت "ربما كان لها علاقة بهذا الأمر"، متسائلة "لماذا تحشر الإدارة الأميركية الأردن في الخانة الضيقة بتلك التسريبات؟".

وقالت الصحيفة إن "الأردن اعتمد سياسة الغموض المزدوج .. في الرسائل التي اعتاد على إيصالها من خلف الستار ومن تحت الطاولة وفوقها ، لكنه اليوم يلمس عن قرب معنى الغرق في الفوضى".‏

وأضافت: "ورغم النفي الرسمي الأردني لكثير من التصريحات والمعلومات وبعضها موثق، فإن محاولة إطفاء شرارة التسريبات لا تتيح له المضي في لعبة الغموض إلى النهاية لأنه اقترب كثيراً من فوهة البركان".

وفيما يلي نص الافتتاحية 

تتزايد التسريبات الأميركية عن الدور الأردني، وتُسلط الصحافة الأميركية المزيد من الأضواء على تعاون المملكة الهاشمية مع الولايات المتحدة الأميركية، وبالتحديد في تدريب الإرهابيين، ومن ثم تسهيل دخولهم إلى سورية، وعن معسكرات التدريب الثابتة والمتنقلة داخل الأراضي الأردنية.‏

قد يبدو طبيعياً هذا الحديث، لو أن الامر اقتصر على ما يتم تداوله في وسائل الإعلام، لكن حين يتقاطع مع معطيات على الأرض فإن الإجابات المتداولة، وخصوصاً التقليدية منها، لا تكفي للإجابة عن كل الأسئلة، وفي مقدمتها.. لماذا تحشر الإدارة الأميركية الأردن في الخانة الضيقة بتلك التسريبات، وكيف يمكن تفسير هذا التلويح بورقة يعرف الأردنيون أكثر من غيرهم ما فيها وما يعنيه تسريبها في الصحافة الأميركية من دلالات لقراءة توجّه صانع القرار الأميركي؟!‏

في المبدأ، لن يختلف أحد على أن زيارة الرئيس أوباما للمنطقة لم تكن خارج حسابات البيدر الأردني، وكان حصادها المباشر ربما قد صبّ في القناة الأردنية، بالدور والمهمة المحدثة التي تقتضيها الاستراتيجية الأميركية في حلتها الجديدة, وجاءت أغلبية المقاربات المقدمة لتحاكي بعض التفاصيل المنضوية تحت سقفها، ووفق معطياتها.‏

لكن على المقلب الآخر كانت ثمة مفاتيح ضائعة، يصعب دونها فهم «الشيفرة» الأميركية لتسويق الدور الأردني، ومن العسير تفسير بعض الظواهر الطافية على السطح من دون التعرف على الضوابط التي تحكم عمل تلك المفاتيح، وهذا ما يمكن تلمّسه في المعطيات الأولية لهذه الحملة من التسريبات المتعمّدة والتي تقدم رسائل واضحة لا نعتقد أن «الأشقاء» الأردنيين يحتاجون لكثير من الجهد لفك رموزها.‏

فالأردن الذي اعتمد سياسة الغموض المزدوج والذي اقتضى أدواراً تشابه ازدواجية المواقف التي أفصح عنها، كما فرضت ازدواجية في الرسائل التي اعتاد على إيصالها من خلف الستار ومن تحت الطاولة وفوقها، لكنه اليوم يلمس عن قرب معنى الغرق في الفوضى، والتي لا تحتاج حتى إلى عود ثقاب لتشتعل في كل الاتجاهات، ويتوافر لديها ما يكفي من شرارات عابرة للحدود أو ضامرة في الداخل الأردني.‏

ورغم النفي الرسمي الأردني لكثير من التصريحات والمعلومات وبعضها موثق، فإن محاولة إطفاء شرارة التسريبات لا تتيح له المضي في لعبة الغموض إلى النهاية لأنه اقترب كثيراً من فوهة البركان، حين بدت أصابع مخابراته تغوص في المغطس المعدّ أميركياً والممول خليجياً.. ترغيباً كان أم ترهيباً، ولا نعتقد أنه قد غاب عن ذهن السلطات الأردنية ماذا يعني ذلك التهديد، ولا مفاعيل هذا الترغيب.‏

وفي الحالين، وجد الأردن نفسه داخل لعبة شد الخيوط، التي تحدّ من مساحة خياراته، وقد دخل إليها برجليه، وفي ظرف لا يسمح له باللعب في ملعب الآخرين، إذ تقف على الشرفة الموازية لها الرسائل الأميركية المشفرة، تارة في التسريبات الصحفية عن دوره، وتارة في مقاربات زيارة الرئيس أوباما ومفاعيلها اللاحقة، والتي تقتضي الافصاح عن دوره قسراً أو طواعية.‏

المعضلة أن الأردن أدمن على قراءة الرسائل المشفرة تلك كما يريدها الأميركيون.. واعتاد على فهم ما تحتويه سطورها من أوامر عمليات، لكنه في الرسائل المباشرة القائمة على وضوح في تحديد المسار ترتبك حساباته، وتضيف المزيد من التعرج على خطواته، وما ضاعف منها أن السوط القطري -السعودي يعيد خلط الأوراق الأردنية وتقاطعاتها مع الرسائل الأميركية الممهورة بأصبع إسرائيلي, لم يتوقف عن شد الخيوط على العنق الأردني.‏

قد لا يكون الدور الأردني بحاجة إلى رسائل أميركية كي تتّضح أبعاده، لكنها في الموضع الحالي والطريقة التي تدار فيها, تفتح الباب على مصراعيه أمام كرة ثلج تدحرجت حتى النهاية, وحين يذوب الثلج وتظهر حقيقة ما علق، فإن الجمع بين مقتضيات وأحكام الدور الأردني المفتوح منه والمشفر، سيزيد من ارتدادات ما زرعته سنوات «الخدمة» - المحسوبة منها وغير المحسوبة - في مشروع بات من الصعب منع شرارات اشتعاله من عبور الحدود!!.‏

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.