• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

استعراض الحسيني يفجر الخلافات داخل الاسلاميين

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2013-04-24
1309
استعراض الحسيني يفجر الخلافات داخل الاسلاميين

 مرة اخرى تظهر التباينات بل والخلافات داخل الحركة الاسلامية حول اساليب ونهج ادارة ملف الاصلاح ومجمل القضايا الوطنية.

 

فالخلاف موجود واقرت به قيادات الحركة غيرة مرة, وهو امر صحي وضروري لتقويم المسيرة بمجملها ان وجد الادوات السليمة للتعبير عنه. وربما يكون, هذا الخلاف, احد الوسائل الديمقراطية لتقوية الحركة وزيادة تناغمها مع المطالب الشعبية.

 

الخلاف ظهر هذه المرة في موقف القيادي البارز في الحركة الدكتور رحيل الغرايبة حينما جاهر بمقالة صحفية عن رأيه بضرورة اعادة تقويم مسيرة اكثر من عامين من الحراك الشعبي وصولا الى ابتداع اساليب جديدة تبتعد عن الاستعراض والسطحية. كما يقول الغرايبة.

 

اهمية الرأي الذي يطرحه الغرايبة تكمن في حالة التصعيد التي يضغط باتجاه تبنيها تيار الصقور في الحركة الذي نجح الجمعة الماضية في اشاعة جو من القلق بل والخوف في اوساط الجماهير حينما عمد الى الاستعراض المكشوف في شوارع العاصمة بتنطيمه استعراضا شبه عسكري في مسيرة المسجد الحسيني وسط عمان.

 

والواضح ان هذه الاستعراض اعاد تفجير الخلافات داخل الحركة الاسلامية. اذ يتضح من مقالة الدكتور الغرايبة رفضه لهذا الاسلوب في التعاطي مع مطالب الاصلاح, ويراه اسلوبا سطحيا استعراضيا لا ينتج مخرجات مفيدة للوطن وابنائه.

 

فهو يقول انه "بعد مرور ما يزيد على عامين من التفاعل والحراك المجتمعي الواسع، نحن جميعاً بحاجة ماسة الى وقفة تقويمية جادة، تتناول كل الأساليب والطرق التقليدية السابقة التي تم استعمالها والتي تفتقر الى الفعالية المؤثرة المطلوبة، بطرق علمية منهجية مدروسة، تبتعد عن أساليب الاستعراض وتخلو من السطحية".

 

بل انه يرى, اي الغرايبة, ان مبادرة بسيطة كالتي اقدم عليها الطلبة الماليزيون في جامعة اليرموك حين بادروا الى تنظيف شارع جامعتهم, "تساوي (100) مسيرة وألف استعراض".

 

وغني عن القول ان الغرايبة لا يمثل نفسه فحسب داخل اطر الحركة, بل هو يعبر عن وجهة نظر تيار واسع فيها.

 

وتاليا نص مقال الدكتور الغرايبة الذي جاء تحت عنوان "نحن بحاجة إلى نوع آخر من الرسائل":

 

 

 

المجتمع الأردني بحاجة الى رسائل أخرى مختلفة مضموناً وقيماً وأهدافاً، وأكثر احتراماً للعقل، وأقدر على تحقيق الكسب الجماهيري، وأحسن أداءً، وتترفع عن مستوى الأداء "البلطجي"، وتبتعد عن المظاهر القشورية والسلوكات السطحية والالعاب البهلوانية.

 

نحن بحاجة الى رسائل ذات مضمون حضاري راق ٍ، تحمل أفكاراً مدروسة، وتقدم حلولاً معقولة، وتسدي نصائح مخلصة، وتصوغ تصورات واقعية منطقية، تحظى بالقبول العام، وتطرح بدائل ذكية ومقنعة، تُشعر المواطنين بالثقة والطمأنينة والأمن المستقبلي، على وطنهم ومقدراتهم ومستقبل أبنائهم.

 

الجمهور الأردني أحوج ما يكون الى جهود وبرامج عملية واضحة، تعالج نوازع الفرقة بين مكونات المجتمع، وتطفئ نار الفتنة، وتشعل الحماسة في نفوس الشباب نحو خدمة الوطن، والانخراط في مشاريع البناء والتنمية، في أغلب الأحياء والقرى، وفي مختلف المناطق المهمشة، واقتراح المبادرات الطوعية التي تسهم في حل المشكلات الكثيرة والعديدة والمتفاقمة، على كل الأصعدة وفي المجالات المختلفة.

 

نشعر بالحاجة الجماعية الملحة نحو التغير والاصلاح الوطني الشامل، وفي الوقت نفسه نشعر بالحاجة الأشد نحو امتلاك أدوات التغير وامتلاك أوراق القوة الجمعية، الملتزمة بالنهج السلمي العقلاني، الذي يتميز بالعمق الفكري وقوة الطرح وبعد النظر، والترفع فوق السفاسف، والبعد عن تسطيح المسائل.

 

ينبغي أن نعلم أن المجتمع الأردني مجتمع واع ٍ، ومثقف ويختزن كفاءات كثيرة، وعقول ناضجة، وعزائم متوقدة، وفي الوقت نفسه لديه انتماء عميق لتراثه الحضاري وهويته الثقافية الاسلامية، ولديه حس قومي عروبي متقدم، يحتاج الى احترام وتفهم وحسن تعامل، ويحتاج الى طرح المفهوم الواسع للإسلام والفكر السمح المعتدل، الذي يحارب التعصب المقيت، والطرح الضيق المتزمت، ويبتعد عن الغلو والفظاظة والغلظة التي تنفر الناس وترعبهم وتملأ نفوسهم توجساً وقلقاً.

 

ينبغي الحرص على ذلك السلوك السياسي الذي يصنع المشاركة ويحقق التعاون المثمر بين أفراد المجتمع ومكوناته من أجل صياغة قوة مجتمعية موّحدة على رؤية اصلاحيَّة توافقية، قادرة على الانتقال بالأردن نحو الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، المزدهرة، القادرة على تحقيق العدالة والأمن والرفاه واقتصاد الكفاية من خلال الاستثمار في الانسان الأردني المتميز.

بعد مرور ما يزيد على عامين من التفاعل والحراك المجتمعي الواسع، نحن جميعاً بحاجة ماسة الى وقفة تقويمية جادة، تتناول كل الأساليب والطرق التقليدية السابقة التي تم استعمالها والتي تفتقر الى الفعالية المؤثرة المطلوبة، بطرق علمية منهجية مدروسة، تبتعد عن أساليب الاستعراض وتخلو من السطحية.

الاصلاح الحقيقي بحاجة الى جهد متواصل وعمل دؤوب وتدريب وتأهيل مستمر من أجل توضيح الرؤية وانضاج الطروحات النظرية، وتقديم المشاريع العملية والانخراط في المبادرات الطوعية التي ترفع من سوية الفهم وتكسب الأفراد المهارات المطلوبة والقدرات العملية التي تتبنى منهج إشعال الشموع وتتخلى عن أسلوب لعن الظلام.

 

لقد هالني منظر الطلبة الماليزيين الذين استيقظوا باكراً وبدأوا بعد صلاة الفجر بالقيام بحملة تنظيف شارع جامعة اليرموك في أربد، بطريقة منظمة، بعيداً عن الضجيج الاعلامي والعمل الاستعراضي، ليعلّموا أبناءنا وشبابنا معنى الانتماء والولاء الحقيقي، وكيفية التعبير عن حب الأوطان بطرق عمليّة، بعيداً عن الزيف والتملق والنفاق والرياء، وأعتقد أن هذه الحملة التي قام بها الطلبة الماليزيون المغتربون تساوي (100) مسيرة وألف استعراض.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.