• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

"بركة الموت" تلتهم سبعة أشخاص خلال ثلاثة أشهر بينهم أربعة أشقاء

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2013-05-05
1057

 انضم الشقيقان عمر حاتوقاي (28 عاما) وحسن (24 عاما) أول من أمس، إلى سلسلة ضحايا بركة الموت؛ المعروفة بماء ماعين الزرقاء وتصب في البحر الميت، في حادث هو الثاني خلال أسبوعين، إذ سبق أن قضى في البركة، الشقيقان منتصر أموم (26 عاما) وأحمد (24 عاما).


ومنذ بداية العام وحتى الآن؛ قتلت هذه البركة سبعة أشخاص، بينهم حالتا غرق لشقيقين من أسرتين مختلفتين، إلى جانب ثلاثة آخرين من أصل 13 قضوا في حوادث غرق مختلفة في مواقع مائية خطرة بالمملكة منذ بداية العام.

شهود عيان؛ أكدوا أنهم شاهدوا عبدالله (21 عاما) شقيق الأخوين حاتوقاي، يحاول جاهدا إنقاذ شقيقيه؛ عمر وحسن، لكنه كاد أن يلحق بهما، لولا وصول مجموعة سياحية تطلق على نفسها اسم “المغامرون”، اعتادت الحضور للبركة، وعادة ما تكون مجهزة بمعدات غوص، وقد تمكنوا من انقاذه وانتشال جثتي شقيقيه وإبلاغ الدفاع المدني بالحادث.

المشهد ذاته الذي عاشه عبد الله حاتوقاي، هو ذاته الذي عاشه “مهند أموم (35 عاما) عندما غرق شقيقاه منتصر وأحمد.

ولفت مهند في حديث لـ”الغد” إلى أنه توجه مع شقيقيه المرحومين إلى منطقة البركة، بعد سيرهم في منطقة شديدة الوعورة على الأقدام لنحو 7 كيلو مترات، قاصدين منطقة البركة بهدف السباحة، ولما تتميز به من جاذبية ولوجود شلال يصب فيها.

وحسب مهند؛ فإن شقيقه أحمد نزل في البداية للبركة، وما هي إلا لحظات حتى اختفى، وقال “نزلت للبركة أبحث عن أخي، لكني لم أعثر عليه، فلحق به منتصر، للبحث عنه أيضا، لكن سرعان ما اختفى هو الآخر”.

وتابع بينما عيناه تغرورقان بالدموع “بدأت البحث عن شقيقي في أعماق البركة، إلى إن امتلأت رئتاي بالماء، وكدت أغرق، لكن محاولات صديق لي لإنقاذي، ساعدتني على النجاة”.  

المنطقة المحاذية للبركة وعرة للغاية، ويتخللها سيل ماء ساخن، ومجموعة برك وعوامات خطرة، وفق مدير إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني العقيد فريد الشرع.

وأشار الشرع إلى أن حوادث الغرق؛ تعتبر من أخطر الحوادث، وامكانية نجاة الضحايا منها تكاد تكون ضئيلة.

وفي وقت شيعت فيه عائلة حاتوقاي جثماني ولديها الى مقبرة بمنطقة وادي السير، فإن عائلة أموم، التي لم يندمل جرحها، وما تزال تبكي ولديها، تعتزم مقاضاة الجهة المسؤولة عن البركة.


وقالت المصادر إن “البركة التي قضى فيها خمسة أشخاص، ناهيك عن شرطي يرافق سياحا إسرائيليين قبل شهرين، قضى في بركة مجاورة لها، محاطة بشيك ويقوم عليها حارس، ولا يتم الدخول إليها إلا بتصريح خاص، لكن ضحاياها، كانوا لا يحملون تصريحا، مرجحا “أنهم ربما تسللوا إليها”.


ووفقا لمصادر الدفاع المدني؛ فإن عمق البركة التي اعتاد أن يقصدها المغامرون الشباب، يصل إلى متر ونصف المتر، وتحتوي في داخلها على حفرة طينية موحلة، يصل عمقها إلى ثلاثة أمتار، ولا يعرف الضحايا عنها إلا عندما ينزلقون فيها، ليلاقوا حتفهم، محذرة من خطورة البركة.

وأكد العقيد الشرع أن هذه ليست بركة مستقلة، وهي تحتوي على مجموعة عوامات وبرك خطرة.

وقضى العام الماضي 38 شخصا في حوادث غرق متفرقة، شهدتها مناطق مختلفة من المملكة، وأصيب في هذه الحوادث 44 شخصا، أثناء رحلات ترفيهية للمواطنين إلى أماكن تجمعات المياه، فيما قضى حتى الآن خمسة وأصيب اثنان منذ مطلع العام الماضي.

المديرية العامة للدفاع المدني، أكدت ضرورة أن تتم الرحلات المدرسية والعائلية في ظل أجواء آمنة، لا تشوبها أي حوادث أو مخاطر قد يتعرض لها المواطن في حال غياب عوامل الحيطة والحذر، وعدم اتخاذ إجراءات وقائية في هذه المواقع.

وبينت أن معظم حوادث الرحلات، تنتج عن سلوكيات خاطئة وتصرفات عفوية، أو مقصودة أحياناً، بدافع الفضول وروح المغامرة، خصوصا في حوادث الغرق، التي يتعرض لها بعضهم في حال المخاطرة والاستهانة بمتطلبات السلامة خلال هذه الرحلات.

وكثف الدفاع المدني حملاته في هذا السياق؛ عبر اتخاذ إجراءات وقائية واحترازية، وتركيز على الحملات والبرامج التثقيفية لتعزيز المواقع التنزهية بآليات وكوادر قادرة على تقديم المساعدة للمواطن عند طلبها، خصوصا في مجال الخدمة الإسعافية، أو إنقاذ الغريق في المواقع والمسطحات المائية، التي تقع فيها مثل هذه الحوادث.

واستعرضت إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي؛ بعضاً من أنواع الحوادث، بخاصة تلك التي تقع للأطفال في حال غياب الرقابة من قبل الأهل، أو من المدرسين والمرافقين والمشرفين على الرحلات، لا سيما في المواقع المائية الخطرة.

وأوضحت أنه تقع على عاتق هؤلاء مسؤولية كبيرة في اختيار المواقع الآمنة للتنزه.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.