القصة الكاملة لتهريب السلاح من الاردن

 تقول صحيفة 'ذي تايمز' البريطانية في تقرير بعثت به مراسلتها شيرا فرينكيل: ان الثوار السوريين اصبحوا في وضع لا يمكنهم من مواجهة الاسلحة بعيدة المدى التي تستخدمها قوات نظام الاسد في معركة حمص. وقالت ان الثوار استخدموا معظم الصواريخ التي وصلتهم ضد الدبابات بينما لا تزال شحنات اسلحتهم في مستودعاتها يصعب عليهم الوصول اليها. وفيما يلي ما جاء فيه:

تتراكم الاتربة على صناديق الاسلحة المقرر ارسالها الى الثوار السوريين وهي داخل مستودع ابو محمد في طابق سفلي تحت سطح الارض قرب الحدود الاردنية، محصورة هناك فيما يجاهد سكان مدينة حمص في مواجهة نظام الاسد.

وقال ابو محمد، الذي يعمل في تهريب الاسلحة عبر الحدود الاردنية الشمالية مع سوريا 'مضت اسابيع لم نتمكن خلالها من نقل هذه الاسلحة من مكانها. فهي هناك وقد فقدت أهميتها. وهناك اناس في الداخل (أي في سوريا) يموتون، وليس في مقدورنا ان نساعدهم'.

كانت قوات الثورة السورية تستعد لتحقيق النصر قبل اشهر قليلة، لكنها اليوم تواجه احتمالات الهزيمة. اذ انه بعد الانتصارات التي حققها النظام في المناطق المحيطة بدمشق وقرب الحدود اللبنانية، فان من المحتمل ان يفقد الجيش السوري الحر سيطرته على مدينة حمص. ويقول الثوار ان من الاسباب الرئيسية لسلسلة النكسات التي اصيبوا بها هو انهم لم يستلموا الاسلحة التي وعدوا بها.

كان ابو محمد (43) عاما قد استنفد كل طرق التهريب التي تعبر الحدود العراقية والاردنية والسورية على مدى عامين، لكنه في الاصل كان يتعامل في الادوية والكاميرات والتلفونات. ثم انتقل الى الاسلحة عندما شاهد مدى شدة العنف في سوريا. وقال: 'ادرك اننا اذا لم نسلم هذه الاسلحة الى الثوار.. فان الوضع سيتحول الى مجزرة'.

وكانت الامم المتحدة قد ذكرت في نهاية الاسبوع ان قوات الرئيس الاسد تستخدم اسلحة بعيدة المدى في حمص، وحذرت من المخاطر التي يواجهها الالاف من المدنيين المحصورين في المناطق التي يسيطر عليها الثوار.

وقال الثوار انه ليس لديهم ما يردون به على المدفعية بعيدة المدى. وقال ابو محمد ان الجزء الاكبر من الصواريخ القليلة المضادة للدبابات التي وصلت اليهم قد استخدم. واضاف ان 'هذا المكان كان مليئا حتى السقف' وهو غرفة بمساحة 9 في 15 مترا 'وهذا ليس الا احد مرافق التخزين'. وقال انه كان بامكانه قيادة سيارته مع الاسلحة حتى الحدود السورية،مع شعور بان الجيش الاردني متعاطف مع قضيته. 'كنا نشعر كما لو ان هناك فرصة لتحقيق النصر'.

لكن تلك ايام مضت وانتهت. وفي ليلة ظلماء لا يضيئها القمر في وقت سابق من هذا الاسبوع، قاد شاحنته حتى الحدود. وكان عليه ان يغير مساره مرتين عندما اشتبه ان دورية للجيش الاردني كانت في موقع قريب.

لكنه قال انه لا يزال هناك جنود متعاطفون، الا ان التعليمات التي اصدرتها الحكومة الاردنية تقضي باتخاذ اجراءات متشددة على تهريب السلاح. والطرق الى حمص كلها مقفلة الان.

وفي مؤشر على ما يمكن ان تحمله الايام القادمة، فان الطلب الرئيسي هذا الاسبوع من ابو محمد يتعلق بالكاميرات والهواتف التي تعمل بالاقمار الصناعية. 'انهم يخشون ان يتعرضوا لمذبحة، ولذا فانهم يريدون ان يشهد العالم ما يعانونه'