• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

أردنيون في السجون السعودية دون تهم والخارجية الأردنية لا تحرك ساكن..أسماء

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2013-07-18
2852
أردنيون في السجون السعودية دون تهم والخارجية الأردنية لا تحرك ساكن..أسماء

  لا نعلم إلى متى سيبقى الأردنيون يشعرون أن لا دولة لهم تساندهم وتحفظ حقوقهم وتحميهم من السجون والمعتقلات عندما يسافرون خارج الحدود سواء لضرورات العمل أو الزيارات أو السياحة؟ يذهب الأردني لبلد ما فيتم رميه بالسجون والمعتقلات دون توجيه تهمة واضحة له او تحويله للقضاء، وتمر عليه السنوات الطويلة في الغربة وهو وراء القضبان يتساءل أين دولته ووطنه لا ينصفه ويتابع ما حدث معه، فلا وزارة خارجية تهتم به ولا مسؤول يكلف نفسه عناء الاستفسار عن الظلم الذي يتعرض له هذا الأردني.

وهذا ما حدث لخمسة مواطنين أردنيين احتجزتهم السلطات السعودية منذ أسابيع وحولتهم للسجن دون وضوح لمصيرهم.

في  التفاصيل، انطلقت قبل أسابيع خمسة ناقلات 'تريلات' من المنطقة الحرة في الزرقاء باتجاه الحدود السعودية لتوصيل ( كسارة / مصنع ) حمولتها من 200 - 250 طن وذلك لتسليمها لتاجر سعودي داخل الأراضي السعودية، ولأن الحمولة ضخمة وثقيلة على ' التريلات ' فكانت تسير ببطء شديد مما جعلها تستمر في الطريق ساعات طويلة قبل وصولها الحدود فارتاح السائقون الخمسة وناموا بالطريق، وعندما ينام أحد وناقلته في  الشارع فهناك فرصة كبيرة لأي كان أن يضع في 'التريلا' ما يريد لتهريبه عبر الحدود دون علم السائق.

وبعد أن انطلقت قافلة 'التريلات' من جديد دخلت اول 'تريلتين' بخير وسلامة، أما الثلاث 'تريلات' الأخرى تأخروا كثيراً بختم أوراقهم من الدوائر السعودية المختصة لدى الجانب السعودي من الحدود، وعندما طال انتظار سائقي 'التريلتين' اللتين دخلتا في البداية لزملائهم الآخرين رجعوا للإطمئنان عليهم، فوجدوا أن السعوديين قد اعتقلوا زملائهم الثلاث.

كان سبب الاعتقال هو أن أحد السائقين الأردنيين وهو ' إسماعيل زهرة ' قد لاحظ على ظهر 'التريلا' التي يقودها  ( فردة كوشوك ) أثارت شكوكه لأنه متأكد أنه لم يحملها معه من الأردن، فقام بإنزال ( العجل / فردة الكوشوك ) عن سيارته وعندها شعر أن بداخلها شيء مثير للشبهة، فذهب فوراً إلى مدير الجمارك السعودي المسؤول في الحدود وأخبره بما أثار شكوكه بخصوص ' فردة الكوشوك ' وعدم معرفته ما بداخلها طالباً منه أن يتسلموها ويفحصوا ما بداخلها، وقد فعل ذلك السائق الأردني اسماعيل أبوزهرة وبلغ بنفسه السعوديين ليخلي مسؤوليته عمّا فيها.  

وعندما قام رجال الجمارك السعوديين بفتح ' فردة الكوشوك ' وجدوا فيها 350 ألف - 450 الف حبة كبتاجون، ونتيجة ذلك القوا القبض على السائقين الأردنيين الثلاثة، وعندما وصل السائقون الاثنين الآخرين الذين أرادا الاستفسار عن سبب تأخر زملائهم تم إلقاء القبض عليهم أيضاً، وحدث ذلك رغم ان السائق اسماعيل زهرة هو من بلّغ مدير الجمارك السعودية عن ' فردة الكوشوك ' وطلب تفتيشها والتأكد منها، وأيضاً لماذا يتم القبض على الأربعة سائقين الأردنيين الآخرين رغم أن ' فردة الكوشوك ' التي حملت بداخلها الكبتاجون ليست في سياراتهم وكانوا مجبرين على انتظار بعضهم البعض لأن حمولة جميع ' التريلات ' في بيان جمركي واحد.

السائقون الأردنيون المتواجدون في السجون السعودية الآن على خلفية هذه القضية هم : سائق 'التريلا' التي كانت فيها ' فردة الكوشوك ' إسماعيل زهرة، والآخرون هم ( عبدالقادر أبوميالة، ومجدي شريف الشايب، وأحمد العرجا، ومحمد السعدان،) وهؤلاء الأربعة لا علاقة لهم بما حدث لأن القانون السعودي يحمل مسؤولية أية عملية تهريب لسائق ' التريلا ' التي وجدت بها المواد المهربة وليس لسائقي ' التريلات ' المرافقة الأخرى والتي رافقت تلك 'التريلا' بحكم أنهم يحملون نفس ألات ومعدات مصنع واحد (الكسارة) ببيان جمركي واحد، وبهذا توقيف هؤلاء الأربعة بالذات وسجنهم في السعودية ظلم وبهتان، وحتى سائق 'التريلا' التي كانت فيها 'فردة الكوشوك والبنتاجون' الا يجب أن يعتبر تبليغه بنفسه عن شكوكه حول ذلك 'العجل' دليلاً كافياً لإخراجه من السجن بعد التحقيق معه والتأكد من إفادته؟

ما يثير غضبنا كأردنيين هو إهمال الدولة الأردنية لمواطنيها عندما يقعون بمصيبة في دولة أخرى! فنحن نؤكد أنه على المذنب أن يأخذ جزاءه إذا كان مذنباً أما أن يتم اختفاء المغترب الأردني في دول أجنبية وعربية وبعد أن يبحث عنه اهله بأعجوبة يكتشفون مكانه فإذا هو مرمي بأحد السجون العربية أو الأجنبية دون محاكمة أو حتى توجيه تهمة له؟!

هؤلاء السائقون الخمسة تم إلقاء القبض عليهم يوم دخولهم الأراضي السعودية بتاريخ 18 / 6 / 2013،  واستمروا رهن التحقيق إلى أن تم تحويلهم إلى سجن سعودي بتاريخ 21 / 6 / 2013 ، ولم يعلم أحد من اهاليهم مكانهم أو ما حدث معهم، فقط اختفوا عن وجه الأرض.

وكما أكد السيد حمزة أبوميالة لـ'سرايا' - ابن عم أحد المعتقلين -  أنهم قدموا شكوى واستدعاء إلى وزارة الخارجية يطالبون فيه الكشف عن مصير أبنائهم والمساعدة بعودتهم إلى بيوتهم ووطنهم، إلا أن وزارة خارجيتنا العتيدة اكتفت بان اخبرتهم ' سنتصل معكم لاحقا '!..فاضطر أهالي المعتقلين الأردنيين الخمسة في السجون السعودية إلى استخدام معارفهم وعلاقاتهم في السعودية إلى أن اكتشفوا ما حدث مع أبنائهم.

واستطاع أهالي المعتقلين الأردنيين في السجن السعودي دون مساعدة وزارة الخارجية التي - كعادتها - أهملت الموضوع ولم تتصل مع الأهالي كما وعدتهم، استطاعوا التواصل هاتفياً مع أحد أبنائهم في السجن الذي أخبرهم أنه منذ الأيام الأولى أخبر مسؤول سعودي الأربعة سائقين - باستثناء اسماعيل أبوزهرة - انه سيم الإفراج عنهم خلال يومين والسماح لهم بالعودة لوطنهم لأنه لا تهمة عليهم، فلم يتم ضبط أية مهربات في سياراتهم، ويقول السجين الأردني لأهله عبر الهاتف - الذي سمح به مسؤول سعودي فاعل خير - أنه بعد الوعد بالإفراج عنهم مرت الأيام والأسابيع ولا زالوا قابعين في السجن.

وما يثير المخاوف الحقيقية لدى المعتقلين الأردنيين ولدى أهاليهم أن السجين الأردني أخبرهم أنه وجد في السجن السعودي الكثير من الأردنيين الذين أخبروه أنهم في السجن منذ سنوات طويلة دون أن تتم محاكمتهم ودون أن تسأل عنهم الخارجية الأردنية أو أي مسؤول أردني! لذا فالآن الرعب يتملك المعتقلين الأردنيين الخمسة في السجون السعودية ويتملك أهاليهم خوفاً من أن تمضي سنوات عمر أبنائهم خلف قضبان سجن سعودي دون تهم أو محاكمة كما يجري عادة بحسب حمزة أبوميالة.

أردنيون في سجن دولة عربية شقيقة على حدودنا لا تحرك وزارة خارجيتنا ساكناً لمعرفة مدى صحة الإجراءات القانونية السعودية بحقهم، ولماذا لا يتم الإفراج عن الأربعة سائقين الذين لم يجد السعوديون مهربات في سياراتهم؟...أين أنت يا ناصر جودة؟ أين أنت في لندن أم باريس والأردنيون مرميون في سجون دول أخرى دون سند قانوني وقضائي

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.