• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

حرب الـ 70 ساعة القادمة لن تنهي نظام الأسد..ولهذه الأسباب لن يضرب بشار الأردن

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2013-08-31
1590
حرب الـ 70 ساعة القادمة لن تنهي نظام الأسد..ولهذه الأسباب لن يضرب بشار الأردن

 مخطأ من يعتقد أن الحرب التي يهدد بها الغرب وبعض العرب بشنها ضد نظام الأسد هدفها إنهاء هذا النظام، والانتقال بسوريا لمرحلة جديدة بعيداً عن القتل والتدمير  يحلم بها السوريون ليطلقوا مشروع بناء سوريا الجديدة، فلهذه الحرب عدة اهداف ليس من بينها هدف القضاء على نظام البعث الحاكم هناك.

أهداف حرب الـ 70 ساعة

تتلخص أهداف الحرب الغربية العربية على سوريا بثلاثة أهداف رئيسية هي : تقليم أظافر قوة النظام السوري التي قويت بدعم روسي، ولكن هناك أقطار عربية داعمة ومروجة للحرب تسعى للإطاحة بنظام البعث السوري الحاكم، بينما يلتزم الغرب بسياسة حفظ موازين القوى بين نظام الأسد ومعارضيه بعد أن تم عسكرة المعارضة، ولأن الغرب إلى الآن لا يثق بمن سيرث الحكم في سوريا فلا يريد حسم المعركة لمصلحة المعارضة، وبذات الوقت نظام الأسد لم يعد مرغوباً به من قبل الغرب بعد ان استنفذ أغراضه وأسباب وجوده، وبعد أن ظهر عالمياً بمظهر النظام الدكتاتوري الدموي فلا يجب أن يبقى ولا يجب أن ينتهي الآن قبل ترتيب أوضاع سوريا ما بعد الأسد، فالفوضى في سوريا بعد مرحلة الأسد قد تحول منها قاعدة للمجاهدين الإسلاميين والمنظمات الإرهابية صعب السيطرة عليها، وخصوصاً أن سوريا على حدود إسرائيل.

إلى أن يصل الغرب إلى توافق في الملف السوري سيحافظ على أن لا يحسم اي طرف سوري المعركة لصالحه، ولو استمر تدفق نهر الدم السوري، فالطفل المذبوح هو طفل عربي سوري من دمشق أو ريفها، أو من حلب وحمص وحماة..وليس من هيوستن أو ديترويت أو ليفربول أو مارسيليا، فقد اعتاد العالم واعتدنا أن الدماء العربية رخيصة، لذا لو طال أمد المجازر في سوريا فلا ضير في ذلك بالنسبة للغرب، فالمهم لدى الغرب تأمين مصالحه في سوريا الجديدة، سوريا ما بعد الأسد.

في الآونة الأخيرة ظهرت قوة الجيش السوري وشبيحة الأسد بشكل قوي، استطاع معه الجيش السوري  بدء عملية حقيقية للقضاء على المعارضة المسلحة، لذلك زود الغرب المعارضة السورية بأسلحة نوعية ظهر تأثيرها سريعاً، ولكن ليس للدرجة التي يستطيع معها الصمود طويلاً بوجه الجيش النظامي، فجاء الغرب بالحجة الأخلاقية لتنفيذ عملية عسكرية لا أخلاقية، وذلك بعد مجزرة الأطفال المبادين بالكيماوي، فهذا وضع العالم الغربي أمام المعضلة الأخلاقية فأخذ منها حجة لتفيذ ضربة عسكرية مركزة وقوية هدفها الضمني إعادة التوازن بين قوات المعارضة السورية من جهة والجيش النظامي وشبيحة الأسد من الجهة الأخرى.

الهدف الثاني للحرب، هو الهدف الكاذب المعلن وهو أن المجتمع الدولي لا يستطيع أن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يجري في سوريا وخصوصاً بعد استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي، وهو ما نسميه كما أسلفنا ' الحجة الأخلاقية'، وهي حجة واهية باتت مكشوفة للجميع، فالكرة الأرضية تعج بالمجازر والمصائب والجرائم والمجاعات ولا نجد المجتمع الدولي بشكل عام، والغربي بشكل خاص يحرك ساكناً لمواجهة كل هذا من منطلق أخلاقي، فالحجة الأخلاقية لا تظهر لدى الغرب إلا إذا كانت ساحة الصراع عربية، أو إسلامية، أو إسلامية عربية.

الهدف الثالث للحرب هو اختبار رد الفعل الروسي والصيني، وبشكل ما رد الفعل الإيراني، وعلى أساس ردود الفعل هذه سيتم اتخاذ القرار الأهم وهو كيفية القضاء على حكم البعث السوري، وإذا ما كان عن طريق تحرك عسكري واسع ضد النظام السوري، وذلك عندما يصل الغرب لقرار نهائي بشأن الجواب على السؤال التالي : ( هل حان الأوان لينتهي حكم نظام الأسد في سوريا ؟ ).

لذا نستطيع أن نؤكد من خلال متابعتنا واستقراءاتنا لما يصدر عن الماكنة الإعلامية الغربية، وعن ساسة الغرب وقادتهم العسكريين أن الحرب القادمة هي ضربة محدودة ومركزة على أهداف بذاتها، المقصود منها تحقيق الأهداف التي عرضناها في هذا المقام، وبهذا ستعتمد على ضربات صاروخية وغارات جوية خاطفة، ولن تستمر أكثر من 70 ساعة، فالحديث يجري عن توجيه ضربة بـ 100 صاروخ توماهوك لتدك 50 هدفاً على الأكثر محددة مسبقاً.

فالهدف من حرب الـ 70 ساعة ليس إزاحة نظام البعث السوري عن الحكم، بل الظهور بمظهر المعاقب لهذا النظام، وتقليم أظافره، لهذا فإن هذه الأهداف لا تستلزم قصفاً غربياً أكثر من 70 ساعة، وقد يدخل عناصر مخابرات غربية وعربية، وبعض الخبراء في أسلحة الدمار الشامل إلى سوريا تحضيراً لتحرك أكبر في المستقبل القريب، ولكن لن يكون هناك اجتياح بري لسوريا في هذه الضربة العسكرية على غرار ما حدث في العراق مثلاً، ولن تتحول إلى حرب مفتوحة، فأهدافها أقل من أن تحتاج لمثل هذه الحرب.

تأثير الحرب على الأردن

وبالنسبة لانعكاس الحرب على الأردن، فالأردن الرسمي أعلن انه لن تكون هناك عمليات عسكرية انطلاقاً من الأراضي الأردنية، ولكن نعتقد بأن الأردن سيدخل الحرب في حالة تم ضربه من نظام الأسد، فالدفاع عن الوطن حق مشروع، وعلى الأردنيين أن يدركوا أن الحرب ليست ضد سوريا ولكنها ضد نظام سوريا السياسي الذي فقد شرعيته شعبياً بعد أن تحول إلى نظام دموي.

  وبالرغم مما يدعيه البعض من امتلاك الأسد قدرات عسكرية كبيرة ومؤثرة إلا أن نظامه وجيشه أضعف من أن يستطيع توجيه ضربة مؤثرة إلى الأردن، وكذلك الحسابات السياسية ستمنع نظام الأسد من توجيه مثل هذه الضربة، ناهيك عن أن الأردن ليس هشاً كما يحلو للبعض أن يصوره، فالأردن يمتلك جيشاً عالي التدريب، ولديه من الأسلحة كماً ونوعاً ما يمكنه من صد أي هجوم من قبل الجيش السوري الذي استفذ قوته في حرب العصابات حرب المدن الدائرة داخل حدود سوريا.

ونضيف إلى ذلك أن معنويات الجيش الأردني أعلى بكثير ولا تقارن بمعنويات الجيش السوري، حيث الجندي السوري منهار تماماً لأنه يشعر بأنه يقاتل بلا هدف وطني حقيقي، بل لأجل بقاء شخص بشار ونظامه وليس لأجل سوريا، أما الجندي الأردني فمعنوياته عالية لأنه يعلم أنه يقاتل لأجل الأردن ودفاعاً عن الأردن، وكذلك الجيش السوري خلفه شعب منقسم يعيش ما يشبه الحرب الأهلية، أما الجيش الأردني فخلفه شعب متماسك ولا تزيده الحروب إلا تماسكاً وقوة، فنتمنى من جميع المحللين والمنظرين أن لا يرعبوا أطفال الأردن بتبشيرهم بحرب كيماوية ستقتل الكثيرين، فهذا لن يحدث، وسيبقى الأردن والأردنيون بخير.

ضرب الأسد للأردن بأسلحة كيماوية

ولمن يحاول أن ينشر الذعر من احتمالية ضرب نظام الأسد للأردن بأسلحة كيماوية نؤكد أن هذا لن يحدث، لأن بشار وأزلامه يعلمون بأنهم بهذا قد حولوا هدف الضربة من عقاب لنظامهم إلى هدف أكبر وهو إنهاء نظامهم المتهالك،  ومن جهة أخرى فالأولى أنه على بشار أن  يقصف إسرائيل بأسلحته الكيماوية حتى يكسب تعاطف الشعب العربي والعالم الإسلامي، ويحولها لمعركة دينية بالنسبة للعالم الإسلامي ومعركة قومية بالنسبة للعالم العربي، وبالنهاية نجزم أن النظام السوري لن يضرب بالكيماوي أي طرف لا الأردن ولا إسرائيل، لأنه نظام يبحث عن البقاء وليس الفناء. 

نتائج حرب الـ 70 ساعة

في كلمة، حرب الـ 70 ساعة ستقع خلال يومين إلى ثلاثة أيام على أبعد تقدير، وستنتهي دون أن يمس الأردن شر، وستنتهي ونظام الأسد صامداً ولكنه أضعف عسكرياً، فتستطيع المعارضة العسكرية البقاء والاستمرار ولديها القدرة المناسبة وليست المتفوقة على المواجهة، وستنتهي الضربة العسكرية الغربية والصين وروسيا وإيران أكثر تشدداً إعلامياً بمواقفهم، ولكنهم أقل تشدداً خلف الأبواب المغلقة، وستبدأ بعدها الصفقات السياسية بين الدول العظمى بما فيها روسيا والصين لتصفية نظام بشار اقتصادياً وليس سياسياً أو عسكرياً، حتى لا يجد بشار ونظامه ما ينفقه على أسلحته وجنوده وشبيحته، فيموت إكلينيكياً، وتنشط الانشقاقات عنه بشكل أكبر، وعند اللحظة التي يشاؤها الغرب، وبعد أن يتفقوا على سيناريو المشهد الأخير في الدراما السورية، ويجمعوا على من يرث الحكم عندها ستأتي كاميرا الـ CNN لتصور دخول عناصر الجيش الحر للقصر الرئاسي .. واختفاء بشار وأسرته في ظروف غامضة.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.