• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

ثلاث نسوة في الأردن يعشن خارج التغطية في بيت من الخيش بلا هوية ؟

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-09-30
1431
ثلاث نسوة في الأردن يعشن خارج التغطية في بيت من الخيش بلا هوية ؟

جوع ومرض وتشرد وعراء... لا يتقين حر الشمس ولا برد الشتاء ولا يحول بيت الخيش البالي بينهن وبين المطر ولا حتى الندى ولا يحول بينهم وبين العواصف والهواء.

اسر تعيش على الهامش في أماكن اقرب ما تكون إلى المقابر من حيث الخدمات والطعام والشراب فلا طعام ولا ماء يصلح للشرب أو حتى للغسيل , وأثاث نتن وفراش خشن ومطبخ مقزز للنفس فالأواني بدائية ربما يرجع تاريخ استخدامها إلى الوراء لقرون خلت والنظافة معدومة لقلة المياه وندرتها وبيت تخفق الأرياح فيه من كل جانب بأعمدة خشبية آيلة للكسر والسقوط في كل لحظة. آدميون يعيشون على هامش الحياة استمرارهم شبه معجزة مهمشون إلى حد التلاشي لا قيمة لهم وليست لهم بصمات تذكر بلا قيمة ولا وزن وليسوا محسوبين في الإحصائيات السكانية الأردنية ... فلا قيود ولا نقود.
لماذا يعيش هؤلاء طالما أنهم لا يساهمون في بناء النسيج المجتمعي ولا يعرفون سوى أسمائهم ويجهلون أسماء من تسببوا بوجودهم أو ربما تجاهلوهم لأنهم نسوهم والسبب هو الفقر. الفقر آفة تعصف بالعقل فتنقصه وبالجسم فتسقمه وبالشخصية فتهزها وبالكرامة فتحطها وبالجمال فتشوهه وبالحضارة فتؤخرها.
الفقر فيروس عجز الطب عن اختراع لقاح له ففتك بالمجتمعات وفتت الأسر وحير الساسة فعجزوا عن الوقوف في وجهه. الفقر مارد هزّ عروشا وأطاح برؤوس وغير معتقدات وقضى على مجتمعات وحضارات. الأدهى والأمر من ذلك هو عدم معرفة التسلسل الطبيعي للأسماء وعدم وجود قيود للبعض في دائرة الأحوال المدنية فهؤلاء لا يدخلون في التعداد السكاني لدائرة الإحصاءات العامة.
المرض والجوع والفاقة تفتك بهؤلاء الذين ربما يعتقدون أنهم لا يعيشون في حدود دولة لها تشريعاتها ولم يشعروا أنهم من رعاياها رغم أن الأسرة تتقاضى أربعين دينارا لثلاثة أفراد اثنان منهم مصابان بالسكري إحداهما في شبه غيبوبة لا حراك فيها يخيل لكل من براها أنها ميتة.
الأم ووالدتها العجوز وابنتها المطلقة وابنة ابنتها المطلقة أيضا يعيشون في خيمة متنقلة من الخيش الذي أتلفته الشمس وعصفت به ظروف الطقس وقست عليه السنون كما قست على ساكنيه فكانوا مرضى لا صريخ لهم ولا معيل ولا مجيب لنداءاتهم.    نصرة عودة سالم أبو راس حيوات تتقاضى 40 دينارا من وزارة التنمية الاجتماعية وهي الوحيدة التي تحمل دفتر العائلة رقم 738182 ج ورقمها الوطني هو 9412004606 د من النعيمة بني عبيد سكان سموع لواء الكورة ومصابة بمرض السكري ووالدتها العجوز فاطمة سالم اخليفي حيوات التي ترقد دون حراك وكأنها استسلمت لعاديات الأيام وتأكدت من ان الصراخ لم يعد يجدي نفعا وأنها حتى لو صرخت فلن يسمعها احد ولم يعد يهمها سوى أن تعد ما بقي لها من أيام او لا تعدها فالأمر عندها سيان.  
أما حفيدتها لأمها آلاء سالم فرج أبو سكيتان 14 سنة والدتها سوسن ولا تعرف المقطع الثاني من اسم أمها المطلقة والمتزوجة من رجل آخر لا تعرف عنوانه ولا عنوانها بعد ان طلقها ابوها ولم يعد على خارطة الحياة ... فهي غير متعلمة ولا تعرف المدارس وتعيش على الأربعين دينارا ضمن أسرة جدتها لأمها التي تركتها عالة على غيرها هي ووالدها اللذان لا تعرف لهما طريقا. هذه الأسرة إن جاز لنا تسميتها كذلك تحتاج إلى تحرك عاجل من قبل المعنيين إن وجدوهم في ذات المكان وهو قرب بلدة سموع – لواء الكورة غرب شجرة القينوسي وحذار من الدموع لأن الإنسان مهما كان قلبه قاسيا لا يمكنه أن يمنع دموعه لهول المفاجئة التي يراها أمامه فيحس ان ما يشاهده خارج التغطية تماما ولا يمكن ان يحصل في الاردن....!
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.