جدل بأوساط جيش الاحتلال بعد أسف نتنياهو الشكلي للأردن

 ثار جدل في أوساط جيش الاحتلال، الأربعاء، على إثر أسف شكلي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للأردن، حيث رفض البعض هذا الأسف باعتباره "عاراً"، وقال آخرون إنه يأتي لتهدئة التوتر فحسب.

و أقرت الحكومة بأن الاعتذار الذي قال رئيس الوزراء عبدالله النسور إن إسرائيل قدمته للأردن رسمياً، هو ذاته بيان التعزية والإعراب عن الأسف، الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نيامين نتنياهو.

كان النسور أعلن في مجلس النواب الثلاثاء أن إسرائيل قدمت "اعتذاراً رسمياً" للأردن عن استشهاد القاضي رائد زعيتر برصاص قوات الاحتلال.

وسبق إعلان النسور بيان من مكتب نتنياهو يقول فيه حسب نصه الرسمي  إن "إسرائيل تأسف على مصرع القاضي رائد زعيتر أمس في جسر الملك حسين وتعبر عن تعازيها للحكومة وللشعب في الأردن"، مؤكداً "بموجب التزاماتنا في إطار معاهدة السلام، قامت إسرائيل بمشاركة النتائج الأولية للتحقيق في ملابسات الحادث مع الأردن. وقبلت إسرائيل أيضًا طلبًا أردنيًا بتشكيل طاقم إسرائيلي – أردني مشترك يكلّف باستكمال التحقيق"، و"سيبدأ الطاقم المشترك أعماله فورا ودون تأخير".

وأكد مصدر بالحكومة  أن النسور قصد في تصريحه بيان نتنياهو، باعتباره اعتذاراً رسمياً، مشيراً إلى عدم وصول اعتذار خطي آخر للحكومة.

وقال "يعتبر هذا البيان اعتذاراً رسمياً بالفعل".

رغم ذلك، اعتبر مراقبون البيان الصادر عن نتنياهو بمثابة إعراب شكلي عن الأسف لحادث استشهاد القاضي، وليس اعتذاراً عن تورط جيش الاحتلال في الحادثة، كما أوحى النسور للنواب.

وفي الوقت نفسه، تجادل مسؤولون في جيش الاحتلال حول بيان نتنياهو، حسبما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.

ونقلت هذه الصحيفة عن مسؤول عسكري في سلاح الهندسة بجيش الاحتلال، استياءه من بيان نتنياهو الذي وصفه بـ"العار" لأنه يأتي "على الرغم من معرفته وقائع الأحداث بالضبط" في إشارة إلى المزاعم الإسرائيلية المتمخضة عن تحقيقات أولية، بأن الحادث كان دفاعاً عن النفس.

لكن مسؤولاً عسكرياً آخر رد على هذه التصريحات بالقول "لا تناقض بين اعتذار نتنياهو، والتحقيقات العسكرية" الإسرائيلية.
وقال " إن العلاقة مع الأردن إحدى الأصول الاستراتيجية لإسرائيل، وبالتالي فإن البيان كان مطلوباً لتهدئة التوتر الذي بدأ في عمّان" عقب إعلان استشهاد زعيتر.

وأكد المسؤول الذي لم تنشر الصحيفة اسمه أن "الأردن هو البلد الذي لدينا حدود طويلة و علاقة جيدة معه من حيث الأمن، لذا كان من المهم تهدئة التوتر الناجم عن الحادث".