• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

صحفية تتقمص دور مريضة وتكشف عن سوء معاملة طبيبة مناوبة لمراجعي "مستشفى حمزة"

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-10-07
1454
صحفية تتقمص دور مريضة وتكشف عن سوء معاملة طبيبة مناوبة لمراجعي "مستشفى حمزة"

مع استشراء حالة من التخوف بسبب مرض إنفلونزا الخنازير، الذي لم يمر يوم من دون حدوث إصابات به في المملكة وفي دول العالم، فإن تفاصيل عديدة حول سوية إجراءات التعاطي معه ومعالجته من قبل مؤسساتنا الصحية، تبدو محل شكوك.

 وقد كشف مؤخرا، عن الطريقة التي تتوافر فيها شرائح فحص (كت) فيروس إنفلونزا الخنازير في المختبرات المركزية في وزارة الصحة، والتي وفرتها الصدفة وحدها.
 
وتشير المصادر التي كشفت عن ذلك، أن توافر "الكتات"، تم عقب إرسال المركز الأميركي للأمراض 2000 شريحة أمس الى الوزارة، لتمكن العاملين في المختبرات من إجراء الفحص التأكيدي لأفراد مشتبه بإصابتهم بإنفلونزا الخنازير.
 
مدير المختبرات المركزية في الوزارة وعضو اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور أكثم حدادين وأمين عام الوزارة الدكتور ضيف الله اللوزي، بينا أن "الكتات" في المختبر، قاربت على الانتهاء، ولم يبق في رصيد المختبر سوى 70 منها فقط، مقابل 110 فحوص مرسلة من مستشفى الأمير حمزة، ما يترك نحو 40 عينة من دون فحص.
 
وفي حديثه الى "الغد"، قال حدادين إن "مستشفى الجامعة الأردنية تعاون على فحص 20 عينة، في حين إن العينات المخبرية تنهال على المختبر المركزي"، ما يزيد من تعقيد العملية، بسبب نقص "الكتات".
 
وأضاف أنه "وسط هذه الفوضى، اتصل قسم الجمارك في المطار، للتأكيد على أن شحنة كتات قادمة الى الوزارة من أميركا، ليتم استلامها"، موضحا أن قسم "الجمارك قام بدور فاعل في تخليص الشحنة بالسرعة الممكنة، لتعجيل إجراء الفحوصات التأكيدية للمرض".
 
وبحسب حدادين، فإن معدل استلام المختبر للعينات المخبرية من مستشفى الأمير حمزة، يتراوح بين 60 - 90 عينة يوميا، معتبرا أن هذه النسبة "مرتفعة جدا، لا سيما أن 50%-60% منها، يثبت عدم إصابتها، وتصنف ضمن الإصابات الموسمية".
 
 وأمس، تسلم المختبر 62 عينة من مستشفى الأمير حمزة، من المتوقع أن تؤكد على 20 إصابة منها فقط، لافتا الى أن حالة الرعب بسبب التخوف من الإصابة بالمرض التي انتشرت بين المواطنين "غير مبررة".
 
 وأشار حدادين الى أن اجتماعا موسعا عقد مساء أول من أمس، لتغيير السياسة العلاجية لمرض إنفلونزا الخنازير، والتي تكفل تصنيف المرضى الى مجموعات، وفصل الحالات التي تتوافق أعراضها مع المرض، ومن أهمها الإسهال الشديد والقيء المستمر والهزال العام والحرارة المرتفعة، ما يميزها عن أعراض الإنفلونزا الموسمية.
 
الى ذلك، أرسلت الوزارة عطاء الى دائرة اللوازم العامة، لاستيراد لوازم المختبر المتعلقة بفحص فيروس إنفلونزا الخنازير، وتشمل حفظ العينة ونقلها، ومعدات أخذ العينة، بالإضافة الى شرائح فحص الفيروس التي تفصله عن الفيروسات الأخرى.
 
 وبحسب حدادين، فإن قيمة العطاء التقديرية التي ستتنافس عليها شركتان على الأقل، تصل الى 100 ألف دينار، مطالبا بـ"التدخل السريع من قبل الحكومة، لطرح العطاء بسرعة حتى لا يتكرر انقطاع الشرائح".
 
من جانب آخر، تقمصت مندوبة "الغد" أمس، دور مصابة بالمرض، بعد شكاوى حول "الأسلوب السيئ" الذي يتعرض له مواطنون خلال مراجعتهم لقسم الطوارئ في مستشفى الأمير حمزة، من قبل طبيبة مناوبة.
 
وقامت المندوبة باستكشاف الأمر على أرض الواقع، وشهدت كثافة مراجعي قسم الطوارئ، وتحديدا مراجعي غرفة "الكشف عن إنفلونزا الخنازير"، وأغلبهم من أرباب الأسر المصطحبين لأطفالهم، الذين يعتقدون بإصابتهم بالمرض.
 
وكشفت مشاهدات مندوبة "الغد" لمرتادي المستشفى، حالة ارتباك عام بين المراجعين، وبعض العاملين في المستشفى، ما يفاقم عملية الاضطراب التي يسببها مثل هذا الوضع.
 
وفيما الدموع تسيل على وجنتيها، تتمتم والدة دانيا خلال وقوفها في إحدى زوايا غرفة "الكشف عن إنفلونزا الخنازير" المكتظة بالمراجعين القلقين، مصاحبة طفلتها، لتتأكد مما إذا كانت مصابة بالمرض أم لا، بأن "حرارة ابنتها مرتفعة، وأصيبت بإسهال وغثيان في الليلة السابقة".
 
 
وخلال انتظارها لدور فحص ابنتها الذي أجرته الممرضة الوحيدة، رغم وجود طبيبة مناوبة في الغرفة، بثوبها المتسخ وغير المعتنية به، والتي لا تظهر بطاقة تعريفها عليه، تساءلت حول مظهر الطبيبة المؤذي.
 
ولم يقتصر أمر الطبيبة التي تحيل كل من يراجعها وبعدم اهتمام ومن دون مبالاة الى الممرضة، لتفحصه، بينما هي تتحدث مع موظف يجلس عندها.
 
ووفق مشاهدة المندوبة، فإن الطبيبة التي ترفض فحص أي مراجع لها، أو تحيله بعد إلحاح مرافقه على فحصه الى الممرضة، أعلنت أكثر من مرة، قاطعة حديثها مع مجاورها، أنها لن تفحص أحدا، إلا بعد خروج المراجعين من الغرفة.
 
لم يتوقف أمر الطبيبة عند هذا الحد، فقد كانت تحتد على المراجعين وتصرخ بهم، وتوجه اليهم كلمات قاسية، تصل حد الإهانة أحيانا، ما أصاب المراجعين، بحالة تذمر واضطراب، لكن ما بيدهم حيلة، أمام ما يتعرضون له، وفق مراجع، كان يتمتم "لا حول ولا قوة إلا بالله".
 
وترى أم دينا أن تلك الطبيبة بأسلوبها الذي يتنافى مع دور الطبيب، بعدم مراعاتها لوضع المراجعين الصحي والنفسي، يعبر عن عدم اهتمام ولا يمكن قبوله من طبيبة تحترم مهنتها التي من المفترض أن تكون إنسانية.
 
وفي زواية أخرى، يعلق أب لا يفارقه القلق على طفله الذي يرافقه، بأن تذرع الطبيبة المناوبة بعدم النظام في الغرفة، لا يمكن قبوله، إذ بإمكانها أن تحل المشكلة بطريقة تنم عن وعي بحال المراجعين، وعبر الطلب منهم بهدوء واحترام التزام الدور خارج الغرفة، وبقليل من التنظيم من إدارة المستشفى.
 
اضطراب وعشوائية جراء المشاحنات التي حدثت بين الطبيبة والأهالي، طفيا على سطح الغرفة، عندما بدأت الطبيبة بـ"طرد" المراجعين، وانتقادهم، ما جعلهم يستنكرون تصرفاتها ويطالبون بإحلال طبيب أو طبيبة غيرها، يكون لديه "حس إنساني، ويقدر مشاعر المراجعين" وفق أم كانت الدمعة تنز من عينها.
 
وتحدث المراجع أبو طه الى مندوبة "الغد" بأنه أحضر طفليه طه وعبدالرحمن بعد ظهور أعراض المرض عليهما الى المستشفى، مبينا أن الطبيبة طلبت منه الذهاب بطفليه الى اختصاصية الأطفال في المستشفى على اعتبار أن حالتهما تتعلق بأمراض أطفال، بيد أن الاختصاصية عندما راجعها، طلبت منه العودة الى الطبيبة المناوبة، نظرا لاشتباها بإصابة طفله طه بالمرض.
 
وبألم وامتعاض وهو خارج من غرفة الطوارئ، يقول أبو طه إن الطبيبة ومنذ قدومه الى المستشفى "لم تتوقف عن الصراخ وإصدار الأوامر من دون أن تقوم بأي حركة، بهدف فحص المرضى".
 
ويضيف "أن اقتصار عملية الفحص على الممرضة وحدها من دون الطبيبة المناوبة، أمر لا يمكن القبول به، ولا ندري إن كان فحص المرضى مقتصرا على الممرضة أم عليها وعلى الطبيبة".
 
وأثناء وجود "مندوبة "الغد" في غرفة الكشف عن المرض، كان من أبرز أوامر المناوبة، والذي رافقه وضع تعليمات على باب الغرفة، بعدم منح كمامة لأي شخص يدخل، وإنما تمنح الكمامة فقط للمشتبه بإصابتهم بالمرض.
 
وفي هذا الجانب تساءل مراجعون حول خطورة هذا الإجراء الذي اتبعته، والذي لا يمكن عبره معرفة من هو المصاب أو المشتبه بإصابته من عدمها، فكيف يمنح المشتبه به فقط كمامة وغيره لا.
 
وأبدى أبو طه امتعاضه من هذه الطريقة التي لا يصح فيها التفريق بين أحد، لأن كل من يدخل غرفة الكشف، قد يتعرض للإصابة بالمرض، لذا يجب أن يرتدي الجميع الكمامات.
 
المثير في الأمر، وفق مندوبة "الغد"، ومن دون أخذ الإذن من إدارة المستشفى، هو قيام الطبيبة بكتابة "التعليمات" بحسب ما أطلقته وتعليقها على باب الغرفة، مبينة في آخرها ثمن الكمامة في الصيدليات "مع العلم أن سعر الكمامة في الصيدليات نصف دينار". الغد
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.