إستنفار عسكــري… وأجـواء حــرب فـي ليبـيا

 دعوة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة شعبه للتضامن مع الجيش الوطني مباشرة بعد عملية «تمنراست» الأمنية الأخيرة، تؤثر مجددا في المخاوف الجزائرية من إندلاع حرب عسكرية مفتوحة في منطقة شمال افريقيا.

ما تحدث به بوتفليقة ترافق مع إعلان وزير الدفاع الفرنسي نشر ثلاثة آلاف عسكري في منطقة الساحل، ومع إطلاق سراح رئيس المجلس العسكري لطرابلس المقرب من تنظيم القاعدة عبد الحكيم بلحاج، بعد توقيفه خمسة ايام في باريس.

بلحاج تمكن من دخول طرابلس بعد مغادرته إلى تركيا، والإدارة الأمريكية تجهز معسكراتها في تونس لحملة واسعة النطاق ضد السلفيين الجهاديين في ليبيا، ما تطلب استنفار القوى الجهادية في هذا البلد.

التعبير الأدق عن هذا الاستنفار برز بعد تصفية العقيد سليمان السنوسي مدير المخابرات الليبية في بنغازي، والتقديرات الجزائرية تتحدث عن أزمة عسكرية في محيط تونس، وليبيا وسط وضع مضطرب قد يفوق في نتائجه الفوضى التي أعقبت الحرب الأهلية في ليبيا، وحرب شمال مالي في عامي 2011 و2012.

المراقبون يتحدثون عن تدهور خطير متوقع في مالي سيؤثر في مسار الأحداث بعد تخفيــــض عدد وعتـــــاد قيادة العمليــة العسكرية الفرنسية «سرفال» قوات التدخل الضاربة في شمال مالي منذ أشهر، وحذرت مصادر في الوقت نفسه من حرب وشيكة في ليبيا، يطول أمدها وتمتد إلى تونس المجاورة، وقد تنتهي بسيطرة السلفيين الجهاديين على ليبيا.

عدة عواصم غربية تلقت التحذيرات نفسها حول إندلاع حرب مفتوحة في شمال افريقيا، ومصادر مطلعة تعتبر اغتيال العقيد السنوسي لم يأت من فراغ، بل جاء على خلفية تداول الجماعات السلفية الجهادية في ليبيا معلومات تفيد بأن الأمريكيين يحضرون لتوجيه ضربات حاسمة لمعسكرات الجماعات السلفية الجهادية، بالتنسيق مع بعض الأطراف في ليبيا.

مصالح الأمن الجزائرية رصدت مؤشرات خطيرة لتدهور الأوضاع في بعض المناطق الداخلية في ليبيا، وأن هذه الأخيرة تقترب بشكل مضطرد من الدخول في دوامة حرب أهلية جديدة. وهي مواجهة مفتوحة على إحتمالات الوصول لأطراف الثوب التونسي.