• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

غباء المالكي وإنتهازية برزاني

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2014-07-04
2362
غباء المالكي وإنتهازية برزاني

المحامي عبد الوهاب المجالي

 بعد ان آمضى المالكي ردحاً من الزمان في الحكم ووضع سلته بكل ما حوت في البداية بيد الآمريكان وتنكر لِمن آواه "النظام الآسدي" إتجه نحو إيران، خلال تلك الفترة نكل بالآقربون قبل غيرهم وكشف عن طائفيته البغيضة، عندما إقتربت نهايته إستصرخ ما يسمى المرجعيات لإسعافه بفتوى "من كعب الدست" بعد ان مني بشر آعماله وقباحتها..

لغباء الرجل منقطع النظير يؤسس سلاح جو بين عشية وضحاها، وسارع لعقد صفقة شراء طائرات مهترئة قيل انها طائرات العراق التي لجأت لإيران وربما دفع ثمنها مرة أخرى التي سبق ان تنازل عنها لإيران ربما آجرت لها روسيا بعض الصيانة، في الوقت الذي عملت فيه مليشياته والمليشيات الصفوية على تصفية الطيارين العراقيين وكل القادة العسكريين..

المثل العامي يقول "ما ينفع البرّ يوم الغارة" فتلك الطائرات بحاجة لمطارات وطيارين وجيش كامل يقف خلفها ليتم الإستفادة منها وهذا ما لا يمكن ان يحدث ، وآقرب مثال جيش "ابو دشداشه" كما يسمونه العراقيين الذي إستغرق بنائه عشر آعوام عند اول إختبار ولىِ الآدبار!!

آخر صرعات المالكي في خطوة مفضوحة مكشوفة وبعد ان آفلتت الأمور من عقالها آصدر عفواً عاماً عن جميع من حمل السلاح في وجه الدولة طبعاً مشروط بـِ ممن لم تتلطخ آيديهم بالدماء وحجته ان الصفح يعود لآولياء الدم الآمر الذي لا يقوى عليه، لكنه لم يشر الى الدماء التي سفكها جيشة والآرواح التي آزهقها إبان فض الإعتصامات ولا للعدوان الآسدي على غرب العراق الذي باركه..

لا آعتقد ان في العالم دستور يمنح رئيس وزاء حق إصدار عفو عام، ومثل هذا الآمر لا بد وان يصدر بقانون عن السلطة المنتخبة الممثلة للشعب وهم يمثلون آولياء الدم طالما ان هناك مصلحة للوطن بآكمله حيث تقف حقوق الآفراد، والعريب انه يتحدث عن دولة القانون وحزبه يحمل نفس التسمية!!

الوضع بمجمله يُشير الى ان الأمور تتهاوى على النحو الذي لا يريده وآسرع مما يتوقع وكما يقال آيضاً بالعامية الرجل "بخابط" لا يوجد بجعبته وليس لديه شيء، ونهايته باتت محتومة إن لم يكن على الصعيد العسكري سياسياً، فحلفاء الآمس لم يعودوا كذلك..

المصيبة لغاية الآن لم يدرك ان لحلفائه مصالح ومنهم إيران على وجه التحديد التي فرضته بالسابق على العراقيين، فإيران لديها العديد من الملفات في الداخل والخارج وتعاني من عقوبات ولا تستطيع حمل خمس بطيخات في آن واحد، عندها مشكلة البرنامج النووي والاوضاع غير المريحة بالداخل، نظام الآسد القريب من الهاوية وحزب اللآت المكروه شعبياً في المنطقة للآدوار القذرة التي يقوم بها في العراق وسوريا، ومشكلة العراق التي لم تكن في الحسبان وخارج كل التقديرات..

كل المعطيات تشير في إتجاه التقسيم فبرزاني آعلن ذلك صراحة النية الإستفتاء على إستقلال إقليم كردستان العراق ربما لجس النبض او للضغط ويستنتج ذلك من قوله خلال "شهور" فبهذا ترك الآمر مفتوح غير محدد المدة، الرجل يدرك المحاذير وخطورة ذلك من كل القوى الداخلية والآقليمية، فجل العراقيين لم يسمحوا بهذا ومنهم بعض الآكراد إقامة مملكة لآل البرزاني، وكذلك تركيا وإيران لما سيترتب على الآمر لاحقاً، وكذلك المحيط العربي الذي لم يسمح لإفراغ غرب وجنوب العراق المحاذي للسعودية والكويت من القبائل السنية لإقامة دولة شيعية هذا الآمر الذي يرفضه العراقيين الشرفاء..

إن لم تحل مشكلة العراق بآسرع وقت على يد آبنائه المخلصين سيأخذها المالكي ومليشاته لإشباع نزوته بالسلطة نحو مزيد من القتل والدم والخراب وهذا بدوره سيؤثر على الإقليم برمته، وعلى العرب الخروج من دور المتفرج والدخول الى دائرة الفعل لإنقاذ آنفسهم بحسم الآمر في سوريا آولاً وحماية العراق كي لا تخطفه قوى الظلام الى مصير مجهول ثانياً..

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

مصطفى العوامله03-07-2014

تصوير بانورامي دقيق وواضح وجلي لما يدور في العراق وهو تشخيص دقيق لكل الملابسات والاحداث المتلاحقة والذي اظنه صورة جلية للواقع العربي برمته وإن بدا في بعض النواحي أقل خطرا وما أظن ما يحدث سوى ترجمة ظاهرة لمراحل المخطط المرسوم للشرق الأوسط الجديد ........؟
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

بسام الياسين03-07-2014

اخي الباشا ابو باجس لقد ابدعت لا ابالغ ان قلت انني اقف عاجزاً عن التعليق على هذه المقالة الرائعة التي اختصرت في كلمات قليلة المشهد العراقي المعقد والمازوم وتسليطك الضوء على الانتهازي والمهزوم.
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.