• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الدورة التلفزيونية الرمضانية الأردنية ... عسر في الهضم،وثقل في الصدر وارتفاع في الضغط

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2014-07-12
1317
الدورة التلفزيونية الرمضانية الأردنية ... عسر في الهضم،وثقل في الصدر وارتفاع في الضغط

  جمال حداد 

لا يختلف اردنيان ان هناك تراجعاً في ميادين الصحة والتعليم و الاعلام والرياضة والسياسة، فالتخلف صار سمة الادارة و العنوان الذي يندرج تحته كل انواع الترهل الاداري. يتجلى التراجع اكثر و يتمظهر بصورة اكبر في برامج التلفزيون الاردني التي اخذت بالهبوط بصورة لافتة،ما ادى الى هروب المشاهدين للفضائيات الاخرى حتى انك بالكاد تجد من يتابع التلفزيون الاردني الا الى سماع آذان الافطار او النشرة الجوية.الخطورة تكمن ان التلفزيون واجهة الاردن ونافذته على العالم،وهذا الانحدار المريع يشكل صدمة كبيرة للاقتصاد والسياحة والاستثمار.باختصار صار التلفزيون الاردني مرآة مقلوبة،يعكس صورة باهتة لا تليق بمكانة الوطن ويشوه صورته. 

لا شك ان الوضع الاقتصادي عامة وميزانية التلفزيون خاصة انعكست عليه،مما دفع لتدني كثيراً من برامج التي تتطلب ميزانية وافرة،وخاصة هروب الكفاءات للخارج او الى فضائيات ذات مردود مادي اكبر.نحن ندرك هذه الحقيقة و لا نطلب المستحيل والدخول في منافسة مع تلفزيونات وفضائيات ميزانياتها تضاهي بعض الدول الفقيرة،لكن هذا لا يعفي التلفزيون من تقديم برامج جاذبة من الواقع المحلي والحارة الاردنية .فكل الاعمال الابداعية العظيمة انطلقت من المحليات واقرب مثال لنا المبدع الروائي الكبير نجيب توفيق الذي حاز العالمية،وحصل على جائزة نوبل من تصويره للحارة الشعبية المصرية و كتابته عن زقاقاتها الضيقة. 

الدورة التلفزيونية الرمضانية الحالية، لهذا العام ضعيفة بامتياز بل ان بعضها يندرج تحت البرامج المخجلة،و انكار هذه الحقيقة الجلية مكابرة ما بعدها مكابرة. مثالا لا حصراً "برنامج جرافيكي" برنامج بلا طعم ولا رائحة و لا لون بل من الضحالة انه يُنفّر المشاهد بدلاً ان يجذبه.من المعروف ان لكل برنامج هدفاً ورسالة يريد ان يبعثها للمواطن من اجل تنويره وتثقيفه او لفت نظره الى شيء ما، لتفادي سلبية او تمسك بايجابية،و للاسف ان برنامج " جرافيكي" فارغ المضمون والمحتوى والهدف،وهو عبارة عن ملأ فراغ وكان الاولى وضع اغنية جميلة او موسيقى هادئة فانها تفي بالغرض خاصة في رمضان، اضافة لتوفير ميزانية برنامج يحظى بنقمة المشاهدين،فالمواطن يبحث عن الراحة بعد الافطار، لا عن " سمة البدن" بعد صيام يوم لاهب طويل . 

الملاحظة الثانية الاشد خطورة و وحرجا وجرحا للمشاعر برنامج "دليل الخير" الذي يناقض اسمه ولا يحمل من هذا الاسم الطيب نصيب.الهدف من البرنامج تعزيز التكافل وتشجيع العمل الخيري،وتقديم المساعدات للعائلات العفيفة المستورة،لكن البرنامج بطريقة عرضه و اخراجه وتقديمه ادي عكس الغاية المرجوة منه.فاستفز مشاعر الناس وكشف ستر العائلات المستورة بطريقة فجة. 

فبدلاً من استدرار عطف الناس واستنهاض هممهم وتعاطفهم مع شريحة الفقراء ،قلب البرنامج الطاولة عليهم، واستمطر لعناتهم بسبب عملية التشهير المجاني وفضح المخبوء في البيوت العفيفة على رؤوس الاشهاد. فما معنى ان اقدم كرتونة فيها قليل من السكر و الرز والزيت والمعلبات و أُشّهر بتلك العائلة على مستوى الوطن بالصوت والصورة وبطريقة بدائية مهينة. الامر الذي اثار النقمة على التلفزيون و اهله.هذا ما حدث في عجلون 

التساؤل الجماعي يقول هل هناك رقابة على مثل هذه البرامج المستفزة؟!. و اذا كانت هناك رقابة فكيف تُجيز مثل هذه الفضائح،كما يقول المثل الشامي" فوق الفقر عصة قبر". 

الى جانب البرامج التي تسبب عسر هضم،وثقل في الصدر وارتفاع في الضغط وهبوط في السكر،لا بد من الانتقال من الزوايا المعتمة الى الزوايا المشرقة،و تسليط الضوء عليها من باب تسمية الاشياء باسماءها" الاسود اسود و الابيض ابيض".ما يبعث على الفرح ويغسل الهّم برنامج "زعل وخضرة" الذي ينقل الابتسامة الى البيوت الاردنية ويغسل تعبها.هذا البرنامج الشعبي المتالق يحمل في كل حلقة فكرة جديدة ويبعث برسالة ايجابية ويعالج موضوعا بالغ الاهمية.من هنا حاز على اعجاب الجميع لصدقيته وخفة دم ابطاله ومواضيعه المنتقاة بعناية.فتارة يُضحكنا على سلبياتنا وتارة يُعمّق ايجابياتنا بطريقة طريفة لترسيخها في وجداننا باسلوب كوميدي ساخر،بحيث لا يؤذي المشاهد رغم انه يعريه امام نفسه ويضحكه على ذاته. 

من موقعنا كسلطة رقابية،و اولويات واجبنا ان نقول للمقصر انت مقصر حتى يستقيم وهذا هو النقد البنّاء،وان نشكر المبدع ليزداد ابداعاً لذلك نستميحكم العذر ان نطوق عنق الثنائي الجميل "زعل وخضرة" بقلادة المحبة و الاعجاب و كل رمضان و رمضان الرواشدة بخير و الاسرة الاردنية بالف خير. 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

عبدالله العداون29-07-2014

والله انا مش مستغرب من امثالك يكتوب وعلى اساس انهم بيمثلوا اشي بلمجتمع الاردني وبدلال ما ندعم الخير بلدنا بنحاربوا والله لنا شايف انو برنامج دليل الخير ناجح بس اعداء النجاح امثالك الي في مرض بداخلهم يجعلهم يقومون بمثل هذا الافعال بس كثرة الانتقادات على فكرة تدل على نجاح البرنامج واكبر دليل انك حاضروا هههههههههههه عنجد حرام اي واحد يكتب بينزلوا مقال عنجد والله صار الي يسوا والي ما يسوا يكتب
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.