ثروتنا التعليم..!!

 لا خلاف على ان الأردن بلد محدود الموارد لا مجال آمامنا إلا الإستثمار بالجانب البشري لذلك نرفع شعار "الإنسان آغلى ما نملك" والتعليم يحظى بإهتمام رسمي وشعبي ونال في العقود الماضية سمعة متميزة على مستوى المنطقة..

كان للتعليم هيبته جلاله وإحترامه، ولا احد يُنكر ان العملية شهدت في العقدين الآخيرين تراجع ملحوظ على الصعيدين التربوي والتعليمي، لا بل زيادة على ذلك كان له حظاً من الفساد حيث جرى التحقيق آكثر من مرة حول تسريب آسئلة الإمتحانات والغش..

بالآمس القريب تعالت الآصوات على كافة المستويات مطالبة بإصلاح العملية التعليمية ولا يكاد يخلو خطاب ملكي او حكومي او برلماني من التأكيد على هذه الناحية، وتشير بوضوح الى تدني المستوى العام للطلبة وضرورة إعادة النظر بالمناهج والآساليب..

عبء التربية والتعليم لا تتحمله الوزارة بمفردها بل الجميع شركاء وفي المقدمة البيت والمحيط البيئي، ودور الوزارة يقتصر على تهذيب وترسيخ القيم والمبادىء وتزويد الطلبة بما يحتاجونه ليخطوا طريقهم نحو المستقبل..

في العام الماضي شهدت بعض المناطق عمليات فوضى وإعتداء على المعلمين والإضرار بقاعات الإمتحان، هذا الآمر تكرر في السنوات الماضية والمسؤول عنه الآهل بالدرجة الآولى وبات من الضروري إيجاد حل لمنع تكراره، لما فيه من تشويش على الطلبة وعدم عدالة فيما إذا تمكن بعض الطلبة من الحصول على علامات لا يستحقونها!!

علمتنا التجارب ان الإحتجاجات على صعوبة الآسئلة او انها من خارج المنهاج المقرر كلام غير صحيح بدليل ان عدد لا بأس له من الطلبة يقترب من تحقيق العلامة الكاملة، ومعروف ان الآسئلة توضع على ثلاث مستويات لتكون عملية التقييم حقيقية..

الوزير محمد الذنيبات منذ ان وضع قدمه بالوزارة سعى جاهداً لإعادة الآمور الى نصابها وتصحيح المسار، أولى خطوات الإصلاح تمكن من السيطرة على عدم تسريب الآسئلة، إيجاد حل لمشكلة التعدي على المراقبين والتشويش على المتقدمين للإمتحان. منع إستغلال وسائل الإتصال في عمليات الغش، وبدل ان تشن عليه حملة من الواجب تقديم الشكر له..

إستغلال نسبة النتائج هذا العام التي اتت في المجمل حوالي 40% في إشارة الى إخفاق الوزارة كلام غير سليم وغير صحيح، ومن باب آولى والواجب الإعتراف بأن هذا المستوى الحقيقي للطلبة وتلك هي قدراتهم، لا ان تشن حملة بائسة يائسة على الوزير بشكل شخصي لا علاقة لها لا بالعلم ولا التعليم..

في هذا المقام علينا ان نقدم الشكر والعرفان للوزير ونشد على يده في إخراج العملية التعليمية من معاناتها وحل بعض مشاكلها، والتي إن إستمرت على ما كانت عليه ستنعكس سلباً وتخرج لنا آجيال من الآميين يحملون شهادات دون جوهر او مضمون..

شكراً للوزارة وللوزير ولجميع العاملين فيها..