• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

«العنف الجامعي» .. ظاهرة غير حضارية وراءها عوامل تتعلق بالجامعة وظروف الطالب المعيشية والنفسية

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-11-01
4914
«العنف الجامعي» .. ظاهرة غير حضارية وراءها عوامل تتعلق بالجامعة وظروف الطالب المعيشية والنفسية

برزت خلال السنوات القليلة الماضية ظاهرة غير حضارية هي ظاهرة"العنف في الجامعات".. اذ يبدو ان التعليم لم يتمكن بعد من التأثير في جوهر الانسان وسلوكه ، لان الانسان الحضاري لا يقدم ولا يفكر بحل مشاكله مع الاخرين الا من خلال القنوات الحضارية ، وهي هنا الانظمة والقوانين ، واللجوء الى الجهات الرسمية في حل الاشكالات والمشاكل ، وكل من يستخدم يديه في الخلاف مع الطرف الاخر ، هوبدون شك غير حضاري خاصة عندما يتم ذلك داخل المؤسسات ، التي تقدم خدمات تعليمية وصحية ، ومع اناس يحملون من العلم والمعرفة والمكانة الاكاديمية والاجتماعية ، كالاطباء واساتذة الجامعات والمدارس ، حتى بين الطلاب انفسهم ، اوالعاملين في هذه المؤسسات ، أوبين أي من المواطنين وأي عامل في هذه المؤسسات.

 وفي هذا السياق يقول استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجدي الدين خمش ان العنف الجامعي لا يرتبط بالمؤسسات الجامعية وحدها ، ولكنه مرتبط بعوامل مجتمعة تتعلق بالطالب وبظروفه المعيشية والاجتماعية والنفسية.
 
واضاف لـ"الدستور" ان احداث الشغب في الجامعات تعد من اخطر الاحداث المدمرة للوسط الاكاديمي والثقافي والاجتماعي ، هذا الوسط الذي يجب ان يساهم في بناء شخصية الفرد ـ الطالب الجامعي ، لا ان يعترض طريق ممارسة عضوهيئة التدريس لدوره الاكاديمي ، ويعيق توجهات الادارة عن القيام بدورها في تنمية الجامعة ، والسهر على تطويرها ، من خلال تقديم البرامج والنشاطات المنهجية واللا منهجية ، وتضعف من قدرتها على ادارة الجامعة ، فيما يخدم الجامعة كمؤسسة والمجتمع خارج اسوار الجامعة.
 
وكان استطلاع للرأي حول ظاهرة "شغب الجامعات" أصدرته جامعة اليرموك حمّل الإدارات الجامعية مسؤولية أحداث الشغب التي شهدتها عدد من الجامعات الرسمية والأهلية أخيراً.
 
وكشف الاستطلاع عن وجود مفاهيم ومدركات مغلوطة للعصبية والقبلية بنسبة تجاوزت %84 علاوة على قلّة الوعي والثقافة بمعنى الديمقراطية بنسبة %81 لدى طلبة الجامعات الأردنية ، وهما سببان رئيسيان في ظاهرة شغب الجامعات.
 
واظهر الاستطلاع ان سبب دخول الحرم الجامعي لغير الطلبة قد حصل على نسبة %76 من المستطلعة آرائهم فيما حلت الوساطة والمحسوبية عند تطبيق الأنظمة والقوانين وقرارات الجامعة رابعا بنسبة اقتربت من 74%.
 
كما بين انه من المسببات التي تؤدي الى هذه الظاهرة عدم وضوح مسؤولية رجال الأمن الجامعي داخل الحرم الجامعي بنسبة اقتربت من %72 ، فيما جاء تهاون إدارة الجامعة في اتخاذ القرارات الحازمة بحق المشاغبين وذوي الأسبقيات سادسا بنسبة %71 وهي نسبة عالية حسب معدل الاستطلاع تعكس عدم وجود الحزم المناسب من الإدارة لردع الطلبة عن الشغب.
 
ومن الاسباب التي ناقشها الاستطلاع استغلال وقت الطالب في تحضير متطلبات الدراسة الجامعية بنسبة %61 ، وكذالك التأثير ببرامج العنف التي تبثها الفضائيات للشباب ومحاولة محاكاتها بنسبة 48,5 بالمائة وهي متدنية مقارنة بالنسب السابقة.
 
وحثت الدراسة الجامعة على إيجاد آليات لزيادة الوعي لدى الطلبة حول تشكيل الأندية الطلابية ودورها في مراقبة الانتخابات وتغيير آليات التصويت لتجاوز التكتلات الإقليمية والعصبية والقبلية والطائفية واقتربت نسبة الموافقين على هذا المقترح من %73 الأمر الذي يعكس ضرورة التركيز على قضيتين للحد من شغب الجامعات الأولى الحد من الوساطة والمحسوبية وتفعيل قرارات الجامعة وإعادة النظر في النظم الانتخابية المتبعة بالجامعة.
 
من جانبه قال استاذ علم النفس والارشاد الدكتور عبد الناصر القرالة ان هناك عوامل تعود على المؤسسة ، واخرى تعود على الطالب منها مثلاً تدني المعدل التراكمي أوالوضع الاقتصادي الصعب للطالب أولأسرته ، أوما يتعلق بسلوكيات اجتماعية معينة يمارسها الطلبة ، إضافة الى خبرات الطالب المدرسية السابقة في ممارسة العنف ، ومنها أسباب متعلقة بأوقات الفراغ".
 
واضاف ان هناك اسبابا أخرى منها "عمل الطالب بسبب الضغوط المادية ، أوفشله الدراسي كل ذلك ربما يسبب له إحباطاً قد يقود الى ممارسة العنف ، ومنها ما يتعلق بوعي الطالب لمكانته فعدم فهمه لدوره الاجتماعي ومكانته الجامعية قد تؤدي به الى سلوك العنف داخل الجامعة".
 
وقال القرالة .. لوكانت المسؤولية على الجامعة فقط لكانت الحلول سهلة ، لكن الأمور متعلقة بعدة عوامل للطالب وأسرته والظروف والبيئة المحيطة به ، وبأوضاع البطالة والاحوال الاجتماعية بشكل عام".
 
وبين انه لا بد للقضاء ان يأخذ مجراه في معاقبة كل من يعمل على تدمير اواتلاف أي مرفق من مرافق الجامعة ، اوأي ممتلكات خاصة ، فالذين ينتصرون للتخريب هم من الفئات التي تستحق العقاب ، لانهم اعتدوا على ممتلكات غيرهم ، وعلى الممتلكات العامة ، ولا يجوز تحت أي ظرف ان يترك هؤلاء لحمل الدمار في تلابيب عقولهم.
 
وقال ان التعليم الجامعي يحتاج الى وقفة جادة ، حتى نوفر بيئة نقية قادرة على اشباع الجيل الجامعي بالعلم والاخلاق ، والقدرة على محاورة الاخر بالاسلوب الحضاري ، وعلينا ان لا نسمح لأي يد تعبث بهذه البيئة ، وان نعمل لتتمتع الصروح الاكاديمية باستقلالية تامة ، من أي تدخل ايا كان لونه وشكله ، فالجامعة لا تستطيع اداء رسالتها ان لم تتمكن من تنفس الحرية. الدستور
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.