• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

73% من شباب الجامعات يرجحون إحجامهم عن المشاركة الحزبية لخوفهم على مستقبلهم

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-01-09
1635
73% من شباب الجامعات يرجحون إحجامهم عن المشاركة الحزبية لخوفهم على مستقبلهم

أعرب شباب من فئة طلبة الجامعات عن تخوفهم من تعرض مستقبلهم للخطر إن هم انتسبوا لأحزاب سياسية في الأردن.

  وتوصلت دراسة ميدانية تناولت الحديث عن معوقات مشاركة الشباب الجامعي في الأحزاب السياسية نشرتها المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية التي تصدرها الجامعة الأردنية إلى أن الشباب الجامعي بحجمون عن المشاركة في الأحزاب السياسية لأسباب متعددة منها الخوف من تعرض مستقبلهم للخطر وبنسبة 73.2% من أفراد العينة المكونة من 1355 طالبا وطالبة من ثلاث جامعات هي "الأردنية، اليرموك، مؤتة".
 
 ولم يبد مسؤول المكتب الشبابي لحزب "الوحدة الشعبية" ومنسق حملة "ذبحتونا" الدكتور دعاس الاستغراب من النسبة السابقة فيما يتعلق بالتخوف من خوض التجربة الحزبية لدى الطلاب ذاهبا إلى أن أول عامل في "نفور" الشباب الجامعي من العمل السياسي يعود على تكريس ثقافة "الخوف" لديهم لأسباب "ذهنية عرفية" عززتها إجراءات وقوانين حكومية.
 
 ويستبعد وزير الدولة للتنمية السياسية موسى المعايطة في حديثه مع "الغد" فكرة تخوف الشباب الجامعي من دخول الأحزاب السياسية مؤكدا أن هناك نسبة كبيرة من الشباب يخوضون التجربة الحزبية ما يلغي فكرة "التخوف" الا انه وبحسب وجهة نظره فإن وجد تخوف لدى الشاب فذلك مرده "للخوف الموروث" الذي يسببه الأهل.
 
طالبة كلية الآداب لانا الديب لقيت رفضا "قاطعا" من قبل أهلها بمجرد طرحها فكرة انضمامها إلى احد الأحزاب الأردنية الذي يتوافق مع أفكارها واتجاهاتها بحسب ما قالته الى "الغد".
 
 وتقول إن المبررات التي ساقتها العائلة أنها فتاة، إضافة إلى أن لا أحد في عائلتها سبق وانضم إلى أي عمل سياسي فضلا عن خوفهم عليها من أن يهدد ذلك استقرارها الجامعي.
 
وتخوف الطالب مصطفى الور وأهله من أن يشكل انضمامه إلى العمل الحزبي يشكل معوقا أمام حياته المهنية بعد التخرج هو سبب عدم رغبته في التفكير ولو "لحظة"؛ بذلك فمصيره يتوقف على حياته المهنية التي يحلم بها ويسعى الى ان لا يعيقه أي شيء عنه.
 
وهو ما يتفق مع ما ذكره الأمين العام للحزب الوطني الدستوري أحمد الشناق؛ فالطالب بعد تخرجه من وجهة نظره يبحث عن وظيفة إما في القطاع الخاص أو في مؤسسات عامة او عسكرية الأمر الذي يخشى معه الشاب أن يحول انتماؤه الحزبي دون فرصة عمل عقب التخرج أو بسبب "التاريخ الحزبي".
 
 ويستكمل الشناق استعراضه للأسباب التي يرى أنها تسهم في إيجاد معوقات في مشاركة الشباب الجامعي في الأحزاب السياسية الأردنية ذاهبا إلى هناك أحزابا تفتقر لوجود برامج في خططها تتعلق بمستقبل الشباب واهتماماته مثل البطالة ووضع الطالب التعليمي وغيرها من القضايا التي تهم كل شاب.
 
 وهو ما ذكرته دراسة المجلة الجامعية وكشفت أن 55.6% من أفراد عينة الدراسة من الطلاب ترى أن عدم معالجة برامج الأحزاب للقضايا الشبابية وخلو محتواها من مضامين تهم شريحة الشباب تشكل أحد المعوقات لانتسابهم فيها.
 
 ويرى الشناق أن عدم إظهار رؤى وبرامج الأحزاب السياسية في الأردن من قبل الإعلام الرسمي يقلل من إبراز أنشطة الأحزاب وإنجازاتها ما يقلل نسبة لفت الأنظار إليها وتشجيع الراغبين في الانضمام من الشباب مع العلم وكما ذكر أنه وبموجب قانون الأحزاب في المادة رقم 20 هناك حق في استخدام برامجها عبر الإعلام.
 
"الانتخابات الطلابية هي انتخابات إقليمية عشائرية وليست فكرية حزبية" يقول دعاس مستنكرا ذلك، مشيرا إلى أن الجامعات هي بالأصل "المنبع" لتنشئة الفكر لدى الطالب فوجود إقليمية جامعية تحول دون ترسخ حركات حزبية فكرية بين صفوف طلبة الجامعات.
 
 ذلك ما جعل طالب كلية الهندسة نديم الخالدي يعدل عن فكرة كان ينشدها سابقا وهي ان يكون لديه نشاط سياسي تحت مظلة أحد الأحزاب الأردنية، قائلا إن الإقليمية والعشائرية التي عاناها في الانتخابات الجامعية ساهمت في خبو حماسته وقللت ثقته في فعالية العمل الحزبي ومصير تأثيره في الجامعات.
 
عدم وجود تأثير واضح للأحزاب في مجريات الأمور كان واحدا مما ذكرته الدراسة فيما يتعلق بأسباب معوقات توجه الطلاب الجامعيين إلى العمل الحزبي حيث أكد 61.2% أن محدودية تأثير الأحزاب السياسية في مسار الأحداث الحياتية تشكل عائقا أمامهم للمشاركة فيها.
 
 وقال دعاس إن عدة عوامل أوصلت الشباب الى الحالة التي هم عليها وأبرزها حالة الإحباط العامة لديهم نتيجة للهزائم المتتالية للأمة العربية أدى للشعور بالخضوع والاستسلام وولد افكارا في ذهن الشباب من وحي ذلك عن فكرة الانتماء للأحزاب السياسية.
 
 العامل الثاني بحسب دعاس هو أن فئة الطلاب من الشباب هي فئة أقرب إلى "البرجوازية الصغيرة" التي تميل إلى صفة "النفس القصير" بحيث لا تنظر إلى الهدف الاستراتيجي بل تسعى إلى نتائج سريعة تعزز ثقتها بالأحزاب.
 
 أما ما تبقى من معوقات مشاركة الشباب الحزبية بحسب ما كشفتها الدراسة هي أن الأحزاب في مضمونها أحزاب شخصية وليست جماهيرية، إضافة إلى كثرة عدد الأحزاب السياسية في الأردن ما قلل الثقة بها، فضلا عن أن الحكومة لا تشجع مشاركة الشباب في العمل الحزبي السياسي.
 
التنمية السياسية وحجم تأثيراتها وبرامجها عند الطلاب من الشباب لم تذكرها الدراسة كمعوق للحركة الحزبية الطلابية في حين وأثناء حديث "الغد" مع مجموعة من الطلاب الجامعيين تكررت جملة "لا أفهم كثيرا عن السياسة".
 
 محمد القادري لم يتردد في اعترافه بعدم معرفته بالقضايا السياسية رغم أنه طالب في السنة الرابعة في الجامعة، موضحا أن السياسة والاهتمام بها والالتحاق بأحزاب من أجلها كانت في زمن "آبائنا" أما هذا الجيل فمعظمه لا يكترث الا بقضاياه واهتماماته الفردية.
 
ويعلق الشناق على حجم التنمية السياسية في الأردن، لافتا إلى أن التنمية السياسية في الأردن مثل "وزارة" لم يتحدد لها أهداف كاستراتيجية وطنية أردنية ولم تحدد الآليات لتحقيق أهدافها.
 
"الأصل في التنمية السياسية هو تنمية الوعي الأردني لكافة الفئات العمرية"، يقول شناق، فضلا عن دورها في إلايضاح للمواطن بأهمية دوره فيمن ينتخب وعلى اي اسس، مشيرا إلى أن قضية الشباب وانتماءه للأحزاب هو جزء من الحالة الحزبية في الأردن.
 
في حين يرى دعاس أن الحكومات بشكل عام والحكومة الأردنية بشكل خاص لا تعنى "بمعنى الكلمة" بتفعيل التنمية السياسية من كافة نواحيها لدى الشباب فكل ما برامجها حتى اليوم هو "مجرد شعارات".
 
من جانبه يستنكر المعايطة ذلك، ذاهبا إلى أن هناك دراسات تقوم بها مراكز مختصة بإشراف من وزارة التنمية السياسية تتناول الحديث عن مدى أهمية غرس الثقافة السياسية في نفوس المواطنين.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.