• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

عرف أبو عمار بوجود شارون في المطعم ولم يعط أمر بقصفه..وقال: نقاتله ولا نقتله

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-02-21
1719
عرف أبو عمار بوجود شارون في المطعم ولم يعط أمر بقصفه..وقال: نقاتله ولا نقتله
 
بقلم: واصف عريقات
تعرض شارون ورئيس أركانه والقيادات العسكرية لانتقادات حادة من وزارة الدفاع الأمريكية دفعت بنائب وزير الدفاع الأمريكي للقيام بزيارة إسرائيل للوقوف على أسباب فشل الهجوم على بيروت يوم الأحد 1 آب 1982 الذي استمر مدة 16 ساعة من القتال المتواصل اعتمد فيه على سلاح الجو، كما استخدمت فيه المعدات الأمريكية الحديثة بكثافة لافتة، أطلقت يومها آلاف القذائف على بيروت من البر والبحر والجو حيث حاول الجيش الإسرائيلي الاختراق نحو بيروت عبر ست محاور ركز خلالها على محور المطار الذي رفض العقيد الإسرائيلي ايلي جيفع الاشتراك في الهجوم عليه،
وكل ما حققه جيش الاحتلال هو السيطرة على ثمانماية متر فقط كلفته ثمنا باهظا مقابلها بحسب تصريح الجنرال" بن تسيون شرا يدر" احد القادة الذين شاركوا في هذه المعركة وأصيب في جنوب بيروت بعد ما كاد أن يؤسر من قبل شبلين فلسطينيين حيث قال: "كلفنا كل متر في هذه المعركة عشرة جنود"، على أثرها تم الاتفاق على وقف إطلاق النار التاسع .
أراد شارون أن يثبت العكس للأمريكيين والمنتقدين وان جيشه قادر على تحقيق النصر بدون استخدام الطائرات والمعدات الأمريكية الحديثة كما جرى في معركة الأحد، فخطط بنفسه لمعركة استمرت 15 ساعة بدأها عند الساعة 0300 يوم الأربعاء 4 آب 1982 اعتمد فيها على وحدات المظليين ودبابات الميركافا المعدلة وغطاء بصواريخ غبريال من البحر بدلا من الطائرات وإسناد كبير من المدفعية البحرية والبرية بكافة صنوفها ومدافع الدبابات وراجمات الصواريخ، ولم يكن حظه في هذه المعركة بأفضل من سابقتها حيث فشلت هي الأخرى، ولم يتمكن من التقدم سوى مئات الأمتار باتجاه ثكنة هنري شهاب قرب السفارة الكويتية ومنطقة بئر حسن، زاد الطين بله عندما هزئ احد ضباطه بقوله قبل بدء المعركة لم يبقى في بيروت سوى مدفع واحد قائلا : " يبدو أن مدفع بيروت هذا أنجب مدافع كثيرة "، لكن شارون المعتد بنفسه ميدانيا وبطل الثغرات والاختراقات لم يسلم بهذه الإخفاقات فعقد العزم...كيف..؟؟ وأين....؟؟؟ومتى...؟؟؟.
وفي يوم 6 آب شوهد شارون يتناول الطعام (حمص وفروج ) في احد مطاعم بيروت الشرقية، وصل الخبر للشهيد أبو عمار بينما كان يوزع الخبز بنفسه على الأهالي في فرن بمنطقة ساقية الجنزير، وعلى الرغم من وجود شارون في منطقة أمكن استهدافه فيها بالمدفعية إلا أن الشهيد ابوعمار قال " كتب عليكم القتال وهو كره لكم" فكيف حين يكون الأمر متعلق بالإنسان وهو يتناول الطعام، واستمر بتوزيع الخبز ويطمئن على الناس، عندها وصل خبر آخر مفاده أن هناك تحضيرات جارية لعقد مؤتمر صحافي لمسئول كبير في فندق الكسندر حيث تقيم فيه القيادات الإسرائيلية، خرج أبو عمار من الفرن ودعا لاجتماع عاجل وحدد المكان وتم تعميم ذلك على المعنيين بحضور الاجتماع، وصل أبو عمار للمكان قبل الموعد المحدد، لكنه لم يمكث طويلا وأصدر أمرا بإلغاء الاجتماع وغادر، وبعد مغادرته بقليل وعند الساعة 1440 من نفس يوم 6 آب انقضت طائرتان إسرائيليتان على بناية العكر في حي الصنائع وهي التي غادرها أبو عمار، أطلقت الطائرة الأولى قنابل الرذاذ (خليط كيماوي من مشتقات البترول)، وقذفت الثانية قنابل الشعلة (الاحتراق) مما أدى إلى تفريغ الهواء من البناية ( 8 طوابق ) وتم تدميرها تدميرا كاملا، وهي ما عرف عنها بالقنبلة الفراغية حيث جاء استخدامها لأول مرة، وبسببها أصبحت البناية أثرا بعد عين، وقضى معظم من كان فيها وهم من اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا بسبب القتال من مخيم ضبيه، جن جنون شارون الذي كان سيعقد المؤتمر الصحافي في فندق الكسندر من اجل الإعلان عن مقتل الشهيد أبو عمار في بناية العكر التي تم تدميرها بالطيران الإسرائيلي في منطقة الصنائع، لكن تخطيطه فشل وخاب، وتضاعفت إخفاقات شارون ، فلجأ للانتقام بقصف الملاجئ المأهولة بالمدنيين العزل في منطقة الفاكهاني بقنابل أل GBU 15.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.