صحيفة العرّاب

مآساة شهدت بعض فصولها..!!

 بقلم المحامي عبد الوهاب المجالي

كان يما كان في سالف العهد والزمان شقيقات لأب يعشنْ في منزل واحد تجمعهن المودة والمحبة ويغمر حياتهن الفرح والسعادة يتقاسمن ضنك العيشن يتعاون على صروف الحياة..

في يوم من الآيام إعتلت آجسادهن فجأة غزاها فايروس جيني خطير وقدم اليهن النصح بالعزل الوقائي في مكان محكم الإغلاق بحيث لاترى الواحدة منهن الأخرى وان لا يتحدثن لبعض خوفاً من تفاقم المرض..

عُزلت الشقيقات عزلاً تاماً وللبقاء على قيد الحياة قدمت لهن مشورة آن لا يلتقيا آبداً على مائدة واحدة وان لا يشتركن بأي شكل من الآشكال بآي شيء وآن لا يتم التعاون بينهن على آي نحو..

بعد ان إستقرّ الحال بهن على الوضع الجديد ووصلت الآمور بينهن حد القطيعة تم الوشاية بيهن ان كل واحدة منهن هي مصدر المرض وان الإتصال بينهن يعني كارثة محققة..

آحد الآيام تفاجأن بأن حضر مآذون وبمعيته شهود زور وتم تزويجهن رغم عنهن بعقود فاسدة لا تمت لآي شريعة بما فيها الغاب وخارج السياق الطبيعي لكل المخلوقات..

الغريب رغم القطيعة بين الشقيقات آصبحت منازلهن تعج بالغرباء يفعلوا بها ما يشاؤا محرمة فيما بينهن لا بل تجاوز الآمر ذلك بأن حل الخصام بينهن محل الوئام ووصلت حالة العداء فيما بينهن الى درجة الإقتتال..

آنجبن نتيجة العقد الباطل عدد من الآبناء لا يتعرف الواحد منهم على الآخر نفوسهم مفعمة بالحقد والكره والآنانية كل واحد منهم لا يرى إلا نفسه..

ولعدم إعترافهم بالأبوه جلبوا كل حفاة الآرض وقواديها لعقر دارهم ووهبوهم كل ما تخوي ولم يبقى لهم ما يفترشوا او يلتحفوا وآصبحوا حفاة عراة..

بعد ان طحنهم العوز والجوع والفقر لم يبقى شيء ما بين آيديهم يقبل البيع إلا الآجساد او ما يسمى كرامة وقيم وما شابه ذلك وانها لا تمتلك آي قيمة او معنى..

المهم وصلوا الى حال يرثى له لم يبقى بين آيديهم شيء قيل لهم آخيراً ان سبب ما حلْ بهم ما يسمى الإيمان بالغيب وتلك الخزعبلات نصحوا بالتخلي عن كل ما يمت إليه بصلة ليحيوا حياة مدنية رغيدة..

صدقوا وشرعوا في ذلك..!!