صحيفة العرّاب

لبنان..مشايخ السنّة يُلوّحون بإعلان الجهاد ونبذ الحريري

 يبدو ان المعلومات الدبلوماسية الأمريكية التي تُرجّح وجود حاضنة اجتماعية تؤيد الجماعات الجهادية في سورية والعراق تصل إلى 20 % ، لها ما يبررها الآن، في ضوء أحداث "طرابلس" التي أفلتت عقال الخطاب الطائفي مجددا في الخاصرة الأقرب لسورية بلبنان.

الأوضاع في شمال لبنان، خصوصا في محيط حي التبانة، بقيت متوترة حتى ساعات مساء الإثنين، وسط محاولات محمومة لاستدراك الأمر عبر وساطات مع جميع الأطراف تترقب مبادرة سياسية تنهي الأزمة المسلحة بين الجيش اللبناني وعدة فرق مسلحة، ممثلة لأهالي السنة في طرابلس.

اللافت في السياق ان الغطاء السنّي الديني رُفع مسبقًا عن رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بعدما طالب الجيش بالضرب بيد من حديد على كل من يعبث بالأمن أو يتمرد على السلطة، في الوقت الذي وصلت فيه التعبئة الطائفية إلى مستويات مقلقة، بعد الفتوى التي أصدرها الشيخ الشهال، التي تلوح بإعلان الجهاد في كل لبنان، إذا لم تبادر سلطات الجيش بحلول سياسية.

الشهال تحرك في فضاء الإعلام اللبناني، وطرح سؤالا: لماذا يستهين الجيش بالطائفة السنية؟ ثم قال: انها الاستهانة بالطائفة السنية لأن قادة الطائفة السنية قد خانوا الطائفة، واسأل الله ان يخزيهم ويهزمهم شر هزيمة، داعيا إلى إعلان صرخة الله اكبر من على المنابر، ولن نتسامح مع المتآمرين على الطائفة السنية بشكل صريح، لذلك على جميع الاخوة والمشايخ ان يعلنوا كلمة الله اكبر، وقال: وقد نضطر الى الجهاد الحقيقي في كل لبنان.

الشهال هو الشخصية السنية الأبرز في المجتمع الطرابلسي، وتلميحاته تتقصد الحريري وقيادة الجيش اللبناني مصرة على الصدام المباشر لإخضاع جميع المسلحين، بعدما فقد الجيش ستة من الجنود قتلوا مع مدنيين إثنين في الأحداث الأخيرة بطرابلس وسط حالة تعبئة طائفية.

جبهة النصرة هي الأخرى كانت لاعبا أساسيا في احداث طرابلس، بعدما اعلن ممثلها في القلمون أن الجبهة ستبدأ إعدام جنود لبنانيين تحتجزهم، إذا أصر الجيش على التصعيد، في الوقت الذي ارتبكت فيه حسابات تيار المستقبل، الممثل السياسي الأبرز لأهالي السنة في لبنان.