صحيفة العرّاب

الساخر الساحر ؟!!

بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

 " ست سنوات مرت بصمت على رحيل محمد طملية الساخر الاردني،لكن ضجيج مقالاته الساخرة اللاذعة لم تزلْ تقرعُ جدرانَ الذاكرة بعنفٍ وقوة. نقول بهذه المناسبة: لـ "عمدة الساخرين وعميدهم " احمد حسن الزعبي الذي تجاوز الماغوط و صار ـ احمد تيشخوف العربي ـ العمر كله لك ولزملائك الساخرين العرب الذين اصبحوا بعد رحيل الساخر المصري احمد رجب اقل من عدد اصابع اليد الواحدة. 


هي الريحُ تأخذُ كلَ الورقْ 

وتبقى الجذورُ 

واسألُ أينَ اخضرارُ الشجرْ 

وكيفَ يموتُ الألقْ ؟! 

رمى ظلهَ عند بابِ المساءْ 

وفوقَ الرصيفِ احترقْ 

إلى أينَ أنتَ مضيتْ ؟ 

إلى أين نمضي؟! 

فأنتَ الصوابُ 

ونحنُ الخطأْ! 

تسكعَ هذا الأميرُ القَلِقْ 

وحلقَ بالحرفِ حتى انطفأْ 

يموتُ المغني ويهجعُ تحتَ الترابْ 

وتحتَ الحصى 

تظل ُالأغاني صدىً 

واسمك َيمتدُ فوق المدى 

وفوق السحابْ 

يبوحُ بدمعٍ طريٍ 

كراع يدوزن لحناً جريحاً 

بشبابةٍ من ثقوبِ القصبْ 

وقلبٍ ذهبْ 

هي الأرضُ أمٌ تدورْ 

وفيها تموتُ فصولُ... 

و تحيا فصولْ 

وفي الكونِ تولدُ نجمةْ 

و تأفلُ نجمةْ 

فلا نبعَ ماءٍ بغيرِ مصبٍ 

وما الوردُ إلا ظلالِ العطورْ 

فلا تجزعي امه 

و "هذا جناهُ عليه ابوه" 

بليلةِ شوقٍ ورغبةِ شهوةْ 

كفارسِ مخدعِ عشقٍ اتاكِ ابوه 

يمدُ إليكِ فحولةَ رمحهْ 

يسيلُ لعابهْ 

كمهرٍ جموحٍ يهزُ بسيفهْ 

بقانونِ تمامِ الكمالْ 

وقانونِ إستدارةِ وجه الهلالْ 

على جمرةِ الحبِ فاضَ انتشاءً ابوه 

رمى نفسه كحملٍ وديعٍ و اطلقَ نُطفةْ 

ويأتي محمدُ يحمل كأسهْ 

دواةً...لحبره 

ويرحلُ في عزِ عمره 

محمدْ!……… 

أهالوا عليكَ تراباً حنوناً 

وفي البيتِ ناحتْ عليكَ الحمامةْ 

وجادتْ عليكَ سحابةُ ماءٍ 

فصارت حروفكَ راحَ الندامى 

وشاهدُ قبركَ سفر الروايةْ