صحيفة العرّاب

الأسد لليبرمان..لن امنح إسرائيل سلاما مجانيا..واستدعاء لقوة الاحتياط السورية

في أول رد فعل له على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان والتي هدد فيها للمرة الاولى بإسقاط النظام السوري في أي حرب مقبلة ضد إسرائيل، ورافضا الانسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن السلام مع دولة الاحتلال لا يمكن ان يتحقق بدون استعادة كامل الحقوق والأراضي المحتلة.
 
وأكد الأسد في مقابلة مع مجلة "نيويوركر" الأمريكية أجراها الصحافي الامريكي سيمور هيرش: "لدينا نصف مليون فلسطيني يعيشون هنا منذ ثلاثة أجيال. لذا، فان عدم التوصل الى حل لهم ، يطرح السؤال حول أي سلام نتحدث عنه ؟. ما الفارق بين السلام ومعاهدة السلام ؟ المعاهدة هي ما توقع عليه ، لكن السلام هو التوصل الى علاقات طبيعية . لذا، نبدأ بمعاهدة سلام من اجل التوصل الى السلام.. اذا قالوا انه يمكن لنا ان نستعيد الجولان كاملا ، فستكون هناك معاهدة سلام . لكن عليهم الا يتوقعوا مني ان امنحهم السلام الذي يتوقعون .. الامر يبدأ بالأرض، ولا يبدأ بالسلام".
 
وحول طريقة تعامل الإسرائيليين مع عملية السلام، قال الأسد: "هناك حاجة الى قاموس خاص لتفسير تعابيرهم .. هم لا يملكون لا ما كان يملكه الجيل القديم الذي كان يعرف ما تعنيه السياسة ، مثل اسحق رابين وغيره .. لهذا السبب قلت انهم كالأطفال يتقاتلون في ما بينهم ، يعبثون ، ولا يدرون ماذا يفعلون".
 
ونقلت وكالة "شام برس" السورية عن الأسد:" الإسرائيليون أرادوا تدمير حماس في الحرب " في ديسمبر/ كانون الاول 2008 " ويجعلون للرئيس الفلسطيني محمود عباس حضورا قويا في الضفة الغربية . في الواقع ، هذه دولة بوليسية ، وقد اضعفوا "ابو مازن" وجعلوا حماس أقوى . الآن هم يريدون تدمير حماس . لكن ما البديل عن حماس؟ انه تنظيم القاعدة ، وهم لا يملكون قائدا للتحدث اليه ، وللتحدث حول أي شيء ، أي انهم ليسوا مستعدين للدخول في حوار . هم يريدون فقط ان يقتلوا في الميدان"
 
وتطرق الأسد إلى انتقادات بعض السياسات الإسرائيليّة خلال مؤتمر منظمة "جي ستريت"، وقال : " هذا أمر جديد !. لكننا يجب ان نقول لهم انهم اذا كانون يشعرون بالقلق على اسرائيل، فان الامر الوحيد الذي يحمي اسرائيل هو السلام .لا كمية الطائرات، ولا الأسلحة تستطيع حماية اسرائيل، لذا عليهم ان ينسوا ذلك " .
 
سورية تستدعي الاحتياط
 
في هذه الأثناء، اشارت صحيفة "السياسة" الكويتية الى ان سورية تستدعي الاحتياط وتهيئ جبهتي لبنان وغــزة تحسبا للحرب الشاملة.
 
وقالت: ان التهديدات الاسرائيلية الجديدة لاقت هذه المرة رداً سياسياً ســـوريـــاً أكــثــر "حــــــرارة", فانتقلت دمشق مــن الــرد الــدفــاعــي إلــى نوع من الهجوم النفسي باعتبار أن وراء هذه التهديدات ارتباكا لدى القيادة الإسرائيلية ناجما عن عــدم هضم الفشلين في حربي غزة ضد حماس العام الماضي، وحرب يولي/ تموز ضد حزب الــلــه اللبناني عام 2006.
 
ونــقــلــت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالموثوقة أن الجيش السوري بدأ منذ أسابيع عدة باستدعاء الاحتياط على دفعات لتدريبه وإعداده للحرب.
 
من ناحية اخرى، علق مصدر ديبلوماسي لبناني على التهديدات الاسرائيلية بالقول "ان التهديدات لن تمر دون حسيب والامر يعتبر خرقا فاضحا للقانون والشرعية الدولية وكل قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة.
 
واشار الى ان لبنان بحكم موقعه اليوم كعضو غير دائــم في مجلس الامــن الدولي سيقوم بتحرك واســع النطاق، على صعيد الـــدول الاعــضــاء فــي مجلس الامن وسيحاول عقد جلسة لمجلس الامن تخرج ببيان رئاسي على الاقل يدين اسرائيل لتهديداتها للبنان وللخروقات الدائمة التي ترتكبها اسرائيل انتهاكا للسيادة اللبنانية وللقرارات الدولية لا سيما 1701.
 
ورأى في تذرع اسرائيل بسلاح حزب الله لإطلاق تهديداته، مجرد ذريعة في ظل التوافق على بحث موضوع ســلاح حــزب الله على طاولة الحوار الوطني. وذكر ان لبنان تقدم بشكويين لإقــدام اسرائيل على خطف مواطن لبناني اضافة الى قيامها بخروقات تــفــوق ســتــة آلاف خـــرق لــلــقــرارات الدولية.
 
تصريحات ليبرمان
 
 
وكان ليبرمان قد حذر أمام المنتدى التجاري في جامعة بار إيلان الرئيس السوري بشار الاسد من انه "سيخسر الحرب والسلطة" اذا ما شن حربا على اسرائيل.
 
وقال ليبرمان في مؤتمر صحفي: "التهديدات التي اطلقها الرئيس الاسد حيال امكان دخول سوريا في اي حرب تشن في المنطقة ومهاجمة اسرائيل كانت بمثابة تغيير لقواعد اللعبة بشكل دراماتيكي وتهديد مباشر وتجاوز للحدود ".
 
وأضاف ليبرمان انه " لا يمكن ان نمر مرور الكرام على ذلك لانه هدد اسرائيل مباشرة ومغزى كلامه هو انه في حالة اقدام حزب الله على مهاجمة اسرائيل وقيام اسرائيل بالرد فان سوريا ستخوض الحرب وتهاجم اسرائيل ومدنها ".
 
وتوجه ليبرمان للاسد بالقول" عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط بل ستخسر السلطة ايضا انت وعائلتك ، للأسف لم يحصل حتى اليوم تلازم بين الهزيمة العسكرية وخسارة السلطة. الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر خسر الحرب في 1967 ولكنه مع ذاك ظل في السلطة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حافظ الأسد الذي خسر الحرب في 1973 وبقي في السلطة".
 
وجدد ليبرمان، في مقابلة أجرتها معه القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أمس، رفضه المطلق للانسحاب من هضبة الجولان، معتبراً أن "سوريا تنازلت عن سوريا الكبرى ولبنان والاسكندرون، ولا يوجد سبب يمنع تنازلها، في حالتنا، عن الجولان".
 
من جانبه، وفي كلمة أمام إحدى المدارس الدينية في مستوطنة "أفرات" في الضفة الغربية، ردّ قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، الجنرال آفي مزراحي، على تهديد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بنقل الحرب إلى المدن الإسرائيلية بالقول إن الجيش الإسرائيلي يمكنه أن يصل إلى دمشق.
 
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مزراحي قوله: "لقد اختار السوريون طريق الإرهاب والتسلح بالصواريخ، لكن في مقابل ذلك يمتلك الجيش الإسرائيلي ميزان ردع، وهم رأوا في لبنان عام 2006 قدراتنا، وكيف أننا دمّرنا ستة مبانٍ في الضاحية في أقلّ من دقيقة من دون أن نسبّب أضراراً في المحيط".
 
وخلص إلى التشديد على أن الميزان الاستراتيجي ليس لمصلحة الجيش السوري، "وإذا اضطررنا فسنهزمهم هزيمة لا لبس فيها".
 
وجاءت تصريحات ليبرمان بعد تأكيد الرئيس السوري الأربعاء أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تدفع المنطقة باتجاه الحرب ولا ترغب في تحقيق السلام ، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الاسباني ميجيل انخيل موارتينوس .
 
وقال الأسد "كل الوقائع تشير إلى أن اسرائيل تدفع المنطقة باتجاه الحرب ، إنها غير جادة في تحقيق السلام في الشرق الاوسط".
 
من جهته دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاسرائيليين الى "العودة الى الرشد" بالتزام متطلبات السلام و"الكف عن لعب دور الزعران" في الشرق الأوسط.
 
وقال: "لا تختبروا عزم سورية. تعلمون ان الحرب في هذا الوقت، ستنتقل الى مدنكم"، في حال وقوعها، محذرا من انه في حال دفعت اسرائيل الامور باتجاه الحرب فانها "ستكون شاملة".
 
وكانت إسرائيل أجرت منذ يومين مناورات عسكرية في صحراء النقب تحاكي حربا على سوريا شملت غارات جوية بطائرات من طراز إف 16 للوقوف على مستوى التنسيق بين سلاح الجو وأذرع الجيش في البر.
 
وتزامنت هذه المناورات مع تحذير وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك من إمكانية اندلاع حرب مفتوحة بين إسرائيل وسوريا قد تتطور إلى حرب إقليمية واسعة إذا لم يتوصل البلدان إلى تسوية سياسية بينهما.وكالات