صحيفة العرّاب

مطار تمناع .. سياسة أمر واقع إسرائيلية والحكومة ترفض الإفصاح عن خطواتها

  قالت المنظمة الدولية للطيران إيكاو إن قضية إقامة مطار تمناع الإسرائيلي قرب الحدود مع الأردن "شأن يخص الحكومتين الأردنية والإسرائيلية"، مؤكدة أن الأردن لم يتواصل معها رسمياً سواء للاحتجاج أو غيره.

وبدأت السلطات الإسرائيلية مؤخراً بناء مطار في منطقة تمناع على مقربة من الحدود مع الأردن جنوباً، وعلى نحو "يهدد السلامة العامة وقد يمس السيادة الأردنية الجوية" بحسب ما يصف مسؤولون أردنيون الأمر.

وسبق أن نشر تقريراً حول قبول الأردن بإنشاء المطار شريطة التنسيق بين الجانبين منعاً لأي حوادث جوية. لكن الحكومة نفت "تغير موقفها" من المطار.

وأكد بيان لوزارتي النقل والخارجية في حينه "أن العمل قائم على سلسلة الاجراءات التي تحدثت عنها الحكومة في وقت سابق وذلك بإخطار منظمة الطيران الدولي".

من جانبها، قالت المنظمة الدولية للطيران في رد على استفسارات إن المسألة المطروحة "شأن يخص الحكومتين الأردنية والإسرائيلية" وحدهما "ولا علاقة للمنظمة بذلك".

وأضافت "إيكاو" أن "أياً من الحكومتين (الأردنية أو الإسرائيلية) لم تتواصل رسمياً مع المنظمة سواء بمكتبها الإقليمي في القاهرة أو بإدارتها العليا" سواء للاحتجاج أو غيره.

أما الحكومة، فرفضت الإفصاح عن خطواتها المتخذة فعلاً ضد إنشاء المطار وما إذا كانت هذه الخطوات شفوية أم رسمية.

ومن جانبها، تنتهج الحكومة الإسرائيلية سياسة الأمر الواقع مع الأردن من خلال استكمال العمل في إنشاء المطار والاكتفاء بتأكيد أنه "لا يؤثر بأي شكل على السيادة الأردنية أو سلامة أراضي المملكة".

ولا تأت الحكومة الإسرائيلية على ذكر أي احتجاج رسمي أردني بل تقول إن تصريحاتها تأتي للتعقيب على ما يقوله المسؤولون الأردنيون في الصحافة.

وفي مواجهة هذه السياسة، لا تبدو ما تصفه الحكومة بالخطوات الاحتجاجية فاعلة بالشكل المطلوب، إذ يسير العمل بمطار تمناع ضمن خطة لافتتاحه العام المقبل.

وسبق للحكومة الإسرائيلية العدول عن إنشاء هذا المطار عام 2006 خشية التأثير على العلاقات الأردنية الإسرائيلية، بحسب ما كشفت عنه صحيفة "هآرتس" مؤخراً.

ويستبعد مراقبون اللجوء إلى التلويح بمصير العلاقات الثنائية، التي شرعّتها معاهدة السلام الموقعة عام 1994، وبدأت مؤخراً بالتوثق أكثر عبر مشاريع اقتصادية مشتركة وتنسيق أمني أكثر عمقاً بين الجانبين.