صحيفة العرّاب

عقدة "الاضطهاد"عند الشيعة و اليهود!

بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

 " مع الاعتذار لابطال المقاومة الاشاوس الذين كسروا خشم اسرائيل في تموز عام 2006 "

الماشوذية او الشبقية المؤلمة ،اضطراب في الشخصية ناجم عن علة نفسية دفينة في اغوار الذات السحيقة.مريضها يستعذب تعذيب نفسه،ويشعر بالرضا حدود الامتنان عند اهانته او الحط من قدره. نقيضها شخصية سادية تستمع بايقاع الاذى في الاخرين،والتلذذ بآلامهم. ما يميز الشخصية الاضطهادية تتذبذبها بين هجوم عدواني على الغير او "عدوان مرتد للداخل"،وتأرجحها بين دونية منحطة وعظمة الى حدود ادعاء الالوهية....النبوة....،وغيرها من شخصيات تاريخية.الماشوذي لا يقر له قرار،ولا يستقر على حال. دائم القلق كانه يعيش تحت كابوس ضاغط يسحق روحه،ويطحن عظامه.

سبر اغوار هذه الشخصية اختصاص اطباء الاختصاص في ميدان علم النفس.في هذه المقالة الموجزة نتناول الجوانب التاريخية للمظلومية،وما لحق مجتمعنا العربي من شرورها، وشرر نيرانها بحكم ديكتاتورية الجغرافيا وحماقة التاريخ.فامتنا اليوم كسمكة شهية دسمة بين فكي يهود و فرس،لا تملك من مقومات المقاومة الا "الفرفطة"، وضرب الماء بذيلها، بينما راسها محشور لا يقوى على الحركة.البلاء بالراس و البلاوي لا تاتي الا منه.

ليس امام الامة الا النهوض من غيبوبتها،والعودة من غيبتها حتى لا تظل تدور حول ذاتها،وتركض للوراء.فالامم إن لم تعش حاضرها وتستشرف مستقبلها فشفرة المقصلة احرى بها.الاتكاء على مخدة التاريخ والنوم على فرشة الماضي حيلة المفلس،وما تفعله ـ امتنا الماجدة ـ في ايامنا البائسة، كالاحمق الذي يحرق فرشة لقتل بقة.قضية القضايا،القضية الفلسطينية صارت وراء ظهرها.والخوف كل الخوف، ان فلسطين ابتلعها الحوت من نهرها لبحرها، وغدت تعيش في ظلمات ثلاث.ظلمة بطن الحوت الاسرائيلي، ظلمة البحر الدولي، وظلمة الطاووس الفارسي،فيما دولنا العربية، تحولت من دول رائدة الى دول فاشلة،وبدل استقلالنا سقطنا في التبعية.

طُرد اليهود في جميع العهود لطبعهم التآمري.عهود الانبياء موسى،داود،عيسى،ومحمد عليهم الصلاة والسلام.ولُعنوا على كل لسان لخبثهم في الكتب المقدسة كافة: التوراة،الزبور،الانجيل،القرآن الكريم ـ بما عصوا وكانوا يعتدون ،وما زالوا يُلعنون لانهم مهماز شر في كل زمان ومكان . الحق احق ان يقال : انك لا تجد من يدافع عنهم الا العملاء و المطبعون.فاليهود هم اول من لعب دور المظلومية في التاريخ،وتلذذوا بالاضطهاد.فاخترعوا الكارثة والبطولة،ثم اصطنعوا المحرقة لابتزاز العالم واستدرار عطفه.تراهم يتارجحون حسب المواسم بين مظلومية كاذبة،وممارسة عقدة التفوق بالادعاء انهم شعب الله المختار.ومن اجل ترسيخ عقدة المظلومية حية في الاذهان.ألفوا مسرحية التباكي امام حائط المبكى ـ حائط الدموع ـ للعب دور الضحية واستدرار العطف..

ذات الحركات القرعة يمارسها الشيعة،بالعزف على عقدة المظلومية. فمنذ ازيد من الف و اربعمائة سنة. عند مبايعة المهاجرين و الانصار سيدنا ابي بكر الصديق رضي الله عنه و ارضاه خليفة على المسلمين في سقيفة بني ساعدة،دأب الشيعة على احياء ذكرى "البيعة" على انها مؤامرة على آل البيت،باقصاء علي كرّم الله وجهه عن الخلافة ،والادعاء زوراً بان سيدنا عمر بن الخطاب كسر ضلع فاطمة الزهراء، وبلغت المؤامرة عندهم ذروتها بقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما.مناسبات اصبحت محطات شحن للكراهية ضد السُنة،حيث تتمحور عقدتهم المركزية،ان ما يُعاني منه المسلمون من تلك الايام حتى يومنا،انما هو من آثار يوم السقيفة. المفارقة،ان اليهود يتهمون النازيين بحرقهم بافران الغاز،بينما الشيعة يتهمون الخلفاء الراشدين،الامويين،العباسيين،العثمانيين،حتى صدام حسين بذبحهم.اما ما يجمعها اعتقاد جازم، ان العالم يتآمر ضدهما،وكأن ليس للامم وظيفة سوى تعذيب اليهود، و تهميش الشيعة،جراء ذلك اشتهروا بالباطنية.

لا ندري هل هي من قبيل المصادفة ان يتحول الدين اليهودي،والمذهب الشيعي لهوية،ام ماذا ؟!.اليهود يطالبون بيهودية الدولة،كذلك الشيعة لا يخفون اطماعهم بعودة امبراطورية فارس. المشترك بينهما ان اليهودي والشيعي هما اقل اهل الارض تديناً و اكثرهم تعصباً،تجد واحدهم مُلحداً بالله لكنه متعصباً للطائفة.في دراسة علمية للعلامة الباحث الاجتماعي العراقي،علي الوردي للشخصية العراقية، اثبت فيها انها الاقل تديناً في الوطن العربي،ولا يخفى على اعمى ان دين اليهودي وديدنه المال ،لذلك برع في التجارة والبنوك والبورصة و اعتبر المرأة مشروعاً استثمارياً،فالدين عنده سلعة سياسية تخضع لقانون العرض والطلب،و دين الشيعي طائفته ولو خالف تعاليم الله،وما جاء بالقران الكريم وللتحايل على النصوص لجؤوا الى تأويلها بما يناسب مذهبهم ولو على حساب العقيدة .

ـ اللطمية ـ ارتبطت عند الشيعة بايذاء الذات ولبس السواد،فسيوفهم وخناجرهم ارتدت نحو اجسادهم ـ حسب زعمهم ـ بفعل تنكيل الراشدين، الامويين ،العباسيين بهم .هم لا يخجلون من اختلاق مبررات سخيفة،و حجج صبيانية لتسويق افعالهم الحمقاء،وتمجيد الايذاء وتعذيب الذات.فكرة تطهير النفس بالالم هي في الاصل بوذية تدعو الى نقاء الروح وتحريرها من عوالق الحياة بتعذيب الجسد و الافراط في الصيام،وحرمان النفس للوصول الى حالة "النرفانا" المطلقة . الفرس تأثروا بالفكرة وتبنوها. سؤالنا المشروع هل يرضى الله الذي سخر لنا كل ما في الكون،ان نُلقي بايدينا الى التهلكة.فالجسد امانه وسيشهد يوم الحساب على صاحبه ان لم يحسن ادارته ؟!. اما المغالاة لم تكن ولن تكون طريقاُ الى الله الرحمن الرحيم حتى بالعبادة،فكيف يكون الامر اذا كانت بالصفاقة.

"قورش" الامبراطور الفارسي دمر بابل العراقية بمساعدة يهود الداخل،فكافئهم باعادة توطينهم في فلسطين بعد ان اقتلعهم منها الامبراطور " نبوخذ نصر". ذات الدور حاول ان يلعبه ابو مسلم الخراساني "البرمكي"،بتقويض الدولة العباسية من الداخل،وللوصول لهدفه ادعى حب آل البيت،تمهيداً لاعادة امجاد الامبراطورية الفارسية لكن ابا جعفر المنصور جز راسه قبل ان يُسّلم راس بغداد للمجوس كما سلمها ابن العلقمي للتتار.بعد ذلك قام المستعربون من الفرس بتأسيس المدارس السرية في عهد الخلافة العباسية.فنشأت الباطنية "التقية" على يد رائدها مزدك الزاردشتي،وانتشرت حركة شيوعية المال والسلاح والنساء على يد القرامطة.

اللافت انتشار الشعوبية بشكل علني في العصر العباسي، وهي ـ الخروج على العرب ـ من روادها الشاعر الماجن ابو نواس الذي كان يستخف بالعرب في مجالسه بشطر بيت في نشوة مجون : "ليس الاعاريبُ عندَ اللهَ من احدٍ". بالتوازي مع الشعوبية. انتشرت الزندقة ـ الخروج على الاسلام ـ ومن ابرز دعاتها الشاعر الزنديق بشار بن برد،إضافة لازدهار الخزعبلات لاستغلال السذج من العامة الادعاء : ان ابا مسلم الخرساني هو "الرب الانساني"،و ابا جعفر المنصور لم يقتله انما تحول الى حمامة، ولاذ بالفرار.وبلغ الكفر اقصى مداه في"تأليه" سيدنا علي.

ابو مسلم الخراساني كما تقول الروايات التاريخية، سليل اكاسرة فارس التي اجهز عليها سيدنا سعد بن ابي وقاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.لهذا السبب تعود كراهية الفرس الشديدة للصحابي سعد و الخليفة عمر. ابو مسلم تنبأ بعودة فارس الى ما كانت عليه قبل الاسلام،وكان هذا السبب الرئيس لقتله.فاذا كانت القاعدة التاريخية تقول:ان التاريخ يعيد نفسه ولو على شكل مسخرة،فهذا يؤكده :علي يونسي مستشار الرئيس الايراني حسين روحاني : " بغداد عاصمة الامبراطورية الايرانية،وما اكده بعده بايام قليلة المرجع الشيعي "آية الله عبد الله جوادي" المقرب من خامنئي : ان انقاذ مكة والمدينة هو الجهاد الاكبر في الاسلام،والجهاد الاعظم عند الله . الاسخم يتمثل برفع الحشد الشعبي "الميليشات الشيعية" اعلامها الصفراء والخضراء والهتاف " الثأر للحسين" في المناطق السنية،وكأن السُنّة هم الذين استدرجوا الحسين وغدروا به ثم قتلوه.علما ان الشيعة انفسهم هم القتلة.

ما يثير السخرية، اعتقاد الشيعة ان الله خلقهم من ماء عذب زلال،وخلق باقي الخلق من ماء مالح،و ان ملالي "قم" هم روح الله.لا يختلف امرهم عن اليهود الذين يدعون، انهم شعب الله المختار.شعور بالعظمة تعويضاً عن عقدة اضطهادية راسبة في اللاوعي الجمعي لليهود والفرس الذين اشتهروا عبر الازمنة بلعب دور" المظلومية ".ادعاءات حمقاء تحط من قيمة العقل وتجانب المنطق.ما يدل بوضوح ان الفكر اليهودي،لا يزال حبيس القلعة، اسير المحرقة،سجين الجيتو.ويبدو ان العقلية الشيعية دخلت سراديب السرداب المعتمة مع المهدي المنتظر ولم تخرج منه .

اعجب العجب، ان يتمرجل الطرفان شيعة ويهود على العرب.اليهود يستندون الى نص عبري في "كتابهم المقدس"، ان معركة هرمجدون ستقع في فلسطين،وان المسيح سيقود جيوشهم،ويحقق النصر على "الكفار". المقصود بالكفار ـ نحن ـ بالقطع .في نسخة مطابقة يؤمن الشيعة ان المهدي سيخرج من سردابه و سيملأ الارض قسطاً وعدلاَ،ويطهرها من السُنّة "النواصب" الذين ملأوا الارض ظُلماً وجُورا الذين هم ـ نحن ـ بالطبع ....!.