صحيفة العرّاب

َالشطناوي ..من منكم بلا خطيئة ؟

 الإنفلات الاعلامي الذي تواصل في وسائل متنوعة حول «الهفوة» التي وقع بها حارس الفيصلي محمد الشطناوي، ونالت منه الى درجة التشهير، لا يمكن القول الا انه «انفلات العقل».

فمثل هذه «الهفوة « التي سجل بها الشطناوي هدفاً في مرماه، ليست الاولى ولا العاشرة، ولن تكون الأخيرة، فأخطاء لاعبي كرة القدم على اختلاف مراكزهم ،لا تنتهي، و»من كان بلا خطأ او خطيئة» منا إعلاميين وعشاق لعبة ولاعبين، ليفرد عضلاته، ويترك لقلمه او «ميكرفونه» او عقله العنان، ويشطح أو يكتب أو «يغرّد» كما يشاء.

مباراة الوحدات والفيصلي التي خسرها الأخير، رغم اهميتها، ليست مباراة الدوري او المنافسة على القمة، وليست بالمباراة التاريخية التي تعلق في أذهان الجمهور في مستواها الفني، فكل مباريات الموسم، لو تم رصدها، لوجدنا ان زمن المباراة لا يتعدى 20 دقيقة، من أصل 90، اما الأستحواذ على الكرة، فإن خروجها من الملعب، او تبادل اللاعبين تمريراتها، يعطيان مؤشراً على القيمة الفنية المتواضعة لفرقنا التي ظلمناها وظلمنا أنفسنا وقد اقحمناها بالإحتراف.

لقد استهوى بعض الاعلاميين ومعهم، هواة ومحترفو التواصل الاجتماعي ما اقترفه الشطناوي من خطأ فني، سواء بالتعليقات غير الحضارية، او تكرار المشهد،دون ان يتوقفوا عند أثر هذا الاستخفاف والهجوم على حارس مرمى، كان نجماً في أهم لقاءات المنتخب الوطني وهو يقابل منتخب الاورجواي في ملحق كأس العالم 2014، وكأن ما وصلت اليه كرة القدم الاردنية من تدهور، وخسارة الفيصلي امام منافسه، تعود الى «هفوة» الشطناوي، وانها الحدث الأبرز في الدوري، مع ان اخطاء اللاعبين ، دون استثناء، لا تقل في أهميتها عن خطأ حارس الفيصلي، فالهدف بالخطأ، سواء للحارس او المدافع، يظل خطأ، وخسارة الفيصلي في هذه المباراة، لم يكن الشطناوي الوحيد في سببها، فقد جاء الهدف الاول من خطأ دفاعي منح المنافس التسجيل، واطاح بهاء عبد الرحمن بركلة الجزاء، وتسبب آخر في احتساب مثلها لصالح الوحدات التي اضاف منها حارسه شفيع الهدف الثالث.

اشهر نجوم العالم يخطئون بتسجيل اهداف في مرمى فرقهم، وتتكرر أخطاؤهم، وقد حدث في برشلونة وريال مدريد، كفريقين عملاقين يضمان نجوماً هم الأفضل والأشهر عالمياً، حتى ان الحارس الاسباني للمنتخب والفريق الملكي كاسياس، كانت له أخطاؤه وهو في عز نجوميته، مثلما كان المدافع البرازيلي ونجم «الريال» مارسيلو اول من سجل هدفاً في مرمى منتخب بلاده في كأس العالم وعلى ارضه وامام جمهوره.

ولو عدنا بالذاكرة الى كأس العالم وتحديداً التي اقيمت في ايطاليا 1990فإن اول ما يقفز الى اذهاننا استعراضات الحارس الكولمبي هيجيتا الملقب بـ «الحارس المجنون» لكثرة خروجه عن مرماه وكأنه مهاجم، ما كلف بخروج منتخب بلاده من دور الـ16 امام الكاميرون فقد فاجأ هيجيتا المشاهدين وهو يخرج الى منتصف الملعب ليخطف المهاجم الكاميروني جورج ميلا الكرة منه ويسجل الهدف الثاني.

قصص كثيرة وفيها العجب العجاب، ولكن لم تأخذ من التعليقات سوى «خطأ لاعب»، وليست بالطريقة الفجة التي نالت من حارس الفيصلي الشاب الشطناوي، اذ نأمل ان يعزز في نفسه الجهاز الفني الثقة، ويعزز حضوره في الدفاع عن مرماه، فليس هناك من هو معصوم عن الخطأ، والخطيئة.