صحيفة العرّاب

مفهوم الحكومات إنحياز الإعلام للدولة..!

بقلم المحامي .. عبد الوهاب المجالي 

 بمناسبة وبدون تؤكد وتطالب الحكومات دوماً إنحياز الإعلام للدولة لكن هل تريد ذلك حقاً؟ الإعلام العربي الرسمي بكل آشكاله وآصنافه الذي يعمل تحت نيّر الحكومات "سلامتك وتعيش" طبال زمار وذلك طبيعي فالقائمين عليه موظفين تابعين ينفذون آوامر على الرغم بعض البرامج تحمل إسم جماهيري على سبيل المثال "مع المواطن" وغيره لكنها تنظر للمواطن بعين الحكومة..

إعتاد الإعلام الرسمي إعلان براءة الحكومة من كل السلبيات على كافة الصعد وبكل الإتجاهات حتى الهزائم ويرد العيب على المواطن او التراث او التركيبة الإجتماعية وعلى الظواهر الطبيعية والتضاريس والموقع الجغرافي كعيب خلقي.. آخر ما تفتقت به قريحة الحكومة منع المواطنيين من الخروج عندما عم الخير تحت مسمى سوء الآحوال الجوية وعلى النقيض من ذلك تطلب من الأئمة الإستسقاء عند إنحباس المطر فكيف ترجوا ربكم المطر وعند نزوله تصفونه برداءة الآحوال الجوية؟؟!!..

الإعلام في الدول المتقدمة يشكل سلطة رابعة بينما في بلادنا آبعد ما يكون عن تلك الوظيفة فهو غير مهني ولا موضوعي في الوقت الذي يتحدث فيه عن الشرف المهني ومواثيق الشرف يعلم الناس ان آصدق صفحة في الصحف التي لا يد للتحرير في صياغة الخبر فيما يتعلق بالوفيات!!

الصحف المحلية كالقراد تعتاش على الإشتراكات الرسمية والإعلانات والتهاني الإلزامية التي تكون اقرب الى النفاق واغلبها من دوائر رسمية شبه رسمية او مظاهر نفاق إجتماعي خاصة ما شاء الله كل آيامنا اعياد ومناسبات وطنية لا تعد ولا تحصى..

الإعلام الرسمي من وجهة نظر شعبية خصوصاً الفئة المثقفة تعرف وتعلم ان الكتاب فيه آخر شيء لديهم علم به الكتابة واقرب الى كونهم اقلام مأجورة تسرب لبعضهم بعض المعلومات من باب التلميع..

الإعلام الخاص العربي ومنه الأردني على وجه الخصوص ليس بآحسن حال يخضع للقيود ذاتها يقف الى الجانب الرسمي بقدر الإستفادة ومعظم الآخبار والتحقيقات قبل نشرها تخضع للمساومة وعملية إبتزاز وبعضه الغاية من وجوده يد او لسان حال آشخاص ليبقون بالواجهة..

في الوقت الحاضر الى حد ما فلت العقال من يد الحكومات وإعلامها وتتناقل الناس الاخبار وتنشرها رغم آنف آجهزة الرقابة بحرية خارج مقص الرقيب وهذا السبب من آهم الاسباب الذي دحر الإعلام المنافق وتهاوى ليحل في مكانه الطبيعي الذي يجب ان يكون فيه..

مهنية الإعلام ووطنيته بنظر الحكومات بقدر الإقتراب منها بالمديح والثناء والإشادة وووووو...الخ لكل ما تقوم به..