صحيفة العرّاب

مسلسلات رمضان الهابطة .. حين تصبح الرذيلة فناً !

  على أرض الواقع يرتسم المشهد في مصر والعراق وسوريا بريشة الدمار والقتل والجثث المترامية هنا وهناك ، والسجون الممتلئة عن بكرة أبيها بسجناء الرأي المقموعين ، و ببراميل المتفجرات الفتاكة التي لا ترحم طفلا و لا شيخا ولا امرأة .

ولكن في المقابل على شاشات الفضائيات نرى حملات شرسة تسوق للانحلال والرذيلة، وتشوه الحقائق والتاريخ، وتسمم عقل المتابع عبر ما يسمى بالمسلسلات الرمضانية التي اختير توقيتها الشيطاني بعناية وكأن رمضان الذي كان عبر التاريخ شهرا للفتوحات والانتصارات ، أضحى بنظر الفضائيات شهرا لارتكاب المعاصي ، وتلويث افكار المشاهدين .

هذه هي الحقيقة المرة لهذه المسلسلات التي دفعت عليها الأموال الطائلة من جيوب ومدخرات الشعوب العربية وكل ذلك في محاولة شرسة للقضاء على الاسلام ومحاربته واجتثاث كل نبض حي متطلع للحرية في بلاد العرب .

ففي مسلسل ' أستاذ ورئيس قسم ' نرى عادل امام الذي كان على أرض الواقع مع قادة الانقلاب في مصر ، و دوت وسائل الاعلام بمقولته ' بكفينا جوامع ' نراه منافحا عن الحرية ، ومطالبا بالثورة .

وفي مسلسل حارة 'اليهود ' تشوه صورة المقاوم الفلسطيني والعربي ، وتلمع صورة اليهودية وكأنها حمامة سلام و أن الفتاة المسلمة التي قدمت الشهيد تلو الشهيد أصبح هدفها مجرد الرقص .

أما في ' باب الحارة ' فقد تغيب كليا مشهد العقيد أبو شهاب الذي كان رمزا للنخوة والمقاومة الشهمة وحلّ مكانه 'العقيد معتز ' الذي خفق قلبه حبا لفتاة يهودية ايضا و لانعلم ما سر اقحام اليهوديات في هذا الوقت و في هذا الظرف .

ويأتينا ' يا أنا يا انتي ' الذي رسم صورة مقززة عن نساء مصر العفيفات ليظهرهن بصورة محترفات النصب والاحتيال بحجة البحث عن لقمة العيش وسد الرمق .

و الكلام يطول عن هذه المجزرة الثقافية بحق العقول الشعوب العربية النيّرة ، ولكن أخشى ما نخشاه أن يصل السم الى عقول أجيالنا الفتية التي تستهدفها هذه المسلسلات .

وهنا تدفعنا هذه المسلسلات للتساؤل هل تمثل حقيقة الواقع المأزوم التي تعيشه كل من مصر وسوريا على أرض الواقع ؟ أم أنها أضحت المتنفس الوحيد للساسة الانقلابيين والدمويين ، ولعصابات اللوبي الصهيوني لدس سمومهم عبر نافذة الفن التي أوصلوها الى الحضيض ، وأضحت بفعل المال السياسي أداة للقهر والكبت والذبح للشعوب وهي تضحك بين يدي جلاديها .