صحيفة العرّاب

الحاكم بامره هل انتهى امره ؟!

بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

 لـ ” الاسد و اشكاله ومن هم على شاكلته”

  ((( يشخبُ قلمي دماً احمرَ قانٍ مما يجري فوق الارض العربية ،لا حبراً ازرقَ يسيلُ على ورق ناصع البياض كما المفروض ان يكون. احوال الامة من انهيارات متلاحقة،و افلاس مادي وقيمي لا يطيقها صبور حليم مهما أُوتي من طاقة تحمل.حين لا اطيق صبرا، ولا ارجو من احدٍ خيرا. اتوسد اضلاعي . اتكور على ذاتي وابكي.سؤالي لذاتي لِمَ نحن في ظلامية القرون الوسطى و عهود محاكم التفتيش؟ّ!. تهطل حروفي في غير مواسمها،مطراً اسودَ معزية بإنكفاء امتي على ذاتها، وتحول شعوبها من حملة مشاعل نور ،ودعاة تحرير الانسان من عبادة الاصنام و استعباد الحكام الى لاجئين يقفون طوابير طويلة امام مكاتب الامم المتحدة لاستلام ما تيسر من طحين وعلب سردين.بينما البقية الباقية مما تبقّى من البقايا المُتعبة، تنصب خيامها على بوابات السفارات الاوروبية لاستجداء ” تأشيرةٍ ” ليست لسفر او عمل،بل لفك الارتباط بين المواطنة و العروبة،ورحيل بلا عودة . ولاة الامر ـ واللهِ ـ  سيقفون امام الله ويُسألون عما فعلوا ويفعلون. يومئذ لا تنفعهم تقارير الاجهزة الامنية ،مانشيتات الصحافة الملونة المتلونة،فضائيات النهيق،ونعيق الناعقين الاعلاميين،عصا الجلاد وشلة قطع الارزاق،فقد اثبتت جميعها عجزها،قصورها،كذبها ))).

 

 

إذا كان الشعب يقف خلف حاكمه ويسنده كما تدعي جوقته.ما الداعي لـ ” فرقة الانشاد التي تُسّبح باسمه كانه ظل الله على الارض . ما المُسوغ لـ “كرباج الجلاد الذي يمزق ظهور خصومة . لـماذا “زنزانة السجان التي يحشر فيها معارضيه حتى يتآكلوا كالخردة او تأكلهم الامراض بلا رحمة ؟!. ما الحاجة لقلم كاتبٍ ملوث،حنجرة اعلامي كذاب،مثقف ضال ومُضلل”.عواصم العرب التاريخية تُدمر تدميراً ممنهجاً. حارة حارة. تُهدم مدماكاً مدماكاً حتى لم يبقَ حجرُ على حجر، بينما الحاكم يترك الباب موارباً.ينظر بنصف اغماضة كي لا يرى المشهد كاملاً،لا يبدد  طاقته في “المناظر المُوذية”. ـ رعاه الله ورضي عنه و ارضاه ـ . يشرب قهوته الصباحية على شرفة قصره، والى جانبه السيدة الاولى تتناول البسكويت باطراف اصابعها.ترتشف الحليب المُحلى بالعسل وتحكي له عن آخر صرعات الازياء،آخر مشترياتها من المجوهرات.

 

على الضفة النقيض، يرزح شعب مهشم الاضلاع تحت الانقاض يستجدي نسمة هواء كي لا يموت. الفاجعة الكبرى اننا اكتشفنا صدفةً، ان اهم اكشافاتنا المعاصرة، اننا دولنا دول هشة وغير عصرية،شاخت قبل شبابها .هي اوهى من بيوت العنكبوت ـ دولة الرجل الواحد ـ . دول مضحكة كراقصة مبتدئة يسقط  ما يسترها من اول هزة لها،وتسلم نفسها من اول غمزة . امة صارت ملايينها المغلوبة على امرها، ترفع علم الاونروا  في رحلة التيه بدل شعارها “امة بلا حدود ولا يهود ” الذي اغرقته الانظمة الشمولية في من دم ابنائها “.

 

 الحاكم العربي ـ اعزه الله و اعلا مقامه ـ لم يزل يزعم انه يُعلي البنيان . لولاه ـ دام ظله واستدام ـ لما كانت في البلاد نبتتة خضراء.لولاه ـ سدد الله خطاه ـ لاصبحت المدن غابات تعوي فيها الكلاب،وكل حارة لها باب وبواب ومختار.لولا حضوره المهيب ـ حماه الله ـ لكانت الذئاب تسرح في الشوارع لكنها من هيبته تسرح بالخرفان بدل الرعيان.هذه واحدة من كراماته غير القابلة للاحصاء او الاخصاء . الحق اقول و اقول الحق : ـ طال عمره ـ يدعي فيما يدعي انه ينشر العدل بين اهله وهو يظلم العباد.ويوهم الحمقى مثله انه يقودهم الى ذرى النصر بالانتصار على شعبه. يا لسخرية التاريخ حين يعود على شكل مهزلة.الاكثر مسخرة ان امتي عادت الى ما قبل الدولة…. الى حكم الجاهلية الاولى…. حمية الجاهلية….عصبياتها و عصائبها. رجعت سيرتها الاولى : قيس ويمن. حجر ووبر.بدو وحضر،مذاهب وطوائف. ملل ونِحل.في ليلة مظلمة انقلبنا الى قبائل تغزو بعضها،بينما امم الارض دخلت عصر ما بعد الحداثة،وعلم الماورائيات.رغم ما جرى ويجري،ما زال الحاكم العربي لن يتخلى عن كرسيه، الا اذا راى بلاده خراب،وشعبه ياكل التراب.

 

يا سيدي الحاكمْ /

جمهورك البائس الفقيرْ /

نادمٌ و الف نادمٍ /

لانه طأطأ الرؤوسَ /

ولم يقاوم ْ/

منذُ ان اعتليت انت ظهره /

ادخلته حظيرة البهائمْ /

يأكل الحشيشَ…يُدخن الحشيشْ /

من قسوةِ المظالمْ /

مواطنُ يصيحُ كالملسوعْ /

 من لسعةِ العصي كـما “القديش” /

يسقط… يسقط …حكم الشعبْ /

عاش الحاكم…عاش عاش /

“ما بدنا غير الحشيش…هيش هيش” /

نريدهُ نريدهُ لو لبسَ الحريرَ… / 

نامَ على ريش النعام /

 نريده لا غيره لو اصبحت بيوتنا من خيشْ /

طعامنا الجريشْ /

لو ارتدينا الخامْ /

سيدي يا سيدي /

يا ليتني بقيت جاهلاً درويش /

كنتُ اظن انني البسامْ /

وانك المُخلّصُ الهمامْ /

لكنني اكتشفتُ فيما اكتشفتْ /

انك مثلي خائبُ ضريرْ /

لا ترى الا ما تريد ان تراه /

لا ظل لكْ… ولا ظليلْ /

و انتَ في الطريقِ للرحيلْ /

وصيتي اليك /

 اوصيك بالناسِ خيرْ /

من قبلِ ان تطير…وبعد ان تطيرْ /

 ما دام لا يهمكَ التاريخْ /

ان دخلته او رفعت ذيلهْ /

لا تتركْ الابوابَ مفتوحة ً /

كـ “غانية ” /

 تُعطي ثمارها لعابرِ السبيلْ /

ما همها لو ضيّعتْ مفتاحها /

او خلعت فستانها /

يا سيدي….. يا سيدي /

لا تلهفَ الغنائمَ النادرة ْ /

وتشربُ الدماءَ كلَ ليلةٍ ٍ/

كمدمنٍ في جمجمةْ ؟! /

ارجوك سيدي ارجوك /

اتركْ لنا خرابةً مُهدمةْ / 

 نقيم فوقها خيمةً لنا ورايةً ممزقة /

وقاعةً مكيفةْ /

لنخبةٍ اطهارها كمبولةْ /